إخلاص نمر:
خرج لنا الناظر ترك، بشرط عاجل، وهو تعيين أيلا رئيسا لمجلس الوزراء، وتبع عدم تحقيق الشرط بتهديد للمجتمع السوداني برمته، وهو نفس المجتمع الذي حرمه ترك لقمة العيش وضيق عليه الخناق، عندما أغلق الطريق، احتجاجا على تعيين صالح عمار والياً مدنياً على كسلا.
تحكم حينها ترك في الوطن وشعبه، فصبت أمة محمد جام لعنتها عليه، ولم يأبه لما فعل، لأنه كان (يضمن)، أن النتيجة النهائية لصالحه، وقد كان، أن تم إعفاء الوالي الذي يرفضه بقرار من الحكومة، ولأن المجتمع السوداني لم يحاسب ترك حساباً قاسياً يليق بقسوة مافعله، استمر في استفزاز مشاعر الثوار والوطن قاطبة، فأزاح الستار عن تصريحه الأخير بتعيين أيلا رئيساً لمجلس الوزراء، وإلا سيطالب بحق تقرير المصير.
ترك، الذي لم يعد رئيساً لمجلس نظارات البجا وجد ضالته في أيلا، فتشبث بتعيينه وفق شرطه القميء، لتحقيق مأربه من خلال انتمائه للمؤتمر الوطني بولاية كسلا، مايعني أنه (كوز) يأمل في عودة كل الكيزان، لمؤسسات الدولة تحت مظلة الحكومة الانقلابية، التي مازالت تمارس قتل وسجن الثوار، وتبرئ ساحات القضاء فيها قتلة الشباب، رغم الأدلة الموثقة.
هل ياترى بيد ترك (لستة) من الكيزان العائدين، يعد لهم العدة الآن بتكوين لجنة لاستقبالهم شبيهة بلجنة استقبال أيلا أم أن لجنة استقبال أيلا ستبقى لجنة دائمة (تهب) للاستقبال كل لحظة يبعث فيها أحد الفلول ببرقية أو نية الحضور؟ ليصبح ترك (متعهد) استقبال الكيزان في الوطن، الذي دمرته الإنقاذ ومازالت تمني النفس عبر وسطائها بتدميره أكثر وأكثر.
الوطن الذي ينادي شبابه وثواره اليوم بالحقوق المدنية، التي يسرع ترك لاجهاضها، بسلوكه الكيزاني، ويزيد عليها بـ(إجلاس) أيلا على كرسي رئيس مجلس الوزراء.
ترك لايهمه الوطن مهما انتاشته المصائب والعلل والأوجاع، فهو يبحث عن مصلحته الذاتية، وليذهب الوطن إلى الجحيم عند ترك، وهذا ماتدلل عليه أقواله وأفعاله، التي يوجهها سهاما موجعه، في قلب الوطن وشعبه الذي ينادي برحيل العسكر من المشهد نهائيا، فلا تفاوض مع العسكر ولا تسوية ولا شراكة، بل عليهم العودة للثكنات.
تنطلق المليونيات التي يراها ترك وغيره من العسكر وأعضاء الحكومة الانقلابية ويسمعها وهي تنادي برحيله ورحيل من منحه فرصة الجلوس على كرسي مجلس السيادة، بيد أن ترك ولأنه رضع من ثدي الإنقاذ حتى الشبع، لن يترك الفرصة التي (لعب) لها (لعبة) إغلاق الشارع، أن تمر دون أن يجد المكافأة من رئيس المجلس الانقلابي الذي كال له ترك الثناء، من مرقده عندما تم نقله بطائرة خاصة للعلاج خارج الوطن، رغم انه وعندما استدعاه البرهان، عند إغلاقه لطريق الشرق، رفع صوته عاليا (أنا مابجي والعاوزني يجيني هنا).
تَرَكَ رئيس الحكومة الانقلابية لـ(تِرِك) الحبل على الغارب، ماجعله كثير الحراك والكلام والتهديد، بمظان أنهم قادرون على إخماد الثورة، ولكن هيهات، فهذه من رابع المستحيلات، فالثورة ماضية في طريق الحق، والخزي والعار لمن يتخلف عن ركبها، ومن يحتمي بالانقلابيين وأذيالهم.