مقالات

“أهل السودان” والسيول ومن قتل محمد مجدي؟

نمريات

إخلاص نمر:

مبادرة أهل السودان، ليست ذات جدوى، و كل مافعلته انها جمعت الفلول من كل صوب وحدب، سعيا وراء السلطه ثانية. انحنى لها الفلول بشدة ورفضها الشارع السوداني والثوار الذين قضت على أرواحهم البريئة حكومة البرهان الانقلابية، وجاءت تبحث الآن للوطن عن مخارج وحلول عبر الكيزان، وتحت راية الشيخ الطيب الجد، الذي ترك سجادة أجداده شيوخ خلاوى ام ضوا بأن، وطفق ينقب وراء السياسة وهو الذي حكت وسائل التواصل الاجتماعي قصة وتاريخ مبايعته للمخلوع.
اجتمع الفلول حول المائدة المستديرة، وكل يفتي بفتواه و(يتعشم) بها في منصب قادم ، كالذي ابحر وسبح فيه أيام المخلوع بمظان أن مخرجات المبادرة هي المنفذ الحقيقي للتوتر السياسي في السودان وأنهم أصحاب الجهد والحل والنجاح، رغم أنهم وفي ثلاثين عاما، لم يضيفوا شيئا للوطن بل (نقص) تماما، فالذين ضمهم سقف قاعة الصداقة هم السدنة الذين بايعوا وساندوا الإنقاذ التي لفظها الشعب السوداني وخرج يهتف في شوارع المدن: “الجوع الجوع ولا الكيزان” ، وهاهم أصحاب السجادة التجانية يهتفون باسم الجلالة الحق (لااله الا الله والكيزان أعداء الله).
ستبقى المبادرة جعجعه بلا طحين من ورائها، لم يرضى عنها الشارع ولن يرضى ويرتب الآن لمليونيته القادمة، وبدلا من هذه الاجتماعات المتكررة مدفوعة الفاتورة، كان على الشيخ الطيب الجد أن يقود الحضور إلى بربر وقرى المكايلاب والمناقل والجزيرة وكسلا والنيل الأبيض، لإنقاذ أرواح الذين فقدوا المأوى والولد وكل سبل العيش الأمن، وأصبحوا بين ليلة وضحاها في سلسلة من الأضرار والخسائر لايختلف عليها اثنان بعد فقدان الأهل والأقارب والجيران.

أخذت السيول في طريقها المنازل الذين دمغت الإنقاذ على ساكنيها باستدامة الفقر عندما فرضت الضرائب والاتاوات والدمغات،
وكان الغلاء الفاحش غولا يأكل كل من لا يستطيع مصارعته، وجعلت من ميزانية الصحة والتعليم صفرا كبيرا.

تسرب الأطفال من المدارس، وعبر الشباب البحار والشواطيء، ليغرق من كل أسرة واحدا أو أكثر ، وهاهي الحكومة الانقلابية ووزارة ماليتها تقف عاجزة عن تقديم حل للغلاء الفاحش والدواء والوقود والعلاج، وكما كان المخلوع يهرع إلى بعض شيوخ الصوفية، فعلها الآن البرهان واستند على مبادرة الجد.
لن ينسى الشعب السوداني الماضي وفلوله بكل عنفه ووجعه، فهل يمكن أن ينسى المجتمع السوداني المسمار الذي اخترق يافوخ علي فضل؟ أم الثلج الذي كان يقف عليه طيلة النهار العميد الريح إلى ان بترت رجله؟ هل ينسى كيف تمت حلاقة شعر الزميلة سميه هندوسة ورميها في مكان بعيد؟ وهذا قليل من كثير جدا مما فعله الفلول، لذلك لن يسمح الشارع مرة أخرى بعودتهم لمقاعد المسؤولية والسلطة.
أي شعب يقصده البرهان اليوم بقوله للقوى السياسية “الوقت يتسرب والشعب طال انتظاره للحلول” إن البرهان يدري تماما ويعلم أن الشعب السوداني لاينتطر حلولا من (جماعة) قاعة الصداقة، فالثوار في الشارع هم من يصنع الحلول، وأولها عودة البرهان وجيشه إلى الثكنات، تلك هي المطالب التي تخرج من حناجر الثوار في كل مليونية، لكن الحكومة الانقلابية ترد على الثوار بخرطوشها القاتل وبمبانها ورصاصها.

فقد السودان أمنه، وعبث اللصوص بحقائب الفتيات في الشارع وخزائن الملابس في المنازل. تحمل كل مجموعة أسلحتها، لتقتحم الغرف وتصطاد أرباب المنازل قبل صلاة الفجر بلا مبالاة أو خوف والحكومة الانقلابية مشغولة بمبادرة الجد والفلول ولاوقت لديها لتتبع خيوط الجرائم، تأتي الأدلة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي مرفقة بالصور وأصوات الضحايا ويكاد ينفجر المواطن من الحزن.
مبادرة أهل السودان ليس لها صدى إلا داخل القاعة كل يسمع صوته، وتستيقظ في داخله أحلام العودة للسلطة فهل ياترى ستقف مبادرة أهل السودان سدا دون إطلاق الرصاص في المليونية القادمة؟ أم سيتخذها البرهان تميمة، يلامس مايعتقد (بركاتها) في كل صباح قادم؟.

اهتزت الخرطوم بما حدث قبالة نادي الأمن العالمي، مثلما اهتزت عند فض الاعتصام، وهي التي تهتز كلما سقط شهيد من الثوار في مليونياتهم السلمية، فاغتيال الثائر محمد مجدي ترك أكثر من علامة استفهام حول ماتداولته وسائل التواصل الاجتماعي، والتي جاء في غالبيتها (الإصرار على الجريمة)، ورغم أن الشرطة قد عقدت مؤتمرها العريض، رغبة في نشر الحقائق القادمة (مجردة) وكما هي، فحادثة نادي النيل، اختبار حقيقي، لنسمع منها كل الحقائق بصدق وتجرد والإجابة على السؤال من قتل محمد مجدي ولماذا؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق