مقالات

ايقاف الحرب.. وأصحاب المصلحة

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
*تفكيك دولة 56 باختصار يعنى حكمآ تفكيك السودان* ،
*لا يوجد مواطن سودانى لم يتضرر من الحرب مباشرة او بطريق غير مباشر*
*الامارات وفرت امدادات الاسلحة و الذخائر، اوغندا و تشاد مررت هذه الاسلحة للقوات المتمردة*
*قيادات من جنوب السودان ساعدت فى تنظيم و تسهيل انضمام مواطنيهم الى قوات الدعم السريع*
*الخزانة الامريكية اصدرت عقوبات مباشرة فى مواجهة عبد الرحيم دقلو و عبد الرحمن جمعة و آخرين*
*انهاء الحرب لن يكون ممكنآ دون انصاف الضحايا و تعويض المتضررين و الاقتصاص من القتلة و المأجورين و محاسبة الادلاء و العملاء*

كثيرون ربما يفضلون أن يكون عنوان هذا المقال (انهاء الحرب .. و اصحاب المصلحة)، و جاء هكذا لأن الشائع المتداول لإنهاء الحرب هو ايقافها ، والوصول لاتفاق مفصل يحدد ما تم الاتفاق عليه و آليات واجراءات التنفيذ ، وربما يضع شروط و ضمانات ، حرب 15 ابريل كانت امتداد للمحاولة الانقلابية الفاشلة التى دبرتها قوات الدعم السريع بسند و دعم داخلى و خارجى ، و لذلك ابتدرت خطابها الاعلامى استدراكآ لخطاب الانقلاب ( الدفاع عن النفس ) ، ثم الحرب ضد الفلول ، و الحاقآ باستعادة التحول الديمقراطى ، ثم بدأت رحلة البحث عن مشروع سياسى لتبرير الحرب ، فوجدت ضالتها فى دولة 56 ، و اصطدمت بجدار سميك حتى من حلفاءها ، تفكيك دولة 56 باختصار يعنى حكمآ تفكيك السودان ، و فى نهاية المطاف تتوهم المليشيا المتمردة العودة بالاوضاع الى ما كانت عليه قبل 15 ابريل ،
اصحاب المصلحة اصطلاح برز بوضوح اثناء مفاوضات سلام جوبا ، و كان سببآ فى ابتداع المسارات عوضآ عن وجود اصحاب المصلحة بشكل مباشر فى المفاوضات خاصة فى مسارات الشرق و الشمال ، فتم اعتماد مكونات ناهضت نظام البشيرباعتبارها ممثلة عن هذه المسارات ، و هذا ادى الى اختلافات و صراعات خاصة فى شرق السودان ، تم استخدام مصطلح ( اصحاب المصلحة ) بكثافة فى الورش الخمسة التى عقدتها المجموعة الموقعة على الاتفاق الاطارى ، ووجد رواجآ خاصة بعد الاعلان فى ختام كل ورشة ان المشاركين من اصحاب المصلحة مثلوا (60%) من الحضور، بالرغم من ان هؤلاء لا يستطيعون الادعاء بانهم يمثلون اى جهة ، و لم يكن لهم اسهام يذكر فى الورش ، و تم اختيارهم بواسطة منظمى الورش ، و كان الغرض من تضخيم دورهم ووجودهم مخاطبة للمجتمع الدولى و اغراق معكوس للعملية السياسية لاغير بدليل عدم توقيعهم على مخرجات الورش ،
بعد فشل انقلاب 15 ابريل ، و فى اطار سعيها لتوسيع دائرة الحرب استهدفت قوات الدعم السريع بشكل مباشر المواطنين و الاعيان المدنية ، و بغباء تحسد عليه حاولت تدمير سجلات الاراضى و القضائية و السجل المدنى ، ووعدت مجنديها بغنائم تشمل بيوت و عربات و ممتلكات المواطنين ، بجانب نهب الاسواق و البنوك و الشركات و المصانع و المقرات الحكومية ، وارتكبت جرائم الخطف و القتل و الاغتصاب و الاخفاء القسرى ،و قتلت على نطاق واسع اهل الجنينة و اغتالت الوالى ، وهى جرائم صنفت على اساس عرقى و عنصرى ، كل هذه الجرائم وثقتها هذه العصابات المجرمة بنفسها و بثتها على مواقع التواصل الاجتماعى ، و عرضت المنهوبات و المسروقات علنآ فى اسواق دقلو ، و كانت بمثابة فخر لهم ، مما افقدهم تأييد و تعاطف العقلاء من حواضنهم القبلية و المناطقية ،
لا يوجد مواطن سودانى لم يتضرر من الحرب مباشرة او بطريق غير مباشر، و تلقت لجنة رصد جرائم و انتهاكات قوات الدعم السريع الاف البلاغات ، بجانب عشرات الالاف من البلاغات قيد النظر و التحقيق ، ووجهت الخزانة الامريكية عقوبات مباشرة فى مواجهة عبد الرحيم دقلو و عبد الرحمن جمعة و آخرين ، و ادانت الادارة الامريكية و الحكومة البريطانية قوات الدعم السريع لارتكابها جرائم حرب موثقة و استهداف المدنيين بالقصف العشوائى ، قوات الدعم السريع استعانت بالاف المرتزقة من دول الجوار ، و جندت المسجونين الذين اطلقت سراحهم من السجون بالاضافة الى المجرمين و قطاع الطرق ،
الامارات وفرت امدادات الاسلحة و الذخائر ، و دول مجاورة للسودان فى مقدمتها تشاد و اوغندا فتحت اراضيها و مطاراتها لتوصيل هذه الاسلحة الى القوات المتمردة ، ومما يؤسف له ، تزايد المعلومات التى تتهم قيادات من جنوب السودان فى تنظيم و تسهيل انضمام مواطنيهم الى قوات الدعم السريع ، وقدم الاسرى من هؤلاء معلومات تفصيلية عن هذه المشاركة ، وهذه كانت من اهم اسباب اطالة امد الحرب ، الامر الذى ادى الى مزيد من الاضرار و الخسائر فى صفوف المواطنين ، و تسبب فى نزوح الملايين ،
هذه الاوضاع جعلت ملايين السودانيين ضحايا لحرب المليشيا ضد الدولة السودانية ، استهداف مباشر نهبآ و قتلآ و اغتصابآ ، اصحاب المصلحة فى انهاء الحرب بالملايين ، هذه حقيقة و ليست افتراضآ ، انهاء الحرب لن يكون ممكنآ دون انصاف الضحايا و تعويض المتضررين و الاقتصاص من القتلة و المأجورين ومحاسبة الأدلاء والعملاء.
25 اكتوبر 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق