مقالات

لم تنته الحرب بعد

صوت القلم

د.معاوية عبيد:
طالعت قبل يومين عددا من كتابات أعمدة كتاب الرأي و الفيديوهات التي تشير إلي إنتهاء الحرب ، اقول لكم جميعاً فعلا أن الحرب انتهت عسكرياً و حسم الأمر لصالح الجيش السوداني ( Game Over ) ،لكنها لم تنته من منطلق آخر ، فقد روي الخطيب البغدادي بلفظ: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: مجاهدة العبد هواه.

لذا نحن امام تحدي كبير لانتهاء الحرب و جعل السودان مقبرة لكل الجنحويد وكل خاين و كل مرتزق و كل عميل و كل مستعمر جدبد اي كان شكله و نوعه ، كيف يتم ذلك ؟ هنالك حرب داخل نفس كل واحد منا يجب ان يهزمها أولاً ، يجب علينا أن نتكاتف نتعاضد ، لا نختلف و إن اختلفنا ، اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، و قبل كل ذلك يجب الإعلاء من الحس الوطني لدى كل سوداني غيور علي وطنه وبلده.

اقول لكم لم تنتهي الحرب و ما زال بيننا بقايا من آل فرعون و قومه و قوم لوط ، لم تنتهي الحرب و بيننا بقايا من الذين يريدون أن يتفرتق السودان طوبة طوبة ، لم ولن تنتهي الحرب ما لم نعلق كل من خان جاره ووطنه في مشانق عامة ، لم تنتهي الحرب وفينا بقايا من جاهلية منتنة.

لم و لن تنتهي الحرب و فينا باقيا من آل مسيلمة و ابن سلول يتسولون السفارات و يتجولون في الخمارات ، لم ولن تنتهي الحرب وقد شاهدت فيديو لبعض العاهرات و بعض الشواذ جنسيا وعديمي النخوة والرجولة ، يمجدون في قوات المرتزقة المتمردة لاحتلال البلاد ، كيف تنتهي الحرب وهؤلاء يترنحون سكراً و عربدة هؤلاء كما جاء في سورة الاحزاب الآية ( ٦١ ) ( مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوٓاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلًا ) ، لأن في قلوبهم شك وريبة، وينشرون الأخبار الكاذبة واعمالهم قبيحة وشريرة لذلك هم مطرودين من رحمة الله، في أي مكان وُجِدوا فيه أُسِروا وقُتِّلوا تقتيلا ما داموا مقيمين على النفاق ونشر الأخبار الكاذبة بين المسلمين بغرض الفتنة والفساد ، لذلك يجب طردهم من السودان وقتلهم متي ما وجدوا لأنهم أهل فتنة ونفاق ويؤيدون من قتل و اغتصب ونهب وابقي الفساد في الأرض ،(  وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) سورة  الإسراء (16).

لم ولن تنتهي الحرب وقد ذكر عدد من الخبراء الاقتصاديين بالإتحاد الإفريقي وجامعة الخرطوم قبل فترة أن عدد الاجانب في السودان تجاوز الـ(11) مليون وهو عدد كبير ، وهؤلاء لا يملكون مستندات رسمية (جوازات سفر وهويات)، وهذا العدد الضخم يشكل عبئاً وضغطاً شديداُ علي الخدمات العامة (الصحة والتعليم والنقل والترحيل والسكن والتموين خاصة الخبز والدقيق)، بالإضافة لمعاملات سالبة لهؤلاء الاجانب متعلقة بتحويل مدخراتهم بالعملات الحرة الي ذويهم في بلدانهم الأم خارج النظام المصرفى، واكد عدد من الخبراء الأمنيون أن هؤلاء الاجانب استطاعوا اختراق منظومة المجتمع السوداني بالرغم من إختلاف العادات والثقافات، ويتمتعون بي امتيازات أكثر من أهل البلد وفي خاتمة المطاف أصبحوا يحملون السلاح في وجهنا ونحن مشردين في البلدان الاخري، لم و لن تنتهي الحرب ونحن في غفلة ونوم وثبات من كل هذا ، لم و لن تنتهي الحرب مالم تحرق نار اسلحتنا شياطين الانس من بني جلدتنا والمردة والأبالسة ودعاة الإلحاد والفساد والمثلية وأشباههم لم ولن تنتهي الحرب مالم يخرج السودان خبثه ويبقي ما ينفع الناس والصالحين و الوطنين الخلص ويذهب الزبد.

لم ولن تنتهي الحرب حتي نعيد ترتيب علاقتنا بدول الجوار و اللاجئين ، لم ولن تنتهي الحرب ما لم الخلص من ابناء الشعب السوداني الذين وقفوا ضد هؤلاء المرتزقة في معركة الكرامة يجلسوا علي طاولة مفاوضات واحدة بقلب رجل واحد من أجل اعادة تركيبتنا و تربيتنا السياسية، وأن يكون الحكم و المسؤلية للإصلح و ليس الأقوى، من أجل بناء سودان جديد يسوده التسامح و المحبة والسلام.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق