د.معاوية عبيد:
يقول الباحثون و علماء الآثار و التاريخ أن اصل البشرية بلاد السودان ، وقد اثبتت بحوث كثيرة و آثار وجدت في مواقع شتي خاصة في شمال البلاد كشفت عن حياة الإنسان الأول، انسان العصور القديمة هذه أبحاث وعلماء أثبتوا ذلك … ( ما نقدرش نغالط الحكومة ) ، الأشياء الغريبة التي تلاحظها ، تجد في مدافن القدماء ، الواحد تدفن معه اغلي الأشياء التي يحبها و يستعملها و أحيانا تدفن معه زوجته ، الي هنا الأمر طبيعي و عادي و ممكن نقول دى واحدة من انواع الذكاء الاصطناعي عندهم ، لأن هؤلاء القوم يعتقدون اعتقاداً جازماً أن ميتهم هذا سيتحرك و يتكلم ( بس مش في السياسية ) ، و يستمتع بمقتنياته ، واحتمال يعمل ( واحد شاي مظبوط ويخلف رجل علي رجل ) .
من انواع الذكاء الاصطناعي عندنا في السودان هنالك بعض المجتمعات والقبائل تقيم بعض الطقوس بعد وفاة احد افرادها و تجمع ما يحبه وتضعه في مكان معروف و تذبح الذبائح و يوضع ما لذ وطاب وشراب مع هذه المقتنيات ، علي اعتقاد أن هذا الميت سيحضر لأخذ هذه الأشياء، وفعلا ( يخيل إليهم الشيطان ) ، ويحضر شبح هذا المتوفي ويأخذ الأشياء، كنا صغار نسمع عن ( البعاتي ) ، و الكل منا يعلم البعاتي، أيضا كنا نسمع عن شيئاً آخر يسمي( تَربْ البِنية) ، و ترب البنية هذا بعاتي بصورة أخري ، كنا نسمع أن بعض الأسر بالمنطقة أنهم جذور ( تَربْ البِنَية ) ، و هذه الاسر عندما يتوفي لها شخص سيعود بعد اسبوع من الوفاة و يأخذ بعض مقتنياته، وفعلا تتحدث بعض النساء أن فلان جاء لفلان أو فلانة في المنام و اخبرهم بأنه سيحضر مساء اليوم و ياخذ مقتنياته ، و فعلا تجمع مقتنياته و توضع في مكان معروف ، و في الصباح نسمع النساء تحكي أن فلاناً حضر و اخذ اشيائه ( كلها خذعبلات شيطان ) ، و آخرون يعتقدون أن هذا الشخص سيقوم مرة أخري لكن في بلدة أخرى ( اها بقا الروايات هنا تكتر لما واحد يقول ليك سافرت المنطقة الفلانية ووجدت واحد يشبه أولاد فلان ، اها الجماعة كلامك صاح ديل ما ترب البنية وفعلا ولدهم دا مات قبل فترة بيكون ظهر هنالك ، خلاص كده أثبتوا و اكدوا علي أن هذه الأسرة افرادها بيقوموا ذكاء اصطناعي في حتة تانية ) .
يحكي أن قروياً كان يسكن لوحده في مدينتنا من اجل الدراسة و في مخيلته و معتقداته ( البعاتي ) ، توفي شخص من جيرانه ، و في بيت العزاء علم أن هذه الاسر من أسر ( تَربْ البِنَية )، وكما يقولون الشيطان ( لعب علي عقله ) و في منتصف الليل رأي شبحاً يلتف بثوب ابيض ومن شدة الهواء كان لهذا الثوب أو الكفن صوتا شديدا ، أخذ صاحبنا يتصبب عرقاً و خوفاً ، و ما أن أصبح الصبح حتي غادر هذا الطالب المدينة وحكي للناس أنه رأي فلان وقد عاد لأخذ مقتنياته ، أيضا من الروايات أن أحدهم قابل شخصاً يؤمن بعودة الميت (ذكاء اصطناعي ) ، ووجده يربط قماشاً علي يده بصورة غريبة فامره بقطع هذا القماش ، لكن ذلك الشخص رفض رفضاً تصحبه علامات خوفٍ علي عينيه و استنكار، لماذا ؟ لأنه يعتقد إذا قطع هذا القماش سيموت فوراً ، لماذا ؟ لأن هذه واحدة من معتقداتهم، عندما يموت لديهم شخص عزيز أو قريب يقومون بعمل بعض الطقوس ويربط الواحده منهم قطعة قماش علي يده حتي لا يأخذه الميته معه ، ولا يقطع هذه الخرقة ،لانه إذا قطعها سيلحق بقريبه ، اما اذا توسخت تحل بصورة سريعة ويتم تغييرها بأخرى .
طبعا كان الجهل له دوراً كبيراً ، وكانت هنالك معتقدات كثيرة يؤمن بها الناس في الزمان السابق و لكن في زماننا هذا اندثرت تلك الأشياء و المعتقدات ، ولكن مع موجة التغيير الحاصله في البلد دى تغيرت هذه المعتقدات الي برنامج الذكاء الاصطناعي أو الصناعي و ما أمر البعاتي ( حميدتي ) ببعيد ، اعتقد أننا اول شعب عرف الذكاء الاصطناعي.