مقالات

الفاشر وحصار الجنجويد.. الصمت الدولي المخزي

بقلم/ خالد الفكي:

مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وموطن السلطان على دينار، تتعرض لحصار ولهجوم عنيف من قبل قوات آل دقلو “الجنجويدية”، وفي ظل قصة الصمود وصد موجات الهجمات المغولية لعصابات آل دقلو ومرتزقتهم بلغ عدد الهجمات عليها من قبل تتار الألفية الثالثة نحو 227 هجومًا.

ووفقاً لمصادر متعددة جاءت مشاركة 543 عربة قتالية فى هجوم الاسبوع الماضي والذي يُعد الاعنف والأقوى مما يشير بأن آل دقلو يدفعون فى كل مرة بقوة أكبر من أختها بغية بلوغ حلمهم، ولكن بإذن الله تعالى وصمود الأبطال ودعوات الضفعاء والمكلوبين ستولي عصابة آل دقلو الدبر كما فعلت فى الخرطوم ومدني وسنار.

حصار الفاشر يتجاوز أكثر من 400 يوم، لتظل صامدة، رافضةً للسقوط، ويظل الوضع الإنساني فيها كارثي والعالم يتفرج وعلى رأسه الطير ، بينما يعاني أكثر من 825,000 طفل من نقص حاد في الغذاء والدواء، ومناصري الإنسانية والجمعيات الطوعية العالمية وضع فى فيها شربة ماء.

الوضع الإنساني فى الفاشر بلغ أقصي مراحل التدهور وفاق وصف المجاعة وأهاليها يقتاتوا “الامباز”، علف الحيوانات والعالم يتفرج (…) ،  المدينة تعاني نقص الغذاء والدواء، أسعار المواد الغذائية الأساسية فاقت نسبة 460%، وفرغت الأسواق من السلع وأغلقت أغلب “التكايا” أبوابها، مما أجبر  أغلب الأهالي على تناول الامباز أو النفايات حفاظاً على حياتهم.

تباً لتلك المؤسسات العالمية والمنظمات التطوعية العاملة فى الحقل إلانساني وهي تشاهد وتتابع بكل جراءة مايجري فى فاشر السلطان من سوء التغذية، ومعاناة نحو  40% من الأطفال دون الخامسة من سوء تغذية حاد، بينهم أكثر منز11% بحالة خطرة، بينما ترى وتعلم بأن مخيمات النازحين حولتها عصابة آل دقلو إلى ساحات قتل، باستهدافها لحياة المدنيين لإجبارهم على المغادرة واتخاذها قواعد وتكنات عسكرية لمرتزقاها.

حصار آل دقلو لعاصمة السلطان على دينار خلف من جملة التداعيات السالبة التي لاتُعد ولاتُحصر، حيث مقتل وجرح المئات من المدنيين، ووفقاً لاحصاءات متطابقة أسفرت هجمات الجنجويد عن مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيًا وإصابة أكثر من 1143 آخرين، كما نجد تدمير البنية التحتية للقطاع الصحي، فضلاً عن مآسي وقصص انتهاكات حقوق الإنسان، التي تم توثيقها بالهجوم علي مخيمات النازحين والتنكيل بالابرياء من المدنيين العزل.

لابد من ضرورة التحرك الدولي، لوقف الحرب الإبادية التى تتنتهجها عصابات آل دقلو ضد المدنيين الابرياء فى فاشر السلطان، بسرعة التحرك لوقف هجمات تتار الجنجويد على الأبرياء وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وإصدار عقوبات رداعة بحق آل دقلو ومرتزقاهم وتقديمهم للجنائية الدولية، لتسببهم فى هذه الانتهاكات الجسيمة ضد إنسان الفاشر.

على الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية المسارعة لإغاثة أهالي الفاشر وكسر حصار عصابات آل دقلو عليها وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وتقديم الاسعافات الطبية والصحية للمرضى والجرحى الذين يعانون الأوضاع الكارثية، وستظل الفاشر صامدة، ولن تسقط لتُضاف إلى سلسلة روايات صمود “المدرعات والمهندسين والقيادة العامة”، للقوات المسلحة السودانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى