مقالات

انقلاب بكراوي.. الأسرار الكاملة (3)

الطريق الثالث

بكري المدني:

21 سبتمبر أصبحت الخرطوم على حقيقة أقرب للمزحة إذ سيطرت مجموعة مسلحة من المدرعات بقيادة اللواء بكراوي على كل المواقع الاستراتيجبة وكسرت سر الليل واستبدلته بعبارة (النصر لنا) لأنها شعار القوات المسلحة وفي ساعات قلائل كان كل شيء تحت سيطرة مجموعة اللواء بكراوي ومن دون أن تطلق طلقة واحدة أو تريق نقطة دم واحدة بل حتى من غير (مزيكا) أو بيان.
ومن اللطائف التى رويت في ذلك أن ضابطاً كان داخل القيادة ذلك الصباح يسخر من خبر حدوث انقلاب ووقتها كان الرجل يجلس وسط الانقلابيين تماماً.
إن المفاجأة أو الحقيقة الأقرب للمزحة في انقلاب اللواء بكراوي أنه حدث في وقت كان الكل فيه يؤكد أن زمن الانقلابات قد إنتهى وأن أي محاولة للانقلاب لن تنجح ولكن (حدث ما حدث)، وكان أول من خرج مؤكداً ما حدث الفريق أول حميدتي والذي وصف تحرك بكراوي بـ(انقلاب كامل الدسم).

عندما صحت الخرطوم في 21 سبتمبر ووجدت نفسها تحت سلطة عسكرية أغلقت عليها الكباري وسيطرت على الأسلحة، بحثت القيادة العسكرية للدولة عن أقرب الضباط للمجموعة الانقلابية بعد معرفة هويتهم ووقع الإختيار على الفريق عصام كرار، القائد السابق لسلاح المدرعات وعضو هيئة القيادة وقائد سلاح القوات البرية للتفاوض مع الانقلابيين.

بحكم العلاقة وزمالة السلاح قاد الفريق عصام كرار المفاوضات مع اللواء بكراوي لفك الحصار عن القيادة العامة للجيش وفتح الكباري وبالفعل استجاب اللواء بكراوي بعد وعود بمعالجة مطالب المجموعة وعدم مساءلة أفرادها مستقبلا

كانت مطالب مجموعة اللواء بكراوي معالجة وضعية قوات الدعم السريع وتحجيم دور السفارات والمخابرات الأجنبية في السودان وكفكفة تعامل حكومة الدكتور حمدوك مع الخارج مع طلب خاص بعدم محاسبة افراد المجموعة.

نجح الفريق عصام كرار في حمل مجموعة اللواء بكراوي على التسليم وتم فك حصار القيادة العامة والخروج من سلاح المدرعات وفتح الكباري وكذلك فك حصار مبنى الإذاعة والتلفزيون وعادت في نفس اليوم الأوضاع إلى طبيعتها.

أواصل..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق