مقالات

حمار مشاي وعنز الشاي

حسن حميدة:

“حمار مشاي وعنز الشاي” شعار كان ولم يزل يرفعه أهل القرى منذ أن فتحنا أعيننا على الدنيا بل قبل ذلك بكثير وهم يقصدون به أنه مهما تكن ظروفك حاول أن يكون لك زاملة تعينك على الحركة للعمل وماعزا تحلبها لصغارك في البيت.
ولأن المدينة عندما أطلقت نداء” تسقط بس” أشهرت لنا الكرت الأصفر فودعها أبناؤنا ونحن معهم يحدونا أمل العودة إلى الخرطوم فمكثنا معهم فترة عام بدت فيه أعمال الزراعة أكثر مشقة ثم عدنا إلى سوح العاصمة ومشكلات وقضايا الناس في الصحافة الورقية والإلكترونية حتى عام 2021م ثم كانت الهجرة الثانية إلى القرية ودلفنا إلى معاركة الأعمال الشاقة غير آبهين بما انفقنا من سنوات في بلاط الصحافة .

فكان ميدان العمل يعج ما بين سكب القصب وشتل البصل وجبده وقطع ريشه أو قلعه بالطواري شتاء وصيفا أو الدخول في “معمعة نظافة المتر” والأخيرة عبارة عن حفرة عميقة ومتسعة داخلها مضخة لري أفدنة زراعية تبعد قليلا عن مجرى النهر ويكثر في أراضي “الكرو” ويمتلئ بمياه الفيضان وعندما يعود نهر النيل لمجراه القديم يصبح استخراح المياه والطين من المتر مصدر دخل رغم خطورته إذ ربما يسقط جانبا من تلك الحفرة العميقة في القاع… وعلى علاته لا تجد له أجرا مجزيا.
وأنا بين شلليات القصب والبصل والمتر أسمع من حين لآخر” أسعى ليك حمار واشتري ليك عز لبن ولا سخلة تصبح باكر عز تسقي أولادك اللبن وتضبح عتودا لضيفك”
ولسان حالي للرد على المطالبة : “ليس هنالك حوجة لحمار مشاي طالما نحن بصحة وعافية وليس هنالك حوجة لعز شاي وبالدكاكين حليب ولبن بودرة ونحن نرشف منه ونردد:” الله يخليك يا لبن العلب ختو فوق جمرات دقسو هب… ختو فوق جمرات قام قلب… رغم انو مع الكهرباء ليس هنالك حوجة لجمرات وإنما ينوب عنها السخان وال” هيتر” خاصة وأن مهندسي الكهرباء لا تقف أمامهم محاولات إظلام المدن والقرى بمسيرات الأعداء” فنورهم ساطع كلما خمد التيار أعادوه ليزداد من تبقى من الدعامة غيظا وحناقا ويسعى عباد الله المسلمين مسرعين إلى نور الله في المساجد حيث لا يهدى ذلك النور لعاصي كما قال الإمام الشافعي.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق