حوارات وتحقيقاتعلوم وتكنولوجيا

الإعلامية السودانية “لنا مهدي” تشارك بـ”كورونامايسين” في معرض الشارقة الدولي للكتاب

الشارقة- الساقية برس :

شاركت السياسية والإعلامية السودانية؛ “لنا مهدي” ، بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، عبر كتابها الجديد (كورونامايسين..يوميات مريضة كورونا متمردة تشعر بالسعادة)

ويُعرض الكتاب بجناح ويلوز هاوس للطباعة والنشر.

وعبرت “لنا مهدي” في حديث لـ(الساقية برس) عن سعادتها بالمشاركة في المعرض، مشيدة بالدعم الأسري الذي قالت إنه وفر لها الأجواء المناسبة لتحقيق الإنجاز.

وقدم لكتاب الإعلامية لنا (كورونامايسين..) الذي عُرض في عدة معارض عالمية الكاتب الكبير دكتور “بشرى الفاضل” وجاء في تقديمه:
تعرضت الصحفية الإعلامية المطبوعة (لنا مهدي)   للإصابة بفيروس  كورونا  وكان يمكن لهذه الواقعة أن تكون خبراً صحفياً يمرُّ عليه القراء وعارفو فضلها  بتعاطف متمنين لها عاجل الشفاء، لكن الجائحة الكونية حين أصابتها أظهرت جانباً خفيّاً في شخصية (لنا)   تمثل في الشجاعة والجَلَد.وقدمت  (لنا) لنا سياحة في النفس البشرية، ربما هي من الكتابات النثرية النادرة ليس في بلدنا فحسب بل على نطاق شتى البلدان في مواجهة هذا الفيروس الخفيّ الماكر  الذي  لاتراه العين واحتمالات مآلات المصابين به التي قد تكون غير محمودة العواقب. كثيرون  أفردوا كتباً عن  مجابهتهم لشتى الأمراض لكن  قِلّة   دون شك هم من  كتبوا عن  معركتهم مع كوفيد 19 ذلك أن الداء على الرغم من اجتياحه لبلدان كوكب الأرض قاطبة، ظل حديث عهد بطرائق مكافحته واختبارات التطعيم درءاً له، فضلاً عن عدم التوصل في المختبرات المتسابقة عالمياًّ لعقار يشفي منه.
بيد أنَّ لنا وجدت علاجاً لكورونا المتربصة بالأنفاس تمثّل  في  قبولها بأسوأ الاحتمالات، وهو الرحيل وانطلقت من هناك من تلك النقطة العدمية التي تذكرت فيها قصيدة أمل دنقل في الغرفة رقم 8 حين كان يرقد مستشفياً من السرطان الذي أودى بحياته للأسف وفقدنا جراء ذلك  شاعراً كبيراً. تذكُّر لنا وإيرادها لتلك القصيدة ينبؤنا عن أنها مدركة لشتى احتمالات الفيروس الذي هي مصابة به، فهي إعلامية ومطّلعة على أخبار وأرقام أعداد المصابين به  في شتى بلدان العالم ونشرت أخباراً عنه فيما تقوم به من عمل صحفي إعلامي. ربطت (لنا) بين ما جرى لها من قبل من تجارب مريرة مثل فقدها لتوأمين. وبينها وبين نفسها قامت بمونولوج داخلي شيّق صعوداً وهبوطاً كلما ضاقت أنفاسها أو استقرت حالتها قليلاً. وسيطالع القراء كل ذلك وربما سيتعجب من وصف حالتها بالسعادة.حسنا فعلت لنا مهدي حين أخفت الإصابة بكورونا عن أهلها  في البداية إذ أنّ جزعهم ربما لايفيدها  بينما يقلقهم.  لقد غيرت كورونا حياة لنا بعد الخروج من الأزمة وحين صاحت الممرضة في أحد المشافي  فرحة قبالة لنا مبشرة لها:
النتيجة نيقاتيف يا مدام
لم تجد لنا غير أن تقول
-أحبك يا دنيا.
تقصد الحياة
ونتمنى للنا  دنياوات في عالم الكتابة الإبداعية وأن يكون هذا الكتاب المفروض عليها فاتحة لكتب اختيارية عديدة. بهذا أدعو القراء الكرام للتوغل في هذه السياحة في المواجهة  لجائحة كورونا من الداخل.

وتقول الأستاذة لنا مهدي في مقدمة الكتاب:

كورونا مايسين) يوميات مريضة كورونا متمردة وتشعر بالسعادة.

إلى وطني الغارق في تلافيف الدماء ..أتمناك حراً وديمقراطياً
إلى كل من أحب..إلى بلدي التي أعشق..سوداني.. اتمناك عالماً خالِياً من الكورونا ..وخالياً من كورونا الكراهية والذاتية والنفاق ..لنحب بعضنا قليلاً…
لنا مهدي
لنا مهدي
أصابني كورونا، ذاك الفيروس الشقي أخطبوطي القوام، وأنا في أتعس لحظات حياتي. توالت عليَّ الابتلاءات والأحزان والخذلان، كنت أقاتل في اتجاهات عدَّة، وكنت في غنى تام عمَّا يقتلني من الداخل أو أن يهزمني جسديًّا.
قبل إصابتي بكورونا كنت أحس أنني كـ”سيزيف” تمامًا، ولكن تُرى عذاب الصخرة جيئة وذهابًا تحول لديَّ إلى حالة يومية لعذاب نفسي حدَّ المتعة؟
خواء ووحشة وحزن، تمتصه نفسي كقطعة إسفنجية عابثة، أتظاهر باللامبالاة وبالقوة، ولكن الجرح كل مرة يغريني باجترار الذِّكرى الممضة، على الرغم من إنهم قالوا: (عميق الجرح يُغري بالتناسي). أحس أنني درويش بجُبة ملونة يدور ويدور ولا يلوي على شيء. أصبحت كائنًا لا يكف عن التظاهر بالمقدرة على الثبات على سطح مرتجٍّ، وأنا دواخلي تتآكل كقطعة ثلج داعبها شعاع شمس مُعَربِد، كنت وحيدة وهشَّة جدًّا من الداخل لا كما يعرفني الآخرون. أمي تقول لي باستمرار إن الدموع أمام الآخرين عَوْرة، ولكن الدموع أمام النفس تطهير لها.
كنت أودُّ أن أكفَّ عن أن أكون ما أنا عليه الآن، أودُّ أن أكف عن أن أكون اثنتين في واحدة. أحس أنني في نفق معتم لا نهاية له تسير فيه نفْسان يضمهما شخص واحد،
كنت في حَاجة إلى من يفهمني في دنياي العجيبة هذه، كم تمنيت لو أراه قبالي، وأضع وجهي على كتفه وأبكي.

في ظل هذه الزلزال أصبت بكورونا، ولكنها إرادة الله.
تُرى كيف كان الزلزال داخلي؟
كيف اختلط الخيال بالواقع والواقع بالخيال في لحظات صحْو الحقيقة المتقطعة وصفوها؟

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق