صحة وبيئة

المنتدى 63 لتوقعات المناخ في القرن الأفريقي: انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة

نيروبي- الساقية برس- إخلاص نمر:

أوضح مركز التنبؤ والتطبيقات المناخية ICPAC التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية IGAD، أنه من المتوقع هطول أمطار أقل من المعدل الطبيعي، في معظم أجزاء القرن الأفريقي، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، جاء ذلك في إعلان مركز التنبؤ والتطبيقات المناخية، في ختام منتدى توقعات المناخ في القرن الأفريقي الذي انعقد في نيروبي في الفترة من 20-22 من فبراير 2023.

وأكد الدكتور راتان جليد، مدير مركز التنبؤ والتطبيقات المناخية في حديثه (احث الجميع على الرجوع لتوقعاتنا الاسبوعية و الشهرية، والتي تتمتع بدرجة عالية من القدرة على التنبؤ).

وكان أن ابرزت التوقعات لموسم 2023، من مارس إلى مايو (MAM) 2023 ، انخفاض هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة. في أجزاء من إثيوبيا وكينيا الصومال و أوغندا، الأكثر تضررًا من الجفاف ، وأوضحت التوقعات، ان هذا هو الموسم السادس من الأمطار المتتالية الفاشلة فى المنطقة.

وأشارت تقديرات مجموعة العمل المعنية بالامن الغذائي والتغذية، إلى أن هنالك مايقارب من 23مليون شخص، يعاني من انعدام الأمن الغذائي الشديد، في كينيا والصومال وإثيوبيا، موضحة انه من المحتمل ان يزداد الوضع، في المناطق المتأثرة ،خلال( مارس – مايو) ،خاصة وان 11مليون رأس من الماشية، قد نفقت ، وهنا قال السيد وركنه جيبيهو السكرتير التنفيذي للايقاد (لابد من زيادة فورية في الجهود الإنسانية وجهود الحد من المخاطر).

 

تعزيز..
وتم تعزيز احتمال هطول أمطار، أكثر من المعتاد، في أجزاء من رواندا، وبوروندي وشرق تنزانيا، وغرب جنوب السودان. وأضاف بيان اليوم الاخير لمنتدى القرن الأفريقي الثالث والستون لتوقعات المناخ، انه من المتوقع، أن تكون الظروف أكثر رطوبة من المعتاد، في المناطق العابرة للحدود، في إثيوبيا وجنوب السودان ، وشمال غرب كينيا ، وأجزاء من وسط وجنوب تنزانيا.

درجات الحرارة..

وأضاف البيان ،(من المرجح أن تكون درجات الحرارة أعلى من المعتاد، في جميع أنحاء المنطقة ، ولا سيما في جيبوتي وإريتريا والسودان، وشمال غرب جنوب السودان، وجنوب وشمال شرق إثيوبيا، وشمال الصومال، وشمال وغرب كينيا، وأجزاء من جنوب شرق وغرب تنزانيا.

نقص المياه..
من ناحيته أكد الدكتور خالد حسب الله من قطاع المياه والطاقه، في منتدى القرن الأفريقي للمناخ ، ان مركز الايقاد الإقليمي للتنبؤات والتطبيقات، قد أظهر نتائج التوقعات المناخية، للموسم مارس – مايو، وهي احتمالية هطول امطار بمعدلات، اقل من المتوسط، في المناطق جنوب خط الاستواء، موضحا ان هذه المناطق يعتبر الموسم مارس – مايو هو الموسم الرئيس للامطار فيها، وابان حسب الله، ان الدول شمال خط الاستواء لايعتبر الموسم فيها رئيسا، فلا يتوقع حدوث تاثيرات سالبه مرتبطة بهطول المطر.

وزاد خالد قائلا (بناء على ذلك، ان هذا هو الموسم السادس، الذي يصنف من المواسم الجافه، لذلك من المحتمل ان يؤثر ذلك سلبا، على قطاع المياه والطاقة الكهرومائية في تلك الدول) مشيرا الى ان التأثيرات المحتملة تشمل، النقص المحتمل في المياه، بسبب تدفقات اقل من المتوسط، إلى الأنهار و الخزانات، مع السحب الزائد من مخزون المياه الجوفية، واكمل قائلا (من المتوقع انتشار بعض الأمراض نتيجة تلوث مصادر المياه المفتوحه، بجانب ظهور النزاعات على موارد المياه والنقص في امدادات المياه للري ،بسبب انخفاض منسوب المياه في الأنهار والخزانات).

وعن التقليل من هذه الآثار، أوضح حسب الله، انه لابد من تحسين طرق حصاد المياه والحفاظ عليها، كذلك توفير كيماويات معالجة المياه، ورفع الوعي بجودة المياه، وحل النزاع حول المياه، و ضرورة استخدام طرق الري الفعاله، وزيادة كفاءة نظم الري ،وتعزيز أنظمة الانذار المبكر ،وختم حديثه بأهمية الادارة السليمة المتكاملة للمياه، والتنسيق بين دول المنبع والمصب، وزيادة الوعي بشأن تدابير المحافظة على المياه، وهذه من أهم التوصيات، التي تمت مناقشتها.

تعدد مراكز القرار ومعسكر اللاجئين..
وعن مشاركة وزارة الزراعة في السودان في ذات المنتدى، أكد الأستاذ حمزة سرور، انه تم استعراض بعض الآثار السالبة والموجبة، على القطاع الزراعي في السودان ،في الفترة من أول أكتوبر إلى نهاية ديسمبر 2022، موضحا انه قد تم اتخاذ الإجراءات الكاملة لتخفيف الآثار السالبه وتطوير الموجب منها ، واردف قائلا (ان الآثار الموجبة تضمنت زيادة سقف التمويل، خاصة أن 70%من المستهدفين من النساء، كما استفاد المزارعون في بعض المناطق من مياه الامطار في عمليات الري، اما المناطق التي غمرتها مياه الامطار في الموسم الصيفي، وخرجت عن دائرة الإنتاج، فقد تمت زراعتها بالمحاصيل الشتوية).

وأمن حمزة على ان هنالك مساحات كبيرة من ولاية القضارف مثلا، والتي تعتمد على الزراعه الالية، قد فقدت مساحتها المزروعة لعدم هطول الامطار منذ وقت مبكر، وأشار سرور الى ان اهم الآثار السالبة، كان التعدي والقطع الجائر للغابات، وذلك إثر تعدي اللاجئين من معسكر أم راكوبة عليها، لاستخدامها كحطب للوقود والبناء، وزاد سرور قائلا (يعتبر التعدين الأهلي من المساوىء، فلقد أدى إلى تدهور الغطاء النباتي، ولقد كان لضعف التحضير لقنوات الري، في ولاية كسلا، سببا رئيسا من أسباب تقليل المساحات المزروعة بالري).

وأكد حمزة أن تعدد مراكز القرار فيما يخص عمليات الري، داخل وزارة الري ،أدى إلى تأخر جدولة عمليات الري، لضعف التنسيق.
ونوه سرور إلى توصيات القطاع الزراعي في السودان أمام منتدى القرن الأفريقي للمناخ ، مبينا ان اهمها الاهتمام بالبني التحتية، و سياسات التسويق لتشجيع القطاع الخاص، ووضع دراسة متكاملة، لمعرفة ارتفاع تكاليف الإنتاج، وانخفاض الأسعار ،وتأهيل نظام الري، وإدخال التكنولوجيا الحديثة في العمل الزراعي.

قطاعات وخدمات..
وفي حديثه أمام المنتدى، أكد الأستاذ الطيب رجب ،أخصائي الارصاد الجوية بالهيئة العامة للأرصاد، ان الإعلام شريك اساسي في نشر المعلومات، خاصه وان المستفيد الأكبر هو المجتمع الزراعي، و ذلك لاعتماد اغلب السودانيين على الزراعة المطرية، كمورد أساسي و آلية لا غنى عنها و لا بديل لها، ففصل الأمطار في السودان هو يونيو – سبتمبر، و هو ما يعرف إختصار بJJAS (June July August September).

وأوضح رجب قائلا (عندما تكون هناك أمطار غزيرة، و ظواهر جوية شديدة، مثل الرياح العاتية و الرياح المقصية، يؤثر ذلك على كل القطاعات المستفيدة، من زراعة و رعي و مياه و طيران مدني… الخ، وهنا تأتي الخدمات التي تقدمها الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية و المتمثلة في الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، من خلال وسائل الإعلام، و التي تساهم بصورة مباشرة في نشر المعلومة، لأوسع نطاق و بأسرع ما يمكن، فالهيئة تستخدم تقريبا كافة وسائل الإعلام، من راديو و تلفزيون و صحف يومية للترويج، لمعلومات الأرصاد الجوية، بالإضافة لوسائل التواصل الاجتماعي، فيس بوك و الوتساب. وللهيئة صفحة على الفيس بوك و لها مجموعات كثيرة في تطبيق الواتساب.
و لكي تكون المعلومة مبسطة و سهلة وبلغة مفهومة، تتخذ الهيئة فورمات للنشر و التحذير، والتي تتضمن التعبير، عن حالة الطقس للأمطار، و الغبار، و درجات الحرارة الباردة و الحارة.)

وعن التوصيات و الخطط التي قد تساهم في تطوير العمل الإعلامي للمؤسسة، أمن رجب على ان التوصيات و الخطط التي قد تساهم في تطوير العمل الإعلامي للمؤسسة، في المستقبل القريب، هي أهمية زيادة الترويج الإعلامي الواسع، و سيكتمل ذلك بعمل صفحة في تويتر و قناة على اليوتيوب، و عمل فريق إعلامي، مؤهل تأهيلا كاملا للقيام بالمهام الإعلامية، و تدريب الإعلام الحكومي و الحر أو الخاص، على فهم و كيفية ترويج معلومات الطقس و المناخ بمصداقية و مهنية.

حماية ورقابة..
وأشار الدكتور هيثم فضل الله من وزارة الثروة الحيوانية في السودان ، في منتدى القرن الأفريقي للمناخ ، ان التوقع الموسمي،وفق ماورد أوضح ان الامطار اقل من المعدل الطبيعي، للشهور مارس – مايو لكل المنطقة ، موضحا ان هذه هي فصل الصيف في السودان، وزاد قائلا (هذه القراءات تستدعي التعاطي بدقة وحكمة، فيما يخص المراعي والمياه المحصودة في الخزانات والحفائر ،وتجنب النزاع ،وحماية المحميات الطبيعية ،حتى لا تتأثر الحياة البرية، مع أهمية زيادة الرقابة الصحية ،على القطيع القومي ، في أماكن التجمعات) ونوه فضل الله إلى أن تداعيات التوقعات ستنعكس على الإنتاج و الإنتاجية، بزيادة منتجات الألبان واللحوم مع زيادة تكلفة الإنتاج.

يذكر أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيقاد) قد احتفلت باليوبيل الفضي لمنتدي القرن الأفريقي للمناخ،(1998- 2023).

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق