منوعات وفنون
رمضان التهجير وضرا مردس العامر

كتب/ عادل حسن:
ولأهل بلادي محبة والفة خاصة مع شهر الصوم العظيم حيث الطقوس الاجتماعية الخاصة التي يتفرد بها شهر رمضان في السودان حيث تعمر الساحات وتمتلي الطرقات بالموائد الرمضانية في السهلة وتوقيف العابرين والمسافرين خصوصا المسافرين.
نعم أتى رمضان هذا العام والناس في تشتت وبعيدين عن الديار وكذلك رمضان الماضي ولكن لم يتغير مذاق وطعم رمضان حتى والناس تفرقت بهم الأماكن وتعددت مواطن صيامهم الحالية
وهنا نذكر بأن عادة موائد ومفارش إفطارات رمضان لم تتبدل في شئ ودونكم ضرا ومفرش إفطار رمضان الفسيح المساحة والعامر بالناس الذي يقيمه شيخ العرب الفاضل مردس أحمد آدم في مدينة سواكن كأشهر (ضرا) رمضاني في شرق السودان.
حيث درج هذا الرجل الكريم مردس أحمد آدم على استقدام الضيوف من وقت مبكر قبل الإفطار خصوصا القادمين من مناطق الحرب ويذهب إلى السوق بنفسه ويحضر أهل السوق وهو يحلف عليهم بغليظ القسم والطلاق لكي يحضروا يوميا إلى ضرا مردس أمام منزله ومعه أهل الحارة وجيرانه وهم يعمرون الضرا بكل ما لذ وطاب من خيرات رمضان ونجد أحمد مردس الشاب الخلوق الجم التهذيب يساعد والده مردس في إحضار الضيوف وتجهيز الضرا العريض بكل شيء.
إن رجل الكرم والخير مردس أحمد آدم ايضا يحمل وجبة الإفطار الرمضانية بنفسه إلى الأسر والنساء والكبار من الضيوف في أماكن إقامتهم وذلك يوميا بلا كلل أو ملل، وبذلك يكون إفطار الحاج مردس شمل كل الأسر وعلى طريقة الدليفري للتوصيل السريع الذي يقوم به ابنه الصغير إلى مساكن الضيوف.
نعم إن للسودانين فراسة وكرم لاتوجد عند كل شعوب الدنيا ولكن تبقى فراسة مردس أحمد آدم مميزة ومتفردة بين السودانيين، فهذا الرجل الشهم بات يمثل معلما اجتماعيا ظاهرا في مجتمع سواكن المتعدد التكوينات السودانية وعنوانا فخما للضيوف وملما رمضانيا عامرا بكل الترحاب والمودة.
إن الحاج مردس أكد للتاريخ بأن الإنسان السوداني مازال على خير وبخير مهما تشاعبت وتكالبت الظروف ويظل الكرم والخلق السوداني موروثا راسخا وراكزا لن تزحزحه عواتي المقادير وعواصف التصاريف.
التحية للحاج مردس أحمد آدم وأسرته الكريمة العفيفة وأولاده أحمد وعلي وتحية إلى جيرانه وأهل حي الشاطيء في جنوب سواكن وكل أهل سواكن.