مقالات

مدينة الأشباح

بقلم/ أمل عبدالعزيز:

يالخرطوم يالعندي جمالك جنة رضوان
طول عمري ماشفت مثالك في أي مكان .

هكذا كانوا يغنون لمدينة الخرطوم فهي جميلة بشوارعها البسيطة وبأهلها الطيبون والكل يقصدها من كل بقاع السودان لقضاء حوائجهم من علاج وتعليم وشراء مايلزمهم فهي ملاذ لكل أهل السودان.

وأهل الخرطوم يستقبلون القادم اليها بكل ترحاب وحب ومودة وهي من أهم مدن السودان ولها تاريخها العريق ولها ثقافتها الخاصة بها التي نتجت من اختلاف سكانها وهم من جميع القبائل السودانية تمازج هذا الاختلاف مكون أجمل مدينة يحفها النيل مكوناً منها أجمل ثلاث مدن، لذلك سميت بالعاصمة المثلثة.
ولكن الحرب دمرت هذه المدينة وأصبحت كأنها مدينة أشباح.
عندما تتجول في شوارعها الرئيسية وتري هذه الشوارع خالية من المارة والعربات والمحلات مهدمة والطرق متسخة والمدارس والجامعات مدمرة والمستشفيات محروقة يصيبك شئ ما في صدرك وتدمع عينك وتسأل نفسك هل هذه الخرطوم؟ وعندما تنظر إلى النيل تشعر بأنه حزين صامت لاتتحرك أمواجه، وعندما تغيب الشمس ويسود الظلام ترتجف نفسك من الخوف من شدة الظلام وتسأل نفسك مرة أخرى هل هذه هي الخرطوم التي كانوا يغنون لها ياجمال النيل والخرطوم بالليل؟ من جمال أنوارها.
ليتك تعودي ياليالي الخرطوم ويعود إليك أهلك وناسك وتعود ليالي أنسك ويطلع قمرك ويضئ ظلمتك.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق