وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية يدشن عددا من المشروعات الإنتاجية بنهر النيل 

الدامر- الساقية برس:

بدأ وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية اليوم أولى محطات زيارته لولاية نهر النيل، حيث كان في استقباله بالدامر الاستاذ مصطفى الشريف والي الولاية بالانابة، والدكتورة تهاني ميرغني عبد الحفيظ وزيرة الشؤون الاجتماعية بالولاية، وذلك برفقة الامين العام لديوان الزكاة، والمدير العام للصندوق القومي للتأمين الصحي، والمفوض العام للجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي، ومفوض مفوضية الامان الاجتماعي والتكافل وخفض الفقر. وتأتي الزيارة في اطار خطة المائة يوم لتنفيذ برامج الحماية الاجتماعية والتنمية والخدمات الصحية في الولايات.

استهل الوزير زيارته بالوقوف على مركز الاطراف الصناعية بعطبرة، حيث تفقد جاهزية المركز والمعوقات التي حالت دون تدشينه بالصورة المطلوبة، مؤكدا اهمية الاسراع في تشغيله باعتباره مرفقا حيويا لخدمة جرحى العمليات والمواطنين الوافدين من مختلف انحاء البلاد، في ظل تزايد الحاجة للاطراف الصناعية بسبب الحرب التي تشنها المليشيا. والتزم الوزير بتقديم الدعم اللازم للمركز حتى يضطلع بدوره في رعاية الشرائح الضعيفة ودمجها في الحياة العامة.

وشهد الوزير برفقة قيادات الولاية مراسم توقيع ادخال عدد ٤٣ الف اسرة جديدة تحت مظلة التأمين الصحي بولاية نهر النيل، بموجب اتفاق بين الصندوق القومي للتأمين الصحي وصندوق التنمية المحلية بالولاية، في خطوة تسهم مباشرة في تعزيز التغطية الصحية الشاملة.

ووجه الوزير بضرورة توزيع الخدمات الطبية للمؤمن عليهم بعدالة في كل محليات الولاية ووحداتها الادارية، حتى تصل خدمات التأمين الى القرى واطراف المدن وليس فقط المراكز الحضرية.

وفي عطبرة افتتح الوزير مجمع عطبرة الطبي بعد اعادة تأهيله وتطويره، وهو مجمع طبي متكامل يقدم خدمات المستوى الثالث ويعد نموذجا للشراكة الذكية بين التأمين الصحي وشركة زادنا. ويضم المجمع اثني عشر قسما ووحدة طبية تغطي معظم التخصصات، منها معامل تخصصية متكاملة، واجهزة متقدمة مثل جهاز ضبط نبضات القلب، ووحدات جراحة نوعية معقدة في مجالات الاوعية الدموية والمخ والاعصاب والعظام والتجميل، اضافة الى عمليات القلب والقسطرة. وقد لعب المجمع دورا محوريا في معركة الكرامة بدعم من حكومة الولاية، حيث كان المنفذ الوحيد لعمليات القلب والقسطرة في البلاد بعد اندلاع الحرب، وتم فيه اجراء الآلاف من العمليات المعقدة لجرحى الكرامة والمرضى من مختلف الولايات، مع تردد آلاف المستفيدين الذين تلقوا عشرات الآلاف من الخدمات الطبية المتقدمة، مما جعله مرجعا حقيقيا لتوطين العلاج بالداخل.

كما افتتح الوزير الصيدلية النموذجية لديوان الزكاة بعطبرة، التي تعد من اميز الصيدليات في البلاد بما توفره من جميع انواع الادوية بما في ذلك الادوية النادرة، وباسعار زهيدة وميسرة ومتاحة لجميع المواطنين بلا استثناء. ووجه الوزير ديوان الزكاة بالعمل على نشر الصيدليات النموذجية في مختلف ولايات السودان لتخفيف عبء الدواء عن كاهل المواطنين، واعتمادها كاحد اوجه المصارف الحديثة للزكاة في مجال الصحة.

وزار الوزير مجمع صناعات ديوان الزكاة، الذي يضم مشغلا متقدما للملابس يعمل به اكثر من مائة عامل نسبة كبيرة منهم من النساء، وينتج الزي المدرسي والملابس الطبية والعسكرية وانواعا مختلفة من الملبوسات، اضافة الى مصنع للطباشير بطاقة انتاجية تفوق عشرة آلاف طباشيرة في اليوم، يغطي حاجة مدارس ولاية نهر النيل وعدد من الولايات الاخرى، ويقدم منتجاته مجانا للمدارس في المناطق الفقيرة. كما يضم المجمع مصنعا لمنتجات الالبان ينتج الزبادي والجبن ومشتقات الالبان المختلفة، ويوفر فرص عمل حقيقية للمواطنين عبر نظام الانتاج والتشغيل، مع تنظيم دورات تدريبية في الصناعات المختلفة، في نموذج عملي لربط الزكاة بالانتاج وخلق فرص عمل للاسر الضعيفة.

وفي محلية بربر وقف الوزير على عدد من استثمارات الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي، حيث زار مصنع بربر للاسمنت ومصنع الضمان للبلاستيك. ويعد المصنعان من مفاخر الصناعات الوطنية، اذ ينتج مصنع الضمان للبلاستيك مختلف انواع الاكياس والجوالات المستخدمة في مصانع الاسمنت والسكر والاسمدة والدقيق والانتاج الزراعي وغيرها، بما يغطي احتياجات السوق المحلي. اما مصنع بربر للاسمنت فتبلغ طاقته الانتاجية الحالية حوالي خمسة آلاف طن في اليوم، مع امكانية رفع الانتاج الى خمسة وعشرين الف طن يوميا بعد اكتمال خطوط الانتاج، مما يؤهله لتغطية جانب كبير من حاجة البلاد من الاسمنت وتقليل فاتورة الاستيراد.

واختتم الوزير برنامجه الميداني بزيارة منطقة كدباس، حيث رعى مخيما علاجيا مشتركا بين التأمين الصحي وديوان الزكاة يقدم خدمات تخصصية تشمل الكشف الطبي والفحوصات المعملية والادوية مجانا للمواطنين وطلاب الخلاوى. واظهرت احصائيات اليوم الاول للمخيم تردد عشرات الحالات على اختصاصيي الباطنية والعيون والاطفال والنساء والتوليد والجراحة، واجراء مئات الفحوصات المعملية، وصرف الادوية لاكثر من اربعمائة مستفيد، وتسليم عدد من النظارات الطبية بعد فحص النظر.

كما وجه الوزير ديوان الزكاة بتغطية طلاب الخلاوى في منطقتي كدباس والغبش بخدمات التأمين الصحي واستخراج بطاقات لهم.

وزار الوزير خلاوى كدباس وخلاوى الغبش، حيث كان في استقباله شيوخ الخلاوى، واستمع الى احتياجاتها في مجالات الغذاء والايواء والرعاية، ووجه بتوفير المواد التموينية والبطاطين والدعم النقدي اللازم لتمكينها من اداء رسالتها في تحفيظ القران الكريم وتعليم الطلاب، مؤكدا حرص الوزارة على ربط برامج الحماية الاجتماعية بدعم المؤسسات الدينية والتعليمية التي تخدم المجتمعات المحلية. واشار الوزير الى ان زيارته لولاية نهر النيل ستتواصل خلال الايام المقبلة لتشمل محليات اخرى، والوقوف مباشرة على قضايا المواطنين واحتياجاتهم وادماجها في خطط الوزارة التنفيذية.

واكد الوزير في ختام اليوم الاول من زيارته ان ما تم من تدخلات وشراكات في ولاية نهر النيل يأتي امتدادا لبرنامج المائة يوم وتنفيذا لالتزامات حكومة الامل بتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية وتحسين الخدمات الصحية والتنموية وتمكين الفئات الضعيفة، وبناء اقتصاد منتج لا يترك احدا خلفه، بما يسهم في تعزيز صمود المواطنين في مواجهة آثار الحرب وتحقيق اهداف العدالة الاجتماعية في مختلف ولايات البلاد