جبريل حسن أحمد:
اتذكر جيدا تلك القرفصاء المسترخية للرئيس الأمريكي السابق ترامب في مساء تلك الليلة وبمعيته الفاتنة ابنته فيانكا وهو ينهض ليشبك يديه مع الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وهو يقلده بنشوي رشيقة رقصة السيف السعودية والزهو يعتلي تجاعيد وجهه الذي تكسوه ابتسامة كاسرة كأنه بحلبة الرسلمينيا ليتحدث لاحقا عن أمن السعودية وحمايتها ليحصد عقودا بلغت قيمتها أكثر من 380 مليار دولار، بينها 110 عقود تسليح تهدف إلى مواجهة “التهديدات الإيرانية بالمنطقة في تصرف يفصح عن قطبية أحادية سافلة ولكن يوليو المحترم ينزع كل هذا الزهو والغطرسة ويدلق عليه مياه خليجية صرفة تجعل من سلفه بايدن يجسد مشاعر جديدة مبتعدا بها عن قصر اليمامة لحظة استقباله من سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز وهي المحصلة المنطقية للتحولات العالمية في ظل قيادة الدب الروسي ومن معه، وفقا لمتغيرات وموازين كبيرة تحدث واخرى تتراجع وفقا لمعطيات القوة التي تهز عرش العالم الآن
ونحن ليس استثناءا من حيث قواعد اللعبة الجديدة فنحن بالمسرح ونمثل دور البطولة وهو آخر اهتمامات المعارضة الهجين التي أدمنت الفشل في توجيه عملية انتقال تجمع كل مكونات الوطن بل سارعت لاستهلاك الشارع بصورة عنيفة أوجدت أنماطا من السلوك والرفض غير الموضوعي احتضرت به كل المبادرات وهربت منه كل المقترحات واستوت على الجودي وترنحت كل القيادات حتى تبين لهم الخيط الأبيض من الأسود ليجدوا كل العسكريون قد ذهبوا إلى ثكناتهم رويدا رويدا وتركوا لهم الجمل بما حمل وهي الخطوة المتوقعة للإجابة على الانسداد الثلاثي للاءات ( لا حوار، لا شراكة، لا مساومة).
لقد غالطت الحقيقة واقع الحزبية الثورية في ترويض الشارع فأمطرت مطرا كثيرا وفي ليلة باردة زادت من حرارته البيان الثاني للرجل الثاني وفي المرحلة الثانية والاخيرة في فهم طبيعة وأهمية المؤسسة العسكرية التي لا تستغني عنها أي حكومة مدنية لأن طبيعة المهام القومية طبيعة مساندة لمدنية الدولة في توجيه وحماية الخطط والسياسات فضلاً عن حراسة التشريع وحماية الأمن القومي وفقا لمرجعيات عسكرية تخلق التوازن وتحفظ المكتسبات المدنية للدولة وما اطولها من ليلة باتت فيها القوي السياسية والقوي الغير سياسية أصحاب اللافتات أثرياء الثورة باتو يلعنون الظلام ويشتكون المطر وأصبحوا على مافعلو نادمين لأن مطرا كثيرا قد هطل بلا براق وتجلت سماء الحقيقة بلاهدف ولا مشروع لهم ولا خطة بل اتضحت رؤيتهم جميعا وهي الدايناميكية اتجاه السلطة والحكم فقط، وترك هذا الشعب المسكين يزحف نحو الهاوية.
الله غالب.
مهندس/ جبريل حسن أحمد
gebrelhassan@gmail.com