مقالات

خطاب الكراهية وأزمات السودان

الشيخ الطاهر أبوعلي المجذوب:

لا شك أن خطاب الكراهية هو نميمة، فمعنى النميمة هي نقل الكلام بين الناس بقصد إفساد خوتهم وتمزيق وحدتهم، وكان الذين يمشون بالنميمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لإثارة البلابل والفتن بين المسلمين هم المنافقين الذين بين الله سبحانه وتعالى أمرهم وعداوتهم وكشف نيتهم السوداء التي يبيتونها للإسلام والمسلمين، وهذا من شرهم المسكن في طي افئداتهم ضد الإسلام والمسلمين وهؤلاء شر الناس بين الناس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بشراركم قالو بلى يا رسول الله قال المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة)
وفي رواية أخرى يقول عليه الصلاة والسلام :(وإن أبغضكم إلى الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة) فالنمام هو أشر الناس، فهو أخطر ما يكون لتشتيت وتمزيق وحدة المسلمين.
لقد وصف بعض العلماء الإنسان الذي يمشي بين الناس بالنميمة بأنه إبن زنا واستدلوا في ذالك بقول الله عز وجل: “ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاءٍ بنميم عتل بعد ذلك زنيم”.
قال عبدالله بن المبارك رحمه الله الزنيم هو ولد الزنا الذي لا يكتم الحديث، ثم أشار إلى كل من لايكتم الحديث ويمشي به بين الناس على أنه ولد زنا استنباطا من قول الله عز وجل :(عتل بعد ذلك زنيم).
وقال مفسرون (زَنِيمٍ) أي: دعي، ليس له أصل و لا مادة ينتج منها الخير، بل أخلاقه أقبح الأخلاق، ولا يرجى منه فلاح، له زنمة أي: علامة في الشر، يعرف بها.
فالواجب علينا تجاه الرجل النمام ألا نصدقه لأن النمام فاسق وهو مردود الشهادة فهو لا ينفك عن الكذب والقدر والخيانة والحقد والنمام هو ممن يسعون في قطع ما أمر الله به أن يوصل، فالنمام عدو الله سماه الله عز وجل في القرآن الكريم بالفاسق، في قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). فالنمام لا يدخل الجنة إن لم يتب من النميمة لقوله صلى الله عليه وسلم. :(لايدخل الجنة نمام).

أعزائي الكرام إن الذي يحدث اليوم من خصومات وانشقاقات بين أبناء الشعب السوداني إنما هو بسبب النميمة ونقل الكلام الذي يُثير أعاصير الكيد والانتقام الذي يعرف اليوم بخطاب الكراهية والذي فيه الإساءة والشتم والتهم المبنية على الشائعات الكاذبة والظنون السيئة التي لا تخدم مصلحة الشعب والوطن، فعلينا أن نترك ما يسمى بخطاب الكراهية ونستخدم هذه الوسائل التي أنعم الله علينا بها في التواصل والتعارف وخدمة بعضنا البعض فيما يزيد وحدتنا وقوتنا والسلام على من اتبع الهدى.

الشيخ الطاهر أبوعلي المجذوب

شيخ خلاوي المجاذيب حلفا الجديدة-
ولاية كسلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق