مقالات

لا.. لا للصدام فكلنا راحلون

كلام بفلوس

تاج السر محمد حامد:

ليس مستغربا الاختلاف الفكرى بين البشر لأنه سنة الحياة وفطرة فطر الله الناس عليها .. لكن المستغرب ان تؤدى تلك الإختلافات الفكرية إلى القطيعة بين الناس والتناحر بشكل عدائى مرفوض .. والسبب ان شخصا يحمل افكارا لا تروق للطرف الثانى .. وبهذا نخسر الكثير من الأصدقاء بسبب الأراء الشخصية أو المواقف السياسية.

الاختلاف فى الأراء بين الناس أمر مشروع والعقلاء منهم هم الذين يخضعون خلافاتهم للحوار .. وحينما يفتح باب الحوار فإن حل أى قضية يصبح سهلا .. وعلى النقيض من ذلك يكون موقف الذين يحاولون حل مشكلاتهم بالصدام انهم فى مثل هذه الحالة لن يزيدوها إلا تعقيدا وبالتالى فإن الصدام لا يترتب عليه إلا المزيد من الصدام لأن اللجو إليه يعنى ان من يختار اسلوبا لحل المشكلات هو شخص ضيق الصدر محدود الفكر ضعيف العقل .. لأن من أبسط مايترتب على موقفه هو ان يجبر الطرف الآخر على ان يتعامل معه بمثل أسلوبه ونفس سلاحه .

وهنا يحل الصدام محل الحوار والعنف مكان الأخذ بالرأى ويبتعد من أختار الصدام عن حل المشكلة التى يريد حلها ويصبح لموقفه ضحايا .. ما كان أغناه عن ذلك لو أنه أستعمل عقله واهتدى فكره وأخضع رأيه والرأى الآخر لمبدأ الحوار بدلا من الشتائم والسباب .. وكأنهم لم تجمعهم يوما جلسة أو لقاء أو ذاكره جميلة كل ذلك جاء نتيجة للسلوك الشيطانى الذى غرسه كل منهم فى عقله .

فالاختلاف كما ذكرت أمر مشروع ومن الواجب أن لا يرى شخص أو جماعة أنه أو انهم يملكون الحقيقة وأن غيرهم على خطأ فيما يقولون وما يفعلون بل عليه أن يخضع رأيه مع رأى غيره فى الحوار ليتضح فى النهاية فى أى جانب تكون الحقيقة وفى أى أتجاه يكون الصواب .

وبهذا وبه وحده يتفادوا الانزلاق إلى ما لانحمد عقباه وهذا مانرفضه تماما نريد ان نقول لهم أضعوا أراؤكم مع أراء بعضكم لتصلوا إلى ماتريدون بالاقناع والاقتناع بعيدا عن كل مايوغر النفوس ويقود إلى الخصام .

ونخطى كثيرا إن ظننا ولو للحظه أننا قد بلغنا المرحلة التى لا خلاف حول الأمور فيها .. فالبشرية كلها وفى دولها الأكثر تقدما وحضارة مازالت بعيدة عن تلك المرحلة ولكنها تعتمد فى حل مشكلاتها اسلوب الحوار وطريق الرأى والرأى الآخر وهذه حقيقه يجب ان نعيها وأن نعتمد الحوار دون شخصنة وسيلة لحل مشكلاتنا .. لا للصدام .. لا للصدام ..ونتذكر فكلنا راحلون .. واستلطفوا بعضكم بعضا فكلكم أحياء .. وكفى .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق