مقالات

دوافع الحرب لطرفي الصراع وفرص إنهاء الازمه عبر أهداف الثورة (2)

بقلم /الطاهر اسحق الدومة:

aldooma2012@gmail.com

في المقال السابق استعرضنا دوافع القتال من ناحية عامة والتوصيف المنهجي للحرب الدائرة حاليا مابين الجيش والدعم السريع ….في هذا المقال نحاول قراءة فرص حتمية انهاء الحرب الدائرة للأسباب ادناه…

أولا تكلفة الحرب في الاستنزاف البشري لطرفي الصراع ستكون عاليه حتما يؤدي لاضعافهما في كافة مجالات الحرب مهما كانت امكانياتهما في الحشد للمقاتلين لحسم الصراع عسكريا …

ثانيا كلما طالت مدة الحرب كلما اتاحت المجال لتتمدد في جوانب اخري كانت غير مرئيه حينما بدأت الحرب او قبل بدايتها تتجسد ذلك في آثارها الكارثيه الانسانيه في المجتمع السوداني قتلا ونزوحا ولجوءا اولا ومزيدا من زعزعة الوجدان الوطني الذي يحتاج في الواقع الي دعم ثقافي وفكري بالتالي يصبح الباب مفتوحا للتمزيق الاجتماعي المهدد للدوله القائمه حاليا .فالانتماء تعصبا خاصة في الاطار العرقي من خلاله تزداد حدة الاصطفاف القبلي لطرفي النزاع وبالفعل بدأت البيانات تتري هنا وهناك مؤداه مزيدا من التحالفات القبليه والجهويه بل حتي التنظيمات السياسيه تجد نفسها مضطرة للتأييد لاحد طرفي الازمه وفقا لمصالحها الذاتيه في استقطاب الجماهير …او الحفاظ علي جماهيرها بالتالي هنا تكلفه خطيرة يصعب تحمل نتائجها علي الاقل في المستقبل القريب..

خامسا تطويل امد الحرب سيؤدي لاضعاف التنظيمات السياسيه وبالتالي تتنشر رقعة الحرب حيث تتغير لغة الحوار والجدل الفكري والسياسي الي لغة السلاح والسعي بشتي السبل لامتلال قطع السلاح دفاعا عن التنظيم والتوجه القبلي والجهوي… وعليه تبقي هنا ستحدث من جرائها نتائج كارثيه لايخرج منها احد..

سادسا اثناء الحرب يصل الاقتصاد الي القاع فتبرز نتائجه السلبيه في كافة المجالات الخدميه وتفقد الشعوب كرامتها وقيمها وارثها الحضاري والثقافي بسبب القتل والهجرات القسريه نزوحا ولجوءا في معسكرات الايواء ويبقي انقاذ الانفس بتوفير الحد الادني من ضروريات الحياة بشكلها البائس…من اكل وشراب….كل هذا نتاج الحرب يبقي تحمل تبعاته الاخلاقيه والسياسيه صعبا للطرفين بل حدة الكره للحرب صارت واضحه في الشعب السوداني الذي يلعن اغلبه الحرب ومن تسبب فيها صباحا ومساءا…..لما خلفته من قتل ودمار وامل وبؤس واحباط اكتنف حتي الاطفال …الذين باتوا في حيرة من امرهم يسالون أولياء أمورهم متي تقف الحرب وماذا يريد منا البرهان وحميدتي ؟

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق