مقالات

طموح حميدتي فى المقعد الأول يفقده مقعد الرجل الثاني

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

حميدتى.. الذهان  والذهنية

*مجموعة المركزى تحاول توريط حميدتى*
*ننصح حميدتى الا يضع قواته فى مواجهة القوات المسلحة*
*مجموعة المركزى تجرجر حميدتى الى عملية سياسية ساقطة حكمآ*
*تكوين حكومة من طرف واحد ايضآ لن يحظى بدعم قانونى و دستورى ، حتى لو توفر لها دعم حميدتى*
*خيارعودة اللاءات الثلاث غير مطروح*
*الذين حكموا السودان اما بصندوق الانتخابات ، او من على ظهور الدبابات*
*ما يجرى سيقود الى انقلاب كامل الدسم*

رواية سمعتها من مصدر موثوق ، قال ان (حميدتى قبل 6 أبريل ، و تحديدا بعد 22 فبراير 2019م، و بعد ان بدأت اللجنة الامنية فى مناقشة وضع البشير ، و كيفية عرض التنحى عليه طوعآ ، ذكر محدثى ان حميدتى كان يصر على ان يتولى صلاح قوش رئاسة المجلس العسكرى ، وان يكون هو نائبا له.

وقال محدثى إن قوش رفض ذلك ، و قال لحميدتى إن من يرأس المجلس العسكرى يجب أن يكون من الجيش ، كما أن الجيش لن يقبل صيغة قوش رئيسا و حميدتى نائبا)، هذه القصة يعرفها كثيرون من أعضاء المجلس العسكرى و آخرون ، و إن ابنعوف و كمال عبد المعروف أديا القسم بدون بقية الاعضاء لأن الخلاف كان قائما حول بقية الأعضاء، و يعرفون ايضآ أن حميدتى خرج غاضبا الى معسكر طيبة بسبب عدم تسميته نائبا لرئيس المجلس العسكرى ، وهو ما تم تداركه بعد استقالة ابنعوف و اختيار البرهان لرئاسة المجلس ، وهى القصة التى رواها حميدتى فيما بعد بتصرف محاولا التقليل من دور قوش، و القصة تؤكد أن حميدتى لم يكن ملما بتقاليد الجيش فى ذلك الوقت و ربما حتى الآن.

المرحوم نميرى نفذ انقلابا يساريا فى ١٩٦٩م، و اختلف مع ضباط من اليسار الشيوعى و القومى ،و حينما انقلبوا عليه نكل بهم وانحاز للجيش، البشير نفذ انقلاب الاسلاميين ، و جاءت المفاصلة و تبعه نفر من الإسلاميين و لكنه استمسك بالجيش ، ونكل بمن عارضه من الإسلاميين ، و حتى اللحظة الأخيرة كان يأمل فى إخماد الثورة بواسطة الجيش.
قال محدثى حدث الخلاف بين قوش وحميدتى أثر دخول طه الحسين على الأحداث بعد 16 ابريل ، و ساءت العلاقة بين قوش و حميدتى لأسباب لا تزال مجهولة وغير محددة ، الا ان المعلومات تفيد بان تدهور العلاقة تسبب فيه كل من طه الحسين و عبد الغفار الشريف لاسباب شخصية ،و معلومات تقول ان طه وعبد الغفار، وهما من كبار ضباط جهاز الامن ظلا يكيدان لقوش على خلفية ابعاده الاول عن مكاتب البشير و الثانى عن الجهاز ، وهذا موضوع سنرجع اليه فى مقال لاحق ،
محلل نفسى عدد اعراض حالة ذهانية يعانى منها حميدتى تتمثل فى التوتر و القلق و الشعور بالتعب و فقدان التركيز و الارتياب و الاحساس بتضخم الذات و العظمة ، وهذه الحالة نتجت عن الصورة الذهنية التى وضعها حميدتى لنفسه ، او وضعها له من حوله ، وهو يعمل جاهدآ للسير فى هدى هذه الصورة ، و لكن الامر ليس سهلآ ، الاصرار على تحقيق هذا الوضع ممكن ان يقود الى الانفصام ، فهو ضد الكيزان الذين صنعوه ، وهو مع الثوار الذين فضت قواته اعتصامهم ، وهو يكره مجموعة الحرية و التغيير ، و يتحالف معهم باعتبارهم مطيته للاغتسال مما ارتكبه من اتهامات ترقى الى جرائم *(سبق ان وجهها له حلفاؤه اليوم من مجموعة المركزى و الاطارى)* ، فهم الجناح السياسى و رافعة مشروعه لحكم السودان ، خاصة بعد فشل بعض الادارات الاهلية والطرق الصوفية فى ان تكون حاضنة له ، الذين حكموا السودان اما بصندوق الانتخابات ، او من على ظهور الدبابات ، و الطريق الاول يبدو بعيدا ، والطريق الثانى مستحيلآ ، الا عبر الحرب التى هدد بها الاستاذ شوقى عبد العظيم ، و اعتبرها البديل اذا لم يوقع الاتفاق النهائى
مجموعة المركزى تحاول توريط الرجل ، حميدتى سمع من جماعة المركزى انهم يعتبرون الدعم السريع نواة الجيش الجديد ، وهذا هو فهم حميدتى ، افراغ الجيش من ضباطه و دمجه فى الدعم السريع ، او محاولة الدخول لمقرات الجيش و السيطرة عليها عبر عملية مخططة، الجنرال شوقى عبد العظيم هدد و قال انها الحرب ان لم يتم توقيع الاتفاق النهائى ، فمن هم اطراف الحرب؟ وهل هناك سيناريو تم الاعداد له ؟ و رغم اننى استبعد ان يكون اجتماع المجلس المركزى الذى انعقد بدار الامة بحث خيار الحرب ، الا ان البيان الصادر عن الاجتماع لوح بخيارات اخرى لم يكشف عنها ، واضح ان مجموعة المركزى تجرجر حميدتى الى عملية سياسية ساقطة حكمآ ، لا الاتفاق النهائى و لا دستور المحامين يمنح شرعية كافية لتكوين حكومة ، كما ان خيار تكوين حكومة من طرف واحد ايضآ لن يحظى بدعم قانونى و دستورى ، او شعبى ، حتى لو توفر لها دعم حميدتى ، و ستواجه بمعارضة شرسة ، وستكون الحرب حينها امرآ مقضيآ ، و سيمضى اهل الثلاثية و الرباعية الى بلدانهم الامنة لتطحن الحرب اهل السودان ، و يكون مثله كالعراق و سوريا و ليبيا و اليمن ، اما ادخال الادارة الاهلية فى الصراع السياسى فهذا اختراع مسجل للسيد حميدتى حصرآ ، و كما تدين تدان ، لكن الاخطر هو التحريض على الفتنة و الصدام ، كما شهدت بذلك الاسافير، و مواقع التواصل الاجتماعى ،السودان فى تاريخه الحديث لم يحكمه الا رئيس منتخب او ضابط من الجيش،
بدون اوهام ، بالنسبة لمجموعة المركزى بالتأكيد هناك خيارات عديدة و لكن عيون الاقصائيين لا تراها ، وحدة قوى الثورة و العودة لمنصة التاسيس احد اهم الخيارات لاستعادة المبادرة السياسية والعودة لمواثيق الثورة و شعاراتها ، عقد المؤتمر الدستورى احد اهم الاليات للوصول لاتفاق حول القضايا المختلف عليها ، التوجه للشعب و استنهاضه بدلا عن السفارت الاجنبية ، كما ننصح حميدتى بالتقاط انفاسه وإعادة النظر فى مشروعه بعيدا عن الصورة الذهنية التى فرضت عليه ، و الا يضع قواته فى مواجهة القوات المسلحة ، إن طموحه فى المقعد الأول سيفقده مقعد الرجل الثاني.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق