منوعات وفنون

الدامر.. وسـوف تصفــو الليالي بعد كدرتها

بقلم/ محمد علي حامد الراو:

لقد وصلت لمحليتنا محلية الدامر الجميلة قبل شهر أعداد مهولة من الأهل والضيوف من الخرطوم بسبب الأحداث الجارية في الخرطوم أحداث أقلها الرعب والفزع والاعتداءات علي الأبرياء والقصص المروعة التي يرويها العزل الطاهرين المسالمين الفارين من ديارهم وقد تركوا كل مايملكون خلفهم ونجوا بأنفسهم وأولادهم لقد تركوا الديار مفتوحة والطعام في البيوت والمال والملابس والمدار س والسيارات والعمارت الفارهة وهم كرام الناس وهم خيار الناس، يشهد لهم الجميع بالكرم ونجدة الضعيف وعلاج المريض كانت بيوتهم نزل الطلاب والطالبات والقريب والبعيد والغريب والتاجر والمسافر والزائر والحائر والمبدع
فها هم اليوم قد نزلوا في قرى ومدن المحلية ولهم حقوق كثيرة ودين مستحق على المحلية واجب السداد.

أولا دعوني أحيي الشباب الذين كانوا يستقبلون الوافدين والعابرين إلى مدن أخرى في مدخل مدينة الدامر بكرم وشهامة ونخوة.
ولكنننا اليوم عدنا من الجهاد الأصغر جهاد استقبال الضيوف إلى الجهاد الأكبر جهاد مواساة الأهل العائدين.
نحتاج اليوم داخل محلية الدامر لمجموعات بنفس تلك الهمة لمتابعة الأسر التي استقرت داخل مدن وقرى المحلية من الأقارب والأرحام والأصدقاء والضيوف فلهم مشاكل كثيرة ولكن تمنعهم عفتهم وأخلاقهم السمحة أن يحكوها لأحد فهم في أمس الحاجة للمساعدة ولكن لعلو صبرهم وعفتهم يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.

هذه الأسر من المفترض الآن أن تحصر وتعرف من جانب المحلية وتقوم تجاههم بالآتي: أولا لابد من حصرهم ومعرفتهم ومعرفة أوضاعهم، كيف يسكنون؟ كيف يعيشون؟ كيف ينامون؟ كيف يأكلون؟ كيف يتعالجون؟ كيف يتعلم صغارهم؟ ويتعالج كبارهم؟. ويجب أن يتم ذلك باستمارات عاجلة.

الآن بكل أسف الدولة تهتهم بالفارين إلى مصر و إريتريا وبورتسودان لبقية الدول الأوربية من سودانيين وغيرهم وتوفر لهم في المعابر كل شيئ حتى الحمامات المتحركة (ده إسمو ضل الدوم البضل بعيد).
يجب أن يوفر أكثر من هذا لأهل البلد “لأن المهم هو القريب زول البلد المعاك داخل محليتك وقراك ما بهمنا الفاري بي جلدو وعندو شقه برة، لكن الآن داخل المحلية هو المحتاج”.

أقل شيئ أن نوفر له الآتي:

1/ الغاز حتى ولو كان بالسعر الرسمي

2/ بطاقات تأمين صحي عاجلة

3/ منحهم كهرباء وماء مجان لمدة شهر من المعتمد مباشرة من مال تنمية المحلية فأي تنمية أهم من هؤلاء الأمجاد اليوم؟

4/ أن تقدم لهم سلعا تموينية مجانية أو باسعار مدعومة عاجلا كدفعة أولى حتي تستقر أوضاعهم

5/مدهم بالناموسيات والمراتب والمفارش من مصانع الأسمنت والجمعيات والمنظمات
والهلال الأحمر.

6/ على وزارة الشؤون الإجتماعية واجب تفعيل الجمعيات الطوعية لأن المانحيين لايعطون أي فرد إلا بواسطة جمعيات ومنظمات عون إنساني مسجلة لهذه الأغراض خوفا من التلاعب وتسريب المساعدات للأسواق كعادة كثير من ضعفاء النفوس الذين يتاجرون بالأزمات الإنسانية
والآن نتابع العمل الانساني في لاية الجزيرة كل المنظمات نزلت هناك “بس ختونا إعانة الإمارات”.

7/توفير العلاجات لأصحاب الأمراض المزمنة منهم (سكري ضغط وعلاج الأطفال مجانا)

8/ استيعاب تلاميذهم
في الفصول الصفية في امتحانات صفوفهم

9/فتح تجمعات بمدارس الأساس التي ستدخل في عطلة الأسبوع القادم للمراجعة لطلابهم الممتحنين للشهادة السودانية ويدرسهم عدد من المتطوعيين من المعلمين مجانا، “وإني أولهم”.

10/ أن يقوم الإعلام بتغطيات وجولات استطلاعية داخل المحلية لمعرفة مشاكلهم وتقديم الدعم النفسي للأطفال والشيوخ والنساء الذين روعوا ومات أبناؤهم وأصدقاؤهم وجيرانهم وشاهدوا القتل والدمار.

11/ وعليه يجب أن يعلم الجميع أن هذه الحرب لو انتهت هذا المساء فإن هؤلاء الأهل ليعودوا إلى ديارهم يحتاجون إلى دعومات كبيرة جدا للعودة لمدن أضحت خرابا وعمارات تسكنها القطط.

هذا الأمر لابد أن يتنادى له نفر كريم من شبابنا الذين عرفوا بدمائهم الحارة التي لاترضي أن تتأخر عن نجدة الملهوف وإغاثة الضعيف.
هيا أيها الشباب رتبوا أنفسكم في جمعيات ومنظمات إنسانية مسجلة وتطوعوا مع الهلال الأحمر ، هذا هو المطلوب منكم تجاه
أهل محليتكم دامر القرآن التي مانزل بها أحد إلا ووجد الأمن والأمان والترحاب وأن يتفسح له الجميع في المكان بالرحب والسعة.

وأنا و( أعوذ بالله من أنا) أنا والله أعرف أن من شهامة بعض هؤلاء الكرام الذين عادوا لمحليتهم ومدنهم وقراهم قد اصطحبوا معهم جيرانهم بالخرطوم الذين لم يجدوا فرصا للذهاب إلى مدنهم وأكثر من ذلك فبعضهم اصطحب معهم أجانب من دول عربية شقيقة مثل سوريا وفلسطين وهم الآن الآن والله معنا بهذه المحلية وفي قرانا وهذه والله شيم الكرام إنهم فعلا أهل السودان وياهو ده السودان. وستمر وتعدي هذه الأيام وتنجلي المحنة.

وسوف تصفو الليالي بعد كدرتها.. وكل دور إذا ما تم ينقلب

وستسجل صفحات التاريخ عن هذه المحلية ما يدهش الأيام والزمان.

وهذا الإبتلاء الذي نزل بنا في السودان لا تحسبوه شر كله فعسى الله أن يجعل لنا فيه خيرا كثيرا كما قال تعالى:
{ كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}

وثق تماما أخي بوعد الله

(فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا)

اللهم أمن روعاتنا واستر عوراتنا وأحفظ بلادنا بعينك التي لا تنام وركنك الذي لايضام واحفظ ديار واملاك اهلنا الوافدين من الخرطوم من المرتزقة والجنجويد والنقرز.. آمين

الدامر في يوم

الجمعة 2023/5/5م

الموافق1444/10/14

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق