مقالات
الصَّحفيون في طريق النقابة.. تفاصيل الـ8 ساعات
عمرو شعبان:
بنشيد للعلم هو في الأصل ترنيمة للوطن، وبدواخل مشحونة بالحُزن ومترعة بالتحدي، استهل الصّحفيون السودانيون؛ لا كلهم بل جلهم، صباحهم عقب ليلة مليئة بالأحلام تارةً والكوابيس تارةً أخرى.. ومن خضم تلك الأحاسيس ولجت اللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين السودانيين المنتخة في أواخر مارس الماضي مشوارها يوم أمس، بقيادة ربانها الأستاذ عبد المنعم أبو إدريس، وهو يعلن بتمهل أرهق الأعصاب أن النصاب اكتمل بتوقيع 493 صحفياً وصحفية على وثيقة الحضور في ظل عُطلة السبت التي قلّما يتمتّع بها الصحفيون.
كانت أجندة الجمعية العمومية التأسيسية محل شد وجذب، فالجميع لم يسبق له تجربة هذا المشوار طيلة 33 عاماً عمر البؤس الذي لحق بالنقابات، ولم يجد أحدهم في اجتهادات أبي حنيفة أو مالك أو ابن تيمية ما يفيد فقه النقابات.. فانتصرت الديمقراطية وإرادة البحث عن الأصح في سيناريو الإجراءات، استناداً على قاعدة ذهبية تقول لا شرعية تعلو على شرعية الجماعة أو هكذا يُردِّدون.
بين باب وفصل ومادة وفقرة، ارتحل الصحفيون يوم أمس، بحثاً عن أساس لبناء بيتٍ يقيهم وعورة الرحلة في مهنة المتاعب التي ظلّت بلا أمان، فكانت الأصوات تعلو لتخبو، ولا تلبث أن تخبو إلا وتعلو، وبين هذا وذلك، كانت الإرادة تتناسب طردياً مع الجوع والإرهاق والعصف الذهني الذي لم تسعفه سوى (وارقو) وكوب ورقي وبراميل مياه.