الجميل الفاضل:
من سخريات القدر، أن تنظيما ارتكب أكبر خيانة عظمى، في تاريخ السودان. لم يجد هو اليوم حرجا، في أن يعلن عن تبرئته مدير جهاز الأمن والَمخابرات الأسبق “صلاح قوش” من تهمة الخيانة العظمي، والتآمر ضد دولة الحركة الإسلامية، وإسقاط نظامها.
هذا التنظيم الذي جبل على الخيانة مع كل لمحة ونفس، كان قد خان حتى شيخه الذي بناه، وأباه الذي رباه.
في سابقة فريدة من نوعها
في هذا يقول الترابي: (لفقوا لي اتهامات عقب مفاصلة رمضان تصل عقوبتها إلى الإعدام، ثم بعد عام من سجني بدون أي تهمة اطلقوا سراحي وقالوا: ان الرئيس قد عفا عني فقلت لهم: عفا عن ماذا وأنا لم أُحاكم أصلاً؟).
وأضاف الترابي قالوا: (ابقوه في السجن، انسوه، لأننا إذا ذهبنا به إلى المحكمة سوف يفضحنا، فنسوني هكذا في السجن 15 شهراً للمرة الثانية، وبعد هزيمة قوات خليل إبراهيم في أمدرمان تم اعتقالي أيضا ومعاملتي معاملة قاسية، وأُدخلنا في زنزانة يُهيأ فيها للمشنقة).
تنظيم خان عهده مع الشعب، الذي منحه ثالث أكبر تفويض، في برلمانه المنتخب.
لينقلب على حكومة منتخبة، ظل نوابه يناقشون بحماس وجدية مع شركاء البرلمان الآخرين، موازنتها للعام المالي الجديد، إلى ما قبل ساعة صفر الانقلاب بدقائق معدودات.
هؤلاء الاسلاميون الذين فلقوا ادمغتنا لثلاثة أعوام تقريبا برواية واحدة.. تقول: “إنه لولا أن صلاح قوش قد فتح للثوار شارعاً يفضي إلى القيادة ما كانت ثورة ديسمبر المجيدة قد نجحت”.
تصور وبمنتهي البساطة تصدر اليوم، أعلى سلطة في هذا التنظيم الإخواني صكا يبرئ قوش، من تهمة الخيانة العظمى، وتهمة العمل أو المساعدة في تقويض النظام الإخواني في السودان.
لكن قبل أن نبحث في الحيثيات التي استند عليها مجلس شورى الحركة الإسلامية في تبرئته لصلاح قوش، علينا أن ننظر في أصل التهمة، قبل أن ننظر في مدى انطباقها، على قوش أو على غيره، ترى هل تأتي خيانة خائن اصغر، لخائن أكبر، من باب أن ينال الخائن الأكبر جزاءا من جنس عمله نفسه، وفق قانون المعاوضة الإلهية على قاعدة “كما تدين تدان” وبيد أقرب الاقربين اليه ربما؟.
لام.. ألف
وسيفعلون بالسودان، ما يفوق سوء الظن العريض.
محمود محمد طه
حالتي
أشهد ألا انتماء الآن
إلا انني في الآن لا