سياحة وآثار وتراثمقالات

متحف قصر السلطان.. إنا لله وإنا إليه راجعون

معتصم الشعدينابي:

سقطت لافتة متحف قصر السلطان بالجنينة في ولاية غرب دارفور، ربما منذ سنوات ولم تْرفع حتى الآن.  ويبدو أن سقوط اللافتة لا يعني شيئا بالنسبة للجهات الرسمية المدونة على مساحة اللافتة التي تتمرغ في الأوساخ وتتمرغ قبل ذلك في إهمال الحكومات المتعاقبة وكل من نصب نفسه محاربا  ومفاوضا ومسالما باسم الناس، فقفوهم إنهم مسؤولون، وفي مثل مواقف كهذه لا يمكن أن نلوم وزارتي الثقافة والإعلام والتخطيط العمراني وحدهما، فلا نبرئ المجتمع المدني والمثقفين والشباب والمواطنين من مسؤولية هذا الإهمال.

بعد أن رأيت المشهد الحزين كما وصفه الأستاذ عالم عباس، تلقينا معلومات خلال جولتنا عن المتحف حاولت مطابقتها بما يُدون في محرك البحث على الإنترنت عن مثل هذه المناطق والمزارات المهمة، وللأسف جاء الرد مؤلما مع توضيح الموقع١ :(متحف قصر السلطان- مغلق مؤقتا) دون توضيح أي معلومات، حينها قدرت أن اللافتة سقطت قبل سنين عددا وسقط المتحف من ذاكرة الجميع حتى قوقل، وأخشى أن يعدلها  محرك البحث إلى (مغلق إلى الأبد).

متحف قصر السلطان في دار مساليت تاريخ وجغرافيا يجب ألا تقبل النسيان، فهذا القصر ليس ملكا لحكومة أو حكرا على قبيلة وإنما حقبة أمجاد مهمة يجب أن تُسطر للحاضر والمستقبل.

كنت أتخيل أنني سأجد بعض اللوحات التعريفية على جدران القصر، وأن يسرد لنا المرشد السياحي ما توفر من تاريخ نحو مائة عام على الأقل وعن ذلك العز، ولكن أيقظتني (اللافتة الساقطة) من عز أحلامي وأدخلتني إلى واقع قصر بلا سلطان ولا أمير، قصر لم تبق نوافذ وأبوابه المشرعة والمخلعة على رائحة عبق التاريخ ولم يشفع له موقعه المميز في القمة أن يشمخ كما كان.

زرنا المتحف، نحن فريق مهرجان بلاد النور برفقة ضيوف شرف نسخة الجنينة من مهرجان بلاد النور، الأستاذ محمد المكي إبراهيم والأستاذ عالم عباس والأستاذ كمال الجزولي، ورأيت الأسف في ملامح الجميع.

الشاعر الأستاذ عالم عباس، في إفادة مصورة عبر عن أسف الجميع وأنهى حديثه بعبارة لا يمكنني أن أكتب بعدها حرفاً فقد قال بعد أن أشار إلى ( اللافتة الساقطة) على يمينه : “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق