منوعات وفنون
الخالة “الدقيلة” وآل دقلو وحبوبة آمنة
د.طارق عبدالسلام نافع:
مقبلات:
ببابِ الدخولِ وقفتُ أُسوِّي العباءة..
وأكبحُ مُهْرَ اندهاشي كما حدثوك..
وأُخفي على تابعيكَ دوارَ الذهول.
الأسماء عندي كالبصمات من الصعوبة تغيير الطبعة والانطباع الذي تركه الشخص الأول لحاملي نفس الإسم فحينما أقابل شخصا آخر يحمل الاسم نفسه ولكن بصفات وطباع مختلفة أجد صعوبة بالغة في وضعه بقالبه الذي يخصه، يعني (لو قابلتني تاني زول انت واسمك ورسمك وحظك).
اسم آمنة وهو اسم جدتيَّ عليهما رحمة الله يرتبط عندي بالاحترام والتقدير ربما يصل لدرجة التقديس لما شاهدته من والدي – له الرحمة – تجاههما وكذلك يرتبط عندي بقوة الشخصية ممزوجة بعطف وحنان كبيرين و(بعداك بخت أي آمنة لاقتني) .
اسم نميري وقد كان الشخص الأقوى في العالم في مخيلتنا ونحن أطفالا، ولاحقا (أي نميري قابلني) ولو كان ضئيلا غير ذي شأن هو جون سينا زمانه.
خطر ببالي هذا الأمر حينما طرق اذني اسم (آل دقلو) لأول مرة وفي ذاكرتي البصمة التي خلدتها خالتنا الدقيلة بالكلية الإعدادية حينما كنا نهرب إليها انا والحبيب عصام من ردهات المتحف حيث لاتقع العين إلا على مصطلحات جديدة جافة وكالحة أو مجسمات لبقايا آدمية لا أدري حتى الآن كيف كنا نحتمل البقاء أمامها كل تلك الساعات.
والخالة الدقيلة لها شاي لم اتذوق مثله قط وهي اكتشاف خالص لصديقيّ الاثيرين خالد عباس وشرف الدين الجميعابي وهي امرأة هادئة رزينة تحمل كل سلام الدنيا وسكينتها تتمنى الخير للناس كل الناس وهي تصلح رمزا للقناعة والإيثار وحب الخير لكل الأزمان ويابخت (آل دقلو) ببصمة خالتنا الدقيلة، لها ولكل خالاتنا الراسيات الشامخات بالكلية الإعدادية الود والتقدير والامتنان والدعوات الصالحات.