برير إسماعيل يكتب: مؤتمر الثالوث الأعظم بريطانيا- الإمارات العربية المتحدة- الجنجويد السياسي تحت الغطاء الإنساني في 15 أبريل 2025م

إن مخرجات مؤتمر لندن السياسي سيكون في صالح مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو و في صالح السلطات الإماراتية الداعم الرئيس للمليشيا المنعقد بتاريخ 15 أبريل 2025م و سيقام هذا المؤتمر السياسي تحت غطاء مناقشة الأزمة الإنسانية السودانية و البحث عن حلول لها.
في البدء لابد من التأكيد على حجم الأزمة الإنسانية الحانقة التي يعيشها معظم أهل السودان بسبب الحرب المفروضة عليهم من قِبل مليشيا الجنجويد و داعميها في المجتمعين الأقليمي والدولي بعد أن إستثمرت الكثير من الأطراف الإقليمية و الدولية في الأطماع السياسية الكيزانية التي ظلَّ هدفها الرئيس إستمرار الجبهة الإسلامية القومية في السلطة في السودان تحت ذريعة محاربة الجنجويد الذين صنعتهم ذات الجبهة الإسلامية القومية لتحقيق مكاسب سياسية غير مشروعة.
بريطانيا الرسمية تدعو حلفائها الإقليميين والدوليين لإقامة مؤتمراً لمناقشة الأزمة الإنسانية السودانية بحضور الأمارات العربية المتحدة الشريك الأصيل في الحرب و الداعم الأساسي لمليشيا الجنجويد الدقلوية القيادة و الكيزانية الصناعة لهذا المؤتمر. بالرجوع للموقف البريطاني الرسمي من حرب 15 أبريل 2023م يتضح جليَّاً و لمعظم الناس أن بريطانيا الرسمية بقيادة حكومة حزب العمال تتآمر بطريقة سياسية ناعمة على الثورة السودانية المجيدة و على وحدة الشعوب السودانية و وحدة أراضيها على أسس جديدة.
كل القرائن تؤكد بأن الهدف الإستراتيجي من وراء عقد المؤتمر الخاص بالأزمة الإنسانية السودانية في لندن هو دعم مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو و دعم حليفها الرئيس المتمثل في السلطات الإماراتية بقيادة محمد زايد هذه الشخصية التي تلطخت أياديها بدماء المواطنين المدنيين السودانيين الأبرياء في حرب 15أبريل 2023م.
المنطق يقول إنِّ السلطات الأماراتية غير مؤهلة أخلاقياً و سياسيا للمشاركة في أي مؤتمر له علاقة بالأزمة الإنسانية في السودان و كما أنها غير مؤهلة من جميع النواحي للمشاركة في أي مؤتمر له علاقة مباشرة بالبحث عن الحلول السياسية للحرب في السودان لأنها شريك أصيل فيها من خلال دعمها اللوجستي و السياسي و الديبلوماسي لمليشيا الجنجويد و لو كانت الحكومة البريطانية جادة في مساعيها السياسية و الإنسانية والدبلوماسية من أجل السودان لإستبعدت الأمارات العربية المتحدة من المشاركة في أي مؤتمر له علاقة بالبلاد.
يجب أن تفهم بريطانيا الرسمية أن حلفائها الإقليميين و الدوليين وفقاً لمصالحها السياسية الخاصة ليسوا بالضرورة أن يكونوا حلفاء للشعوب السودانية الثائرة صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري في البلاد و هي أيضاً صاحبة المصلحة الحقيقية في وقف الحرب بناءً على الحلول السياسية التي يجب أن يضعها أهل السودان و هذا الأمر ببساطة شديدة يعني أن الأمارات العربيةالمتحدة الشريك الفاعل في حرب 15 أبريل 2023م وهي نفس الوقت الحليف الإستراتيجي لبريطانيا ليست حليفاً للغالبية العظمى من المواطنين المدنيين السودانيين الأبرياء الذين تضرروا من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتكبتها ضدهم مليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو.
الواقع المعاش يقول إنَّ معظم مكوِّنات قِوى الثورة السودانية المجيدة صاحبة المصلحة الحقيقية في وقف الحرب ظلت داعمة لكل الجهود الإقليمية و الدولية و السودانية الجادة من أجل إحلال السلام الشامل العادل في السودان لكنها أي مكوِّنات قِوى الثورة السودانية المجيدة لن تقبل بالوصاية عليها من قِبل الآخرين إن كان هؤلاء الآخرين سودانيين أو غيرهم و هذا هو الأمر الذي درجت على القيام به الحكومة البريطانية بقيادة حزب العمال منذ إندلاع الحرب الأخيرة في السودان و قد تجلت وصاية الحكومة البريطانية على الشعوب السودانية من خلال تكرار دعواتها لدولة الأمارات العربية المتحدة للمشاركة في المؤتمرات التي تتناول الشأن السوداني في ظل الغياب التام أهل الشأن أنفسهم وهي تفعل ذلك لأن الأمارات العربية المتحدة هي حليفها المعروف و كما أن ذات الحكومة البريطانية لم تهتم على الإطلاق بحق كل المكوِّنات السودانية في الدفاع عن النفس و العِرض و المال والأرض في وجه الهجمات الجنجويدية المعتدية و بالإمكانيات المتاحة أمام هؤلاء المواطنين المدنيين الأبرياء الذين إستهدفتهم هذه المليشيا في مدنهم و قراهم و حلاَّلهم و فُرقانهم في كل أنحاء السودان.
من الواضح أن الهدف الرئيس لبعض منظمات المجتمع المدني السودانية في المملكة المتحدة التي ستنظم مظاهرة في يوم الأحد الموافق 13 أبريل 2025م دعماً لقيام ( المؤتمر الإنساني) الذي ستنظمه بريطانيا و بحضور دولة الأمارات العربية المتحدة الشريك الأصيل في الحرب هو قطع الطريق على المظاهرة الجماهيرية التي ستنظمها منظمات المجتمع المدني السودانية في المملكة المتحدة الرافضة لمشاركة دولة الأمارات العربية المتحدة في هذا المؤتمر لأن مشاركتها فيه ستؤكد تسييس بريطانيا و الذين معها للمؤتمر لصالح الأمارات و الجنجويد تحت الغطاء الإنساني.
يوميات الحرب السودانية تؤكد بأن بريطانيا الرسمية وهي الدولة المنظمة لهذا المؤتمر لم تدن دولة الأمارات العربية بسبب دعمها لمليشيا الجنجويد بقيادة عيال دقلو و لم تتخذ ضدها أي موقف داعم لمعظم أهل السودان المتضررين من الحرب و في المجمل لم تدن بريطانيا الرسمية أي من الأطراف السودانية أو غير السودانية التي ساهمت في تأجيج نيران الحرب في السودان وقد تجاهلت بريطانيا الرسمية هذه الإدانات لأسباب لها علاقة مباشرة بمصالحها السياسية و إن كانت هذه المصالح على حساب الشعوب السودانية المتضرر الأول و الأخير من هذه الحرب و من كل الحروب التي شهدتها الإراضي السودانية لأكثر من سبعين عاماً.
الخلاصة تقول كان يجب أن يكون الحد الأدنى الذي يجب أن يجمع ما بين منظمات المجتمع المدني السودانية و بين قواها السياسية والإجتماعية صاحبة المصلحة الحقيقية في إنتصار الثورة السودانية المجيدة و في وقف الحرب في داخل و خارج المملكة المتحدة هو قبول كل الجهود الإقليمية و الدولية الداعمة لإيجاد الحلول الخاصة بالأزمة الإنسانية السودانية مع رفض كل هذه القوى لمشاركة دولة الأمارات العربية المتحدة فضلاً عن رفضها لمشاركة جميع الأطراف الداعمة لتأجيج نيران الحروب السودانية- السودانية أو حروب الوكالة التي تشهدها الأراضي السودانية كما هو واقع الحرب الأخيرة و نقول ذلك لأن إقامة مظاهرتين في لندن إحداهما داعمة (للمؤتمر الإنساني) دون إبداء أية تحفظات على مشاركة الأمارات العربية المتحدة والثانية رافضة لمشاركة الأمارات في ذات المؤتمر سيصب في مصلحة الأمارات و في مصلحة حلفائها الجنجويد و عندما تتواصل هذه الإنقسامات السودانية-السودانية سيستثمر فيها سياسياً الطامعون في ثروات البلاد و في مواردها و هم أعداء وحدة الشعوب السودانية و وحدة أراضيها الموجودين في داخل و هم الذين ثارت ضدهم الشعوب السودانية أو خارجها كما في الحالة الأماراتية التي تقوم فيها دولة الأمارات بدور مخلب القط لكبار أعداء وحدة السودان شعوباً و أرضاً في المجتمعين الإقليمي والدولي.
الثورة السودانية المجيدة مستمرة و النصر أكيد ونعم لمساهمة المجتمعين الإقليمي والدولي في إيجاد الحلول للأزمة الإنسانية السودانية دون تسييس هذه الأزمة لمصلحة أعداء السودان و لا لمشاركة جميع الأطراف التي ساهمت في تأجيج نيران الحرب في السودان و على رأس هذه الأطراف دولة الأمارات العربية المتحدة و نعم لمساهمة الأسرة الدولية في تنزيل الحلول السياسية التي يطرحها أهل السودان على أرض الواقع دون إعمال لمنهج الوصاية على أهل السودان لأن الشعوب السودانية ليست ضعيفة وليست قاصرة سياسياً و إن أظهرت ذلك بعض قواها السياسية التي تمتاز بخِفة اليد و اللسان وبالرهان الخاسر على الأسرة الدولية لإيجاد الحلول السياسية لأزمات السودان التاريخية.
برير إسماعيل
12 أبريل 2025م