مقالات

بكري المدني يكتب : زيارة فوق العادة مع كباشي للجبال !

مع الكباشي للجبال..

* بين مهمتين اخترت أن أكون في جبال النوبة لتغطية زيارة الفريق أول شمس الدين كباشي وذلك لأسباب متعلقة بالمكان والزمان والإنسان هناك –

* كادوقلي الحجر خرجت تستقبل ابن السودان وأصوات الجبال والرجال فيها تعلو (ضهرك ملان يا كباشي)!

* قدر كباشي-بدا لي-ان هذه البلاد تحمله أشواقها المكبوتة في العزة والسيادة وفي الهيبة المضاعة!

* رغم الأوضاع المتفلتة فيها الا أن جبال النوبة هي المنطقة الوحيدة في السودان التى لا تعاني من تعدد الجيوش وبما في ذلك الخرطوم -!

* في جبال النوبة لم نر انتشارا لقوات غير النظامية -ست الإسم من جيش وشرطة ولا ثالث لها وان وجدت فهى لم تظهر والحديث بالطبع لا يشمل قوات الحلو في كاودا

* جيش واحد في جبال النوبة اذا وشعب واحد يمثل أهل السودان جميعا من نوبة وعرب

* في إستاد كادوقلى كان الفريق أول كباشي يضع يده موضع الألم فيرتفع الصراخ والرائد لا يكذب أهله

* قال كباشي الذي كان يلعب الكرة في ذات الإستاد قبل أربعين عام ويقطع المسافة راجلا وآمنا بين كادوقلي وتلو (الحصل عليكم شنو يا ناس -؟!)ويفجر الأشواق المكبوتة في الهيبة المضاعة موجها حديثه لمن يهمه الأمر سلام (أقبض أي زول شايل سلاح ولو سكين واقبض أي عمدة أو شيخ يدس مجرم) ويسخر أن أصبح للمجرم قبيلة !

* لن تكون هناك تنمية ولا خدمات بلا أمن والأمن صناعة المجتمعات أولا وان قصرت أجهزة الدولة يطولها العقاب -قالها كباشي والجماهير من أمامه وقيادات الأجهزة من حوله -!

* لأن الوطن واحد ومافي فرق في الوقت الراهن بين كادوقلي والخرطوم قال كباشي في الإتفاق الإطاري ما طارت به العواجل (ما كفاية -!)ووصف الحالة السياسية في البلاد ب(الغبشاء)حتى قلنا ليته واصل ونواصل -!

# بسمعلي صوت كوراك !

* كم مسؤول وقائد وسياسي قال بضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش؟ بل كم مرة قال القائد حميدتي نفسه بدمج قواته في الجيش وهو يدافع اليوم عن الاتفاق الإطاري الذي ينص نصا صريحا على الدمج ؟!

* ربما يحتاج القائد حميدتي زمنا أطول وضمانات كاملة للدمج ولكن الرجل لا يرفض أصلا ولا يستطيع ابدا ان يبقى الدعم السريع على هذا الحال وليس هذا بيت القصيد ولكن القصد لماذا عندما يقول الفريق أول شمس الدين كباشي ما هو متفق عليه يكون لقوله طعم ولون ونكهة؟ !

* ما ان قال الفريق أول كباشي أمس في كادوقلي بضرورة دمج قوات الدعم السريع في الجيش -وهو الحديث المتقف عليه مضمونا-إلا وطارت بحديثه القنوات والصحف ومواقع الأسافير واصبح حديث الناس حتى الصباح !

* في تقديري ان المسألة ليست في القول ولكن في الزول -!

* لقد قلتها في فى الحلقة الأولى من هذه السلسلة (كباشي في الجبال) – قدر كباشي ان هذه البلاد قد حملته أشواقها في العزة والسيادة والهيبة المضاعة!

* ان بلادنا ومنذ سنوات تبحث عن ذاتها وعن شخصيتها وهي بلاد تقيم ل(الرجالة)وزنا يفوق كل الأوزان أحيانا

* صحيح ان للأرض – جبال النوبة – آصرة مع ابنها ولكن يقيني ان كباشي سيجد ذات الاحتفاء وربما أكثر لو ذهب شمالا وشرقا ووسط السودان او غربه وببساطة لأن الأشواق هى ذات الأشواق في القائل وان ردد غيره ذات الأقوال !

* يقيني ان كباشي في موقع يحسد عليه اليوم ولا يحسد عليه في ذات الوقت !

* يحسد كباشي على حب الناس وقبولهم له ولا يحسد على الثمن المطلوب دفعه لهذا الحب والقبول او الخسارة في حال عدم استعداده لدفع ثمن حب الناس وقبولهم له وهو ثمن كبير وهما أمران كلاهما مر !

# لقاوة وإن طال السفر !

* معسكر النازحين الى كادوقلي من لقاوة بعد الأحداث البربرية التى شهدتها الأخيرة هذا المعسكر كان من أصعب محطات زيارة الفريق اول شمس الدين كباشي الى منطقة الجبال وذلك لفظاعة الحدث وتردي أوضاع ما يقارب التسعة ألف من المواطنين الذين يقيمون اليوم في موقف للبصات في كادوقلي!

* حدث فظيع خلف شهداء وجرحى ومفقودين على رأسهم الطفل جماع تاج الدين ابن الأربعة عشر عام والذي لا يزال مختطفا !

* مع كآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل قابل كباشي الحال برباطة جأش كبيرة وتحلى بقدر كبير من المسؤولية والموضوعية وهو يخاطب النازحين بكل صفات (الضبط والربط ) التى يتحلى بها ضابط عظيم في القوات المسلحة

* قال كباشي ان كثير من مطالب نازحي لقاوة مشروعة ولكن لها قنوات محددة ومعلومة ورفض في ذلك طلبا بأن يمثل النازحين (كيان النوبة)فهو بالنسبة له كضابط جيش ورجل دولة -جسم غير اعتباري ولا يحق له تمثيل مواطنين سودانيين أمام الدولة حتى وإن كان جسما اهليا كذلك حذر شمس الدين من ان يستغل السياسيين أحداث لقاوة وأحوال النازحين -!

* أعلن الفريق أول شمس الدين كباشي عن تبرعه للتلاميذ والطلاب وحدث عن بعض المعينات على الطريق في استجابة عاجلة لحاجة النازحين لكنه كان منتبها لبعض المطالب (الكماين) ومنها المطالبة بضم لقاوة للولاية التى نزحوا إليها ويقيمون فيها اليوم على بعد كيلو متر تقريبا من كادوقلي العاصمة وقال كباشي في ذلك ان ترتيب وضع الولايات متروك لمؤتمر الحكم والإدارة وهو أحد استحقاقات اتفاقية جوبا وهو المنبر المخول له وحده إعادة ترتيب المناطق ونصحهم بحمل طلبهم الى مؤتمر الحكم والإدارة

* بالنسبة لي ليس لدي ما يقيد رأي لا ضبط دولة ولا ربط جيش واعتقد أن الطلب أعلاه من المفترض ان يتجاوز لقاوة للمطالبة بإقليم (جبال النوبة) جغرافية وتاريخا واسما إداريا لمنطقة معتبرة في السودان تضم النوبة والعرب والفلاتة وغيرهم من سكانها وبكل الحقوق المتساوية للمواطنين السودانيين فيها وفي أي بقعة من هذه البلاد مع إعادة وحفظ الحق الأدبي والتاريخي لجبال النوبة كإسم عريق للمنطقة

* نعم – يجب التعجيل بعقد مؤتمر الحكم والإدارة وإعادة نظام الأقاليم لتوحيد شكل الدولة السودانية وان نعيد-كلنا -لجبال النوبة خصوصيتها التاريخية والجغرافية والإدارية اقليما واحدا لكل سكانها من السودانيين

* ان الأحاديث الخجولة عن عودة لقاوة أو عودة مؤسسة جبال النوبة يجب ان ترتفع بصوت عالى في مؤتمر الحكم والإدارة القادم بعودة جبال النوبة كإقليم وهو الطلب الذي من المفترض ان يتقدم به سكان الجبال جميعا (نوبة وعرب وغيرهم )كحق تاريخي وجغرافي واداري للمنطقة ولئن كانت هناك أشياء لا تشترى فهناك أشياء لا تباع أبدا !

# الجيش -سكر شتت والحمام طار !

كلمة واحدة – لست مقتنعا بالدعوة إلى إصلاح الجيش ناهيك عن الحديث الفارغ عن إعادة هيكلته ومن يردد ذلك -في تقديري – إما صاحب غرض او مرض !

صحيح حدثت بعض الأخطاء في السنوات الماضية ولكنها أخطاء لا تقارن البتة بالنقلة الكبرى في المؤسسة العسكرية حتى أصبح لدينا أحد أقوى الجيوش في أفريقيا والعالم -!

جيش يصنع (مهماته) من الطلقة للطائرة ويحرر في أيام معدودات -عندما أطلق له العنان-منطقة الفشقة مسجلا هزيمة نكراء بالجيش الأثيوبي المحتل على الرغم من ان جيشنا كان ولا يزال يحارب من منطقة اسفل بينما يتحرك ويرتكز الجيش الغازي في هضبة عالية !

الخيانة والخوف -برأي -هي التى قللت ولا زالت تقلل من نتيجة وقيمة أكثر العمليات الحربية جسارة في منطقة الفشقة

ان القوة التى تحتاج إصلاح وإعادة هيكلة وترتيبات أمنية هي قوات الدعم السريع وليس قوة الجيش المنظمة والمحترفة

ان تضخم قوات الدعم السريع ونمؤها بكل العاهات هى الأخطاء الكبيرة التى تحتاج جراحة عاجلة وقاسية من قيادة الجيش

من محاسن مهمتنا الصحفية الأخيرة في جبال النوبة أنها زادت من قناعتنا بالحديث أعلاه وذلك من خلال وقوفنا على حال جيشنا هناك حيث تتمركز الفرقة 14مشاة بكادوقلي واللواء 54 بالدلنج والفرقة العاشرة مشاة – ابوجبيهة ولقد سبق أن كتبت في أول مقال من كادوقلي ان القوات المسلحة هي الأكثر انتشارا في الجبال إذ لم نر على الطرقات غيرها وان وجد غيرها فإننا لم نرها فيما عدا طبعا الجيش الشعبي المتواجد داخل مواقع محددة منذ سنوات طويلة

ان العلاقة بين الجيش والشعب في جبال النوبة هي أفضل ما يمكن ان يكون بين قوات عسكرية ومدنيين بالبلاد ويشهد على ذلك التفاعل الكبير من الجماهير مع قادة تلك القوات في زيارة عضو السيادي الفريق اول شمس الدين كباشي وكم قابل الناس بتقدير كبير -على سبيل المثال – الفريق رشاد قائد القوات البرية ووالى الولاية الأسبق

التفاعل المدهش لحظناه في علاقة الناس في الجبال مع
اللواء ركن عبدالعزيز علي ابراهيم الملقب ب(سكر شتت)
وما كان يظهر أو يذكر سكر شتت في مناشط الزيارة المذكورة حتى يرتفع هدير الناس بالهتافات وبالسؤال عرفنا أن اللواء ركن عبدالعزيز يقود الفرقة العاشرة – ابوجبيهة وقد تمكن من بسط الأمن في في المحليات الشرقيه ابوجبيهة – رشاد -العباسية – تلودي- قدير-التضامن -ابوكرشولا -الترتر وقضي على السرقة والنهب وقام في الفترة الماضية بجمع أكثر من ألف موتر وكمية كبيرة من السلاح وتاب على يديه عدد من زعماء العصابات مما جعله يحظي بقبول واسع من الناس وممن يعملون تحت قيادته والذين يلاحقونه أينما حل ورحل بالهتاف (سكر شتت )حتى قال له الفريق اول شمس الدين(نحن السكر ده دايرنو يدفق عديل )!

لاحظنا أيضا الهمة العالية خلال الزيارة للضابط بسلاح الاستخبارات العقيد ركن معتصم بابكر والضابط الشاب -استخبارات الرائد محمد هاشم وغيرهم من الضباط والجند الذين يحفظون أمن وسيادة البلد في الجبال مثلما يحفظون للجيش هيبته ومكانته مما يؤكد أن البذور حية وان الجذع ثابت والساق مستقيم والثمار ناضجة وان الفروع هى التى تحتاج تشذيب و (قص)من الأطراف!

# زيارة فوق العادة !

لماذا كان لزيارة الفريق أول شمس الدين كباشي لجبال النوبة ذلك الزخم والصدى الكبير على الأرض وفي النت ومتفوقة لمدى أسبوع كامل على كل الأخبار التى تهم السودانيين في الداخل والخارج معا -؟! كان ذلك السؤال في ذهني ونحن نصاحب الفريق أول شمس في مدن ومحليات وقرى الجبال ونرى الناس على الطرقات وفوق الأشجار والجبال وهم يلوحون للكباشي هاتفين
يا كباشي انظر لينا –
يا كباشي زيك مافي –
يا كباشي قرارك ماشي –

وكنا عندما نجد شبكة وفرصة لمطالعة النت يدهشنا تفاعل المواقع مع الزائر والزيارة متجاوزة بالإهتمام أخبار أحداث مهمة ترتبط بالشأن الوطنى في ذات الوقت

أسبوع كامل جذب الكباشي كل الأنظار لمنطقة الجبال ولوى إليها الأعناق ووجه زووم الكاميرات

أسبوع تمام كان الخبر من الجبال والحدث في الجبال والصوت من الجبال والصورة من الجبال والأصل في الجبال !

واحدة من الإجابات الافتراضية التى وجدتها للسؤال أعلاه (لماذا الكباشي؟)واجبت عليها في مقالات سابقة حول هذه الرحلة وهي ان الأشواق في الرجل هي ما دفعت كثير من الناس للتعلق به نسبة لمواقفه من كثير من القضايا زائدا إضافة مهمة وهي ما لحظته بوضوح في الزيارة المذكورة من خلال الصورة الذهنية والشخصية الحية للكباشي في عيون الناس

من خلال أقواله وأفعاله وحتى حركته أعاد الكباشي للناس شخصية القائد الذي يريدونه ويحبونه ففي الجبال كان يركب الطائرة المروحية ويهبط بها في أي مكان -وادي/كرور جبل/أمام صيوان عزاء في حلة نائية وينزل منها في رشاقة مستقيم القامة كأي ضابط عظيم

في غيرما موقع كان الكباشي يقدر كيف يظهر للناس وكيف يشاركهم حياتهم العادية ومن ذلك مشهد دخوله سوق كادوقلي صباحا بلبسة عادية متحللا من الزي الرسمي وشرابه فنجان جبنة مع الشباب بعيدا عن أي برتكولات !

كانت خطابات الكباشي تتسم بالجرأة وبالصراحة وهو يقول (الكباشي كان ما نافع يمشي والوالي يمشي وأي زول ما نافع يمشي !)ويوجه حديثه للقوات (أقبض المجرم وكان ما لقيته أقبض شيخ الحلة واقبض الناظر زاتو -!)

لتأكيد اهتمامه ببسط الأمن زار -خارج الجدول – قرية الضليمة (نور الهدى)على نحو 50كيلو تقريبا من الدلنج لتكريم أهلها الذين بنوا سجنا للمجرمين بالجهد الشعبي !

كان الكباشي في الزيارة لماحا ومنتبها وذكيا إذ وجد في منطقة كالوقي شابا واحدا بين الجموع يرفع لافتة(القصاص لشهداء فض الإعتصام)فخصه بتحية من على المنصة وقال له على رؤوس الأشهاد (أتفق معك )!

قبل الأخير -ملاحظة -ان القائد الذي زار محليات التضامن(الترتر)و(قدير)في الجبال وهي مناطق يغلب عليها الوجود العربي زار ذات القائد النوبة في معسكرات كادوقلي والدلنج !

قبل ان تنتهى زيارة الجبال كانت الدعوات تقدم للمحيطين بالكباشي لزيارة ولاياتهم وكانت نهر النيل فى مقدمة الجميع فالناس هناك (الرجالة بتعجبا)!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق