مقالات

في الليلة الظلماء تفتقد “رجالة” اللواء محي الدين

بقلم/ صالحين العوض:

أسدل الموت ستاره فجر هذا الصباح على مساعد رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق وقائد الفرقة الثانية مشاه بالقضارف الأسبق
اللواء محي الدين أحمد الهادي إبن القضارف البار وأحد قيادات الجيش السوداني من أصحاب الكفاءة القتالية والشجاعة والفدائية الموسوم بالبسالة والإقدام والتضحية لهذا الوطن .. عرف الفقيد بين أقرانه في منظومة الجيش بالإنضباط وحسن القيادة وحب المهنة منذ بدايات التحاقه بهذا الشرف الباسخ وحتي مماته سطر اللواء محي الدين عليه الرحمة والمغفرة كثيرا من الملاحم البطولية في مسيرته التي امتدت زهاء الأربعين عاما متنقلا بين حاميات الجيش في مختلف مناطق السودان وخلد اسمه بأحرف من نور في سجلات الخالدين مع شرفاء قواتنا المسلحة وكان أحد الأبطال الذين أعادوا للشعب ثقته في (الجيش) عندما تصدي بصدر عار لحماية المتظاهرين من ثوار القضارف في بدايات ثورة ديسمبر 2019 حينما كان الرصاص والبمبان يتساقط علي رؤوس المتظاهرين من قوات الأمن وخلاياه وهدأ اللواء محي الدين الذي اقتحم جموع المتظاهرين بشجاعة يحسد عليها من روع جموع المحتجين علي حكم المعزول المشير البشير وأعاد السكينة والهدوء لطرقات القضارف التي كانت تغلي كالمرجل فارتفعت أسهم قائد الفرقة الثانية مشاه حينها لدي ثوار القضارف وظل محل احترامهم وتقديرهم الي أن عين واليا مكلفا لولاية القضارف .. وبالرغم من العطاء الحافل للواء محي الدين إلا أنه عاني ظلم رفقاء المهنة في الجيش حيث إتهم
ضمن ضباط آخرين بمحاولة انقلابية بقيادة الفريق هاشم عبد المطلب رئيس هيئة الأركان الأسبق .. قال الناطق الرسمي إنها قادتها مجموعة من ضباط الجيش والمدنيين بعضهم محسوب على التيار الإسلامي وظل في الحبس لمدة تجاوزت العامين ونصف تدهورت بعدها حالته الصحية بسبب مضاعفات المرض الي أن فارق الحياة صباح هذا اليوم بمدينة القضارف .. سيظل إسم محي الدين محفورا في ذاكرة أهل القضارف لا بل حتي بين رفقاء السلاح وكل من تعرف أو تعامل مع هذا الرجل الذي عاش بين الناس بالبساطة والتواضع والزهد .. فقد كان الراحل كثير الود والتوادد .. محبا لعمل الخير .. متواصلا ومتغلغلا وسط مجتمع القضارف في السراء والضراء وتجده أول الناس في الملمات.. الا رحم الله الفقيد محي الدين أحمد الهادي بقدر ما قدم لهذا الوطن فقد كان نظيف القلب .. عفيف اللسان .. حلو المعشر .. كريم الخصال .. شهما بمعني الكلمة

اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق