مقالات

مناوي.. نسمع جعجعة ولا نرى طحينا

حد السيف

محمد الصادق:

كالعادة أتابع دائما القنوات السودانية والعربية والإذاعات لمعرفة ما يدور فى الحرب الدائرة فى سوداننا الحبيب وأخبار العالم بصورة عامة . ولفت نظرى أمس فى قناتى العربية والحدث قرارات إتخذتها حركة تحرير السودان بقيادة القائد منى آركو مناوى جاء فيها أن الحركة قد أغلقت كل مكاتبها فى المناطق التى يسيطر عليها الدعم السريع فى ولايات دارفور . وأن القرار صدر نظرا للتطورات الأخيرة والظروف الراهنة وتقييم الأوضاع الأمنية والسياسية فى مناطق سيطرة المليشيا التى تعمل على تجويع أهل الفاشر وترسيم دولة جديدة بغرض تقسيم البلاد.

تأسفت كثيرا للقرارات والتصريحات التى أطلقتها حركة مناوي لأسباب عدة ومنطقية، أولها أن مناوى هو حاكم ولايات دارفور الكبرى قبل الحرب وبعد إندلاعها حيث كان تواجده فى الولايات التى يحكمها قليلا للغاية وظل يقضي معظم أوقاته إما داخل الخرطوم أو خارج البلاد بحجج أنه يبحث الحلول لمشاكل ولاياته وحتى بعد إندلاع الحرب التي كانت تفرض عليه وقواته البقاء فى دارفور للدفاع عن مواطنيه المسؤول عنهم مسؤولية مباشرة، لم يتواجد بصورة دائمة وظل يتجول من الخرطوم إلى الشرق ونهر النيل والشمالية ومعه كتيبته المدججة بالسلاح كأنما أمر دارفور لا يعنيه وهو المسؤول الأول فيها ! ولا ندرى من أين للقائد مناوى الصرف على قواته التى تتابعه كالظل .
الآن يظهر مناوى ويقول أنه أغلق كل مكاتب الحركة فى مناطق سيطرة الدعم السريع وهنا يحق لنا أن نقول للأخ مناوى عندما كانت مكاتب الحركة مفتوحة ماذا قدمت ؟ ومتى هاجمت قوات التمرد ؟ وكم مرة كان الهجوم وماهى نتائجه ؟ وإذا كانت المكاتب مفتوحة ولم تحقق شيئا فهل نتوقع أن تحقق المطلوب وهى مغلقة ؟؟ وهل سيأتى لنا خيرا ومصلحة من قرار الإغلاق هذا ؟؟ أم الذى حدث من قرارات هو تمهيد لإستقالة أو إنضمام قوات الحركة ودمجها فى القوات المسلحة وتعمل تحت اوامرها وسيطرتها !! وإلى متى ستظل قواتك فى الشمالية ونهر النيل وخلافها من الولايات ؟؟
إننا صراحة نرى أنك أخى مناوى كقائد لجيش تحرير السودان وحاكما لولايات دارفور الكبرى لم تقدم المطلوب منك بالشكل الذى كان يتوقعه الشعب السودانى بصورة عامة وولايات دارفور بصفة خاصة . ونحن إذ نقول ذلك نهدف للمصلحة العامة خاصة فى ظل هذه الحرب التى لا تقبل أنصاف الحلول .
إننا صراحة القائد مناوى نسمع جعجعة ولا نرى طحينا . وهو مثل يضرب للشخص الذى يكثر من الكلام ولا يرى له عملا ويكثر من الوعود ولا تنفذ أو تنجز فى حين أن المسؤولية تتطلب القرار الحاسم والتنفيذ الفورى . وليتنا نسمع أن آركو مناوى قرر دمج قواته مع الجيش بدون شروط أو قرر العودة لدارفور ليقف فى وجه الدعم السريع الذى جعله يغلق مكاتبه بمبررات نعتقد أنها أوهن من خيط العنكبوت .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
آخر سطوووور
لجنة التحري والتحقيق فى جرائم الدعم السريع الإرهابية أصدرت قراراتها أمس ضد أربعين شخصا من الحرية والتغيير أو تنسيقية تقدم وحكمت عليهم المحكمة بحسب القانون الجنائى بقرارات تصل للإعدام والسجن المؤبد والسجن عشرون عاما وعقوبات متعددة وذلك بعد تقديم إحدى عشرة مادة فيها التحريض وتغويض النظام الدستورى والجرائم ضد الإنسان والإبادة الجماعية وإثارة الحرب ضد الدولة والتآمر على القوات المسلحة والعنف والقوة الجماعية وخلافها .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق