مقالات

واقع الثورة والتغيير.. بين الخرطوم والولايات

بقلم /الطاهر إسحق الدومة

aldooma2012@gmail

الأقدار خلقت لنا فرصة الأسبوع المنصرم زيارة للأبيض والرجوع منها عبر تندلتي وكوستي والجزيرة أبا.

أهم ملاحظاتي:

أولاً.. الناس هناك ليس لديهم هلع معيشي من خلال الواقع الاقتصادي المرقمن والممنهج بالدراسة العلمية خاصة بعد نجاح الخريف الواضح جداً في بدايات الحصاد لمحاصيل الفول والسمسم والدخن والذرة.

فمن الأبيض إلى كوستي هم المزارع الحصاد والتسويق، أي فشل في الحصاد والتسويق بالنسبة لهم هو تدحرج المستوى المعيشي لهم وبالتالي مزيداً من تعقيدات الحياة.

ثانياً.. المواطن البسيط والمثقف الذين سمحت لنا الظروف بمقابلتهم سألونا: عندكم شنو لحل الأزمة؟ جديدكم شنو ياناس الخرطوم؟

قلنا لهم “نعم هناك جديد وحوارات والثورة ترتفع وتهبط في نفوس الناس”.

لكن قلت لهم إطلاقا تشاكس الخرطوميين لايعنيكم حيث يتحدثون صراحة عن الحل ومن هو رئيس وزراء ولكن تمنيات كثير منهم يقولون حمدوك باعتبار أنه كان بعيدا من العنف اللفظي في التعاطي السياسي وثانياً برنامج الاقتصاد صار واضحا لهم نجاح في إعفاء الديون واستقرار سعر الصرف وتدفق وتمدد برنامج ثمرات هذه الحيثيات البسيطة وضعت استراتيجية عند أفق هؤلاء السياسي، ليس لديهم تعمق كتير وهم في انتظار إعلان الوثيقة الدستورية الجديدة وبمن تأتي به رئيسا للوزراء وكيف تستأنف ثمرات وكيف تنزل أسعار السوق وكيف تُسوق محاصيلهم؟.
من الملاحظات هناك شبه غياب للأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وتفعيل الكوادر للنشاط وسط الجماهير، لذا عندما تحدث حادثة كحروب القبائل نموذج الحمر والمسيرية والمسيرية ضد النوبة والداجو والخ.. من صراعات متجددة وأخرى حديثة حيث عبر عنها بعمق رئيس مركز دراسات السلام بجامعة بكردفان، نجد أنهم لديهم قرون استشعار في الأحداث وكيفية لجمها ولكن الإمكانيات تقف حائلا دون ذلك،
ومع ذلك يوجد نشاط سياسي ومدني لكن قليل وغير قادر على التمدد في وقت الصراع ومع ذلك (أضانهم) باردة وفي انتظار مخاض فعاليات الخرطوم السياسية للمساهمة في خروجهم من محاذير الأزمات والصراعات التي تلتف حولهم وهي معنية بالصراعات الإجتماعية الموروثة والمستحدثة،  ورؤيتهم أن استقرار الخرطوم سينعكس إيجاباِ عليهم وأن أدوات الصراع التي تشعل الأوضاع هناك نابعة من واقع العاصمة الخرطوم اللاهب في التعاطي السياسي.

وعندما دلفنا إلى كوستي، ربما انبهر متحدثو قوى الحرية والتغيير بكوستي وزيارتهم للجزيره أبا بالثقافة العالية والوعي السياسي المتجاوز للصغائر، حيث لايوجد تشاكس كبيىر بين قوى الثورة بالولايات كالذي بالخرطوم.

فالكل يتغزل بالثورة والتغيير الآتي ولا يأبهون بالاختلافات بين الجزرية والتسوية أو الأحزاب ولجان المقاومة.

أخيراً.. هنا بالخرطوم واقع ثوري وهناك بالأقاليم واقع ثوري أيضاً، ولكن سقوف الطموحات تتفاوت بين هنا وهناك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق