مقالات

المعركة داخل العقول

ثم لا

الجميل الفاضل:

تقول قوانين الفيزياء إن الإلكترون الذي يبتعد عن نواة الذرة، نحو المدار الأخير، من شأنه أن ينتقل بسهولة لذرة أخرى، لا تقربه هي أيضا من نواتها، ليجد نفسه تارة أخرى في المدار الأخير لذرة أخرى هي كذلك.
بل قد يضحي التنقل المستمر ديدنا، لمثل هذا الإلكترون القلق عابرا للمدارات من ذرة لأخرى.

المهم فإن مسرح العبث السياسي في السودان، قد بات يعج بأشكال وألوان، من مثل هذه الإلكترونات الشاردة والواردة، والعابرة لكافة المدارات، سابحة بعيداً عن أية نواة تشكل مركزا لذرة هي حبلى بالعدم.
فقد استباح جنرالات مؤدلجين، ذات صباح أسود في اكتوبر الماضي، حمى الدولة وحرمات الناس وكافة حرياتهم وحقوقهم الآدمية، امتدادا سافرا وجهيراً لأعوام ثلاث أو أربع قدموا خلالها، أقصى ما يمكن تقديمه من فروض ولاء وطاعة لذات الحركة التي أذاقت السودانيين الأمرين، قبل أن يثور هذا الشعب الأبي ضد حكمها المطلق الذي امتد لثلاث عقود.
اما الآن فقد أحكم هذا العقل الحركي الذي لا يعرف حدودا يقف عندها، سيطرته التامة من جديد على زمام الأمور في البلاد، من خلال سيطرته التي لا شك فيها اليوم، على هؤلاء الجنرالات الذين باتوا تحت رحمته، ورحمة تنظيمه الاخطبوطي المتجذر في كافة شعاب الدولة.
وبطبيعة الحال، فإن معركة بالعمق تجري هنا هي معركة تجري داخل العقول وحولها، بعد أن تكشفت حيل المخاتلة ولعبة “التماوت” المتصنع التي برع هذا التنظيم الماكر في ممارستها بمهارة عالية خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
فضلا عن أن هذه المعركة ما هي في الواقع، إلا معركة لكسر العظم.
معركة الهزيمة الحقيقية فيها هى هزيمة الإرادة، إرادة هذا الجيل الشاب من (تروس) و(مكنات) و(كنداكات) التي هي لا محالة إرادة غلابة في النهاية لا تقهر ولا تنكسر مهما كان الثمن وكانت التضحيات.

لام.. ألف
جيل العطاءِ المستجيش ضراوة ومصادمةْ
المستميتِ على المبادئ مؤمنا
المشرئب إلى السماء لينتقي صدر السماءِ لشعبنا
هزم المحالاتِ العتيقة وانتضى سيفَ الوثوقِ مُطاعنا
و مشى لباحات الخلودِ عيونهُ مفتوحةٌ
و صدوره مكشوفةٌ بجراحها متزينهْ
متخيراً وعر الدروب.. وسائراً فوق الرصاص منافحا
جيل العطاءِ لك البطولاتُ الكبيرةُ والجراحُ الصادحهْ
ولك الحضورُ هنا بقلب العصر فوق طلوله المتناوحهْ
ولك التفرّد فوق صهوات الخيول روامحا
جيل العطاءْ…
أبداً يزلُّ المستحيل لعزمنا .. وسننتصرْ
وسنبدعُ الدنيا الجديدةَ وفقَ ما نهوى
ونحمل عبءَ أن نبني الحياة ونبتكر.
محمد المكي ابراهيم

حالتي
أشهد الا انتماء الآن
إلا أنني في الآن لا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق