حقوق الإنسان

معلمة تعيش في الشارع تدرس حصة على الهواء مباشرة بعنوان “لرفق بالحيوان”

ذكرى محي الدين:

تتربع هدى في قلب الشارع قرب أحد مراكز الإيواء، رغم قلة الحاجة ونومها على الأرض والمرض فهي تنشر البهجة في المكان وتتمتع بملكة الفكاهة يزورها الناس من كل صوب لمؤانستها، تحكي سلسلة معاناتها مع الحرب بصورة كوميدية وبدلاُ من  أن تنفجر باكيا، تضحك من داخل أعماق قلبك.

قالت إنها زارت خمسة معسكرات إيواء وقبلها نصبت خيمة بالكورنيش بقرب السوريين و(البنقالة) لكن قوة من الشرطة اجبرتهم على إخلاء المكان وزادت (كنت عارفة الدكتورة السمحة ديك حتحسدنا قالت شنو حيخربوا واجهة بورتسودان،، خربت الخرطوم بت امي انا) وزادت اخذونا إلى مكان عشوائي مجرد ما رأيته تسمرت في مكاني وقلت والله ما اسكن هنا المكان لو أموت ودخلت في نوبة بكاء اجبرت من حولي لترحيلنا لمكان آخر.

عندما كانت تحادثني تداعب يدها البضة قطة بصحبة صغارها تناديهم سيدة وكبشور وبكري، الأم هي كبشور لم اسألها عن سر إطلاق اسم رجل على قطة،  ولهذه النازحة قصة نادرة مع قطتها كبشور قالت (السبب الرئيسي الذي منعنى من مغادرة امدرمان أثناء الحرب ان كبشور كانت حامل وعندما اشتد الخناق قررت أن اغادر وهي بصحبتي، ، استاجرنا حافلة نحن والجيران أبلغت صاحب العربة بأني احمل هرة لم يلق لي بالا لأنه كان مشغولا بجمع الأجرة ووضعت القطة داخل صندوق صنعت فيه منافذ وفي الطريق اخبرته ان يتوقف حتى تقضي كبشور حاجتها في هذه اللحظة استدرك ان بصحبتي قطة فتوقف وأمرني أن اتركها في العراء، فقلت بحسم سامكث معها إن اضطرني الأمر فوافق الرجل بشرط ألا تزعج الناس خاصة وأن العربة بها أطفال، وتقول؛ بعد حصولي على اذن الرجل اخرجتها خارج الصندوق فألفها الجميع وبعد أسبوع من وصولي بورتسودان وضعت كبشور حملها واكرمتني بثلاث هرر أخرى(سيدة، بكري علي) ورعيتهم جميعا ولكن على سرق فقضيت ليلي ابكي على فراقه وتختم حديثها بقبلة تضعها على راس كبشور).

وسردت قصصا كثيرة ترويها بحب عن هذه القطط، وبالمقابل نحن نبتسم ونرفع حاحب الدهشة.

أحيانا التعلق بالأشياء يجعل خيالك خصبا إزاء مواقفهم وتفسر كل مايتعلق بهم بكل ماهو جميل في نفسك.

منى أنا..

يظل الإحسان الهاما ربانيا، قد يرى البعض أنها امرأة فارغة عندما احتوت قطتها والناس تموت وهي ترى أن الرفق بالحيوان مدخلا من مداخل الجنة
فدعوت في سري أن يرسل الله لهولاء النسوة من يهون عليهن مصابهن فوالله لايليق باستاذة رياضيات بالمرحلة الثانوية أن تتوسد العراء،  فرفقا بهذه الأرقام التي يحملها رأسها فكم طالب في انتظارها.

الحرب كالرمح إن انطلق لايعرف عدوا من حبيب، بمبدأ الدم يعم.

 

https://www.facebook.com/100005591258382/posts/pfbid095R5U8yfNozECQbXPT2viddc13FaghBDmzMKvuQKSH5DpV93aTy8zdMxKiZp82svl/?mibextid=Nif5oz

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق