مقالات
سامح التحدي في التعايش مع المستحيل
بقلم/ الطاهر اسحق الدومة
أن تمتلك الإرادة وتقهر التشاؤم وتعبر فوق ركام الالام من الأمراض المستعصية وترى الموت بجوارك وتنفث فيه أمل البقاء غصبا عنه رغم امتلاك الموت آلة القضاء عليك وهو شاهرها لك في صحوك ومنامك ترحالك وسكونك.
عندما يتفاءل الانسان دوما تتضاءل التحديات حتي تنزوي ومن ثم يستمر في العطاء في المجالات التي يحبذها.
الرفيق الأستاذ الحبيب سامح الشيخ، أحد قامات العطاء الفكري والإنساني بلاحدود متحديا صعاب المرض العضال الذي ألم به حيث استطاع أن يجعل المرض منحسرا في ركن قصي من حياته، وواصل حياته العادية من خلال اسرته الكريمة الكبيرة والصغيرة راعيا ومساعدا لهم ومنتجا فكريا وسياسيا باحثا حلولا لأزمة وطنه حيث دخل السياسة من خلال (الأنسنة) تعاطيا معها كادرا حزبيا ملتزما وعندما شعر أن عطاءه أقل مما يفعله زملاءه ترجل مستقيلا واحتفظ بالمبدأ والفكرة بعفة اللسان وحرارة القلب والتجرد في الفعل السياسي.
اتذكر عندما كانت سودان فويس ملتقى تلاقح الافكار السياسية وتوارد الخواطر المتطابقة في مقاومة طغمة الانقاذ حصر لستة من المسيطرين على الوزارات والمؤسسات والشركات من بني جلدته مستنكرا هذه السيطرة بتجرد ونقاء ضميري باذخ قائلا لي حينها كيف يمضي السودان للأمام وهذه القبلية النتنة تسيطر على كافة أجهزة الدولة الحساسة مع أن اللستة كانت كلها تنتسب قبليا إلى أهله أو جهته.
تحدى الرفيق سامح لكل ماهو غير عادل جعله متكأ وملجأ للأصدقاء المكتنزين بالصحة والعافية بمختلف أطيافهم الفكرية والاجتماعية وهو يزرع الأمل بالكلمة والفكرة فهو شاعر وقاص والخ..
ولكن تبقى إنسانيته الفارهة حينما تعاطف وقدم مساعدات مادية لأسرة يوجد بها ثلاث شقيقتان وشقيق مصابين بنفس مرضه بالجزيرة أبا وتعهد بمساعدتهم ويسأل عن أحوالهم ولكن يد المنون كانت أقرب فتتابعوا للدار الآخرة واحدا تلو الآخر خلال تلاته أعوام.
هناك قصص ملهمة أخرى سمعتها واخذتها من الرفيق الإنسان الأستاذ سامح، نواصل فيها انشاءالله لاحقا.
aldooma2012@gmail.com