عمار الضو:
يمر الوطن بأزمة سياسية واجتماعية ممتدة تزداد سوءا كل يوم بعد انهيار القيم والأخلاق السودانية وتفشي المحسوببة والفساد ليصبح الوضع كارثيا ومريرا على معظم أفراد الشعب السوداني الذي أضحى يعاني في كل سبل الحياة والمعيشة لغياب الحلول السياسية والتنفيذية للأوضاع المتردية التي أرهقت كاهله.
استمرار في إرتفاع الأسعار انفلات أمني تفكك أسري ومجتمعي اقتتال قبلي تفلت بعض الحركات والمليشيات. كل هذا ولا نرى مايجب من إشهار سيف الحق من الدولة تجاه ذلك والعمل على حسم كل مظاهر التفلتات والانحراف والخروج عن طاعة الحاكم والسلطات مما ترك لكل الذين يستمدون قوتهم بالسلاح والقبيلة واستعراض عضلاتهم بالتصريحات مرة وتارة بإشهار السلاح والاستقواء بالقبلية على حساب المواطن الهلكان الضعيف الذي أصبح يسدد فاتورة تهاون الدولة مع هولاء في استغلال كل ماذكر.
حصد الفيضان والسيول أرواح المئات ودمر الآلاف من المنازل والمؤسسات الحكومية وشرد الملايين وخلف آثاراً بيئية وصحية وأمراضا وبائية، انتشر الذباب والباعوض وارتفعت نسبة الإصابة بالملاريا وانعدم الدواء والعلاج وارتفعت نسبة الإصابة بأمراض سوء التغذية وتشرد الأطفال فارتفعت نسبة التسرب من المدارس بحسب إحصائيات دولية من المنظمات.
كل هذه الأوضاع لم تحرك سكون الدولة وأجهزتها المختلفة والأحزاب والقيادات التي أصبح لا هم لها سوى السلطة والاستوزار والتهافت نحو المال.
إن الصمت الرسمي على ضياع الشعب السوداني واتساع دائرة الفقر والتفكك الأسري يتطلب منا إعلاء صوت الحق وإشهار رؤية الدولة وجديتها لتغيير ما آل إليه الوضع الحالي من تمزق وانحطاط، و انفلات أمني وصل إلى حد إشهار السلاح حتى في المدن.
إن انعدام الغايات وطمس الهوية السودانية أصبح سمة بارزة في كل المجتمع السوداني الذي تأثر بسلبية الدولة والولايات فتمزق المجتمع وتفككت الأسر وغابت الحلول وأصبح السودان معزولا عن كل الدول، فقط يلتقى المنح والهبات ويحصد الموت والمرض الغايات فصرخ صديق فريني، مدير عام وزارة الرعاية الإجتماعية في الخرطوم لذلك الانهيار وضياع الأسر والأطفال وتلك هي العاصمة ناهيك عن الولايات الأخرى، فصرخته كانت محاولة نجاة وهو يبحث عن الحلول فهو رجل يجيد خاصية الإبداع الإداري والتفكير العميق لذا نجده اتجه لطلب الحلول والمال من تسجيلات اللاعبين التي تدفع فيها المليارات فحسنا فعل فريني بشطارته وقدرته فمتي يصرخ الآخرون المستوزرون والحكام ويشهرون سيف الحق؟.
لله درك ياوطن ممزق بالأزمات وتنهزم فيه الأماني والغايات.
آخر الرذاذ..
عودة خالد العوني وزملائه من الضباط الإداريين المفصولين بقرارت لجنة إزالة التمكين، بأمر القضاء فيها إنصاف وإعادة للحق لهؤلاء الشباب الذين قدموا للوطن في كثير من الاتجاهات فهم أهل سيرة ومسيرة فقد كان عوني عفيف اليد واللسان ورمزية وطنية نفاخر بها.