مقالات

نهاية السودان الذي نعرفه!!

ثم لا

الجميل الفاضل:

عند ساعة الحقيقة، لا مهرب من الحقيقة، إلا إلى الحقيقة. الآن تتساقط كل الخرافات والأساطير القديمة، تتساقط كأوراق الشجر في فصل الخريف.
هذه (العاصفة الديسمبرية) العاتية، من شأنها أن تقتلع أشجار نسب مؤسطرة تدب الآن الشيخوخة في أوصالها، ظلت تضفي على سادتنا وكبرائنا قداسة وتوقيرا زائفا ومصطنعا، توارثته أصلابهم جيلا بعد جيل.
عاصفة من شأنها أن تعصف بإسلاميين، لا علاقة لهم بالإسلام الذي تشربناه منذ الصغر.
الإسلام الذي لخص نبيه مهمة بعثته الأولى، في انها قد جاءت متَممة لمكارم الأخلاق لا أكثر ولا أقل.
وساسة بطيف واسع لا صلة لهم بالواقع، ولا شأن لهم بالسياسة كما ينبغي أن تكون مضمارا للتعاطي بحصافة، مع معطيات الراهن والمباشر والممكن.
إنه واقع سريالي ظل يعبر عنه من الضفة الأخرى.. خبراء عسكريون، يقال إنهم ، استراتيجيون، لا يستحقون صفة خبراء، إذ أنهم في الحقيقة ليسوا خبراء، ولا شأن لهم فيما يبدو بالعسكرية كمهنة، ولا بالاستراتيجية كعلم.
هي ثورة وضعتنا أمام أسوأ ما فينا مباشرة، لكي نواجه كل الحقائق عارية تماما.
حقيقة (جيش) .. هل هو لنا كشعب، أم لحزب أو جماعة؟، وحقيقة (شرطة) .. هل لا زالت هي في خدمة هذا الشعب، كما يقول شعارها التاريخي القديم؟، وحقيقة (أحزاب) أكل عليها الدهر وشرب، تقف عاجزة على محك الاختبار، وحقيقة (حركات مسلحة) هل هي أقرب لمعاني الكفاح الثوري المسلح، أم أنها ليست سوى عصابات يقودها لوردات حرب؟. وحقائق، وحقائق، مذهلة أخرى، تتصل بالإدارات الأهلية المزجاة للبيع منها والمؤدلجة والطرق الصوفية المبذولة لكل حشد تحت خدمة الغرض.. وهلمجرا.
إنها حقائق تجعلنا ندرك باختصار.. أننا لسنا ملائكة كما نظن، وأن الشر ليس من اختصاص الآخرين فقط.
المهم فإن ثورة ديسمبر المجيدة، هي ثورة بالعمق، يتكاثر اعداءها يوما بعد يوم، كلما اقتربت جمرتها المتدحرجة المقدسة، من حمى ومصالح حزب مسيطر، أو جهة مستأثرة، أو من مواريث أسرة مبجلة.
هي ثورة يقودها “غواصون سمر” مهرة نبتوا، كما ينبت عشب مغامر بين مفاصل صخرة.
غواصون يحفرون الآن عميقا، ليكتبوا نهاية السودان الذي نعرفه، بل وليكتبوا بداية سودان جديد، ربما لا نعرفه إلى الآن جيدا.
إنها ثورة أضحت نقطة مضيئة في كتاب التاريخ السوداني، سيتبعها ولو بعد حين، سطر جديد.
إنها ثورة ضد كل القديم الذي فقد كل مبررات وجوده.
هي ثورة لبناء جديد لم تتلبور إلى الآن ملامحه.
جديد لا زال يتخلق رويداً رويداً، وطوراً بعد طور.

حالتي
أشهد ألا انتماء الآن
إلا انني في الآن لا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق