مقالات

الايقاد .. آخر الكمائن

ما وراء الخبر

محمد وداعة:
*بيان الايقاد يعتبر تلفيق و تزوير ويتم اثباته بتسجيلات القمة*
*بيان الايقاد لا يساهم فى ايقاف الحرب ، بل يزيد من معاناة الشعب السودانى جراء استمرارها*
*مشاورات رؤساء الايقاد مع التمرد لا يمكن ادراجها فى بيان القمة لحدوثها خارج القمة*
*وزير الدولة الاماراتى لم يحضر القمة حتى انتهاء الجلسة الختامية*
*اتصال الرئيس الكينى المزعوم مع قائد التمرد لا يمكن التحقق منه ، و لا مجال لادراجه فى البيان الختامى*
*وصول وزير الدولة الاماراتى مصطحبآ لوفد التمرد فى طائرته كان انذارآ مبكرا بحدوث ما لا تحمد عقباه*،

اصدرت وزارة الخارجية السودانية بيان اعترضت فيه على البيان الذى اصدرته سكرتارية الهيئة الحكومية للتنمية ( ايقاد ) ، و ذلك لأن البيان وفي مخالفة صريحة لما يحتمه النظام الأساسي من صدور القرارات بالتوافق بين الأعضاء، سارعت السكرتارية بإصدار بيان ختامي دون تضمين الملاحظات والتحفظات التي قدمها وفد السودان، وبالتالي فإن السودان لا يعتبر هذا البيان يمثل ما خرجت به القمة، وأنه غير معنى به حتى تقوم رئاسة إيغاد وسكرتاريتها بتصحيح ذلك.
تلخصت الملاحظات التي قدمها وفد السودان على مسودة البيان الختامي في التالي ( حذف الإشارة الى مشاركة وزير الدولة بوزارة خارجية دولة الامارات العربية فى القمة ، إذ أن ذلك لم يحدث ، حذف الإشارة إلى عقد رؤساء إيقاد مشاورات مع وفد مليشيا الدعم السريع المحلولة، وهذا يجافى الحقيقية، إذ أن السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي وهو أحد رؤساء إيغاد ولم يشارك أو يسمع بالمشاورات مع ممثلي التمرد، مع العلم بأن وفد التمرد وصل في طائرة وزير الدولة بوزارة خارجية دولة الإمارات ، تصحيح ما ورد بشأن موافقة السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي على لقاء قائد التمرد، إذ أن السيد الرئيس اشترط لعقد مثل هذا اللقاء إقرار وقف دائم لإطلاق النار، وخروج قوات التمرد من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها ، حذف الفقرة التي تشير لمكالمة هاتفية بين رؤساء إيغاد وقائد التمرد، إذ أن هذه المكالمة تمت بين الرئيس الكيني وقائد التمرد وبعد انتهاء القمة، وبالتالي لا تعد من أعمال القمة، حتى يشار إليها في البيان الختامي ، تعديل الفقرة التي تدين التدخلات الخارجية بحيث لا تتضمن المساواة بين القوات المسلحة والتمرد ، تضمين الإشارة الى تقديم جمهورية مصر العربية لمبادرة دول جوار السودان في الفقرة التي تتحدث عن المبادرات لحل الأزمة في السودان ، النص على ضرورة التشاور مع حكومة السودان والحصول على موافقتها في أي مسعى لحل الأزمة ) ،
من الواضح ان الاعتراضات الجوهرية جاءت على وقائع ذكرها البيان الختامى لم تحدث ، أو حدثت فى الكواليس دون علم الوفد السوداني و لا يمكن ان تكون حجة عليه ، و جاءت فقرات مهمة مخالفة لخطاب رئيس مجلس السيادة امام القمة ، و فقرات أخرى لا يمكن التحقق من حدوثها لأنها لم تتم اثناء انعقاد القمة و لم تكن جزءا من المحضر.

بيان الايقاد يعتبر تلفيقا و تزويرا تدحضه أو تثبته تسجيلات القمة ، و يحق للسودان المطالبة بنشر مداولات القمة و عرضها على لجنة تحقيق لإثبات التزوير ، خاصة وأن سكرتارية الايقاد سارعت إلى ايداع نسخة من البيان الختامى لدى الاتحاد الافريقى ومجلس الامن ، فى محاولة لإعطاء هذا البيان مصداقية مفقودة ، و الحقيقة انه مجرد بيان و ليس اتفاق تم التوقيع عليه ، فضلا عن الاعتراض الواضح عليه ، كما أن الحضور الامريكي و الأوروبي شاهد على التزوير ، هذا البيان مجرد اكاذيب و تلفيق و لا يمكن للسودان التعامل معه ، وهو تضليل متعمد مدفوع القيمة، لا يساهم فى إيقاف الحرب ، بل يطيل من معاناة الشعب السودانى جراء استمرارها ،
من العسير تصديق ان هناك رئيس دولة يمكن شراءه بالمال لأجل اتخاذ موقف معين فى بلده ، فضلا عن مشاركته فى مؤامرة تلحق الضرر بدولة أخرى، و ليس سهلا التأكد من تلقى رؤساء بعض الدول لرشاوى من دول أخرى ، و لكن هذا ما حدث فى قمة الايقاد الطارئة فى جيبوتى والتي انعقدت ليوم واحد ولموضوع واحد هو الحرب فى السودان.

وجاء بيان القمة ليثبت للسودانيين مرة بعد أخرى أن الحلول الخارجية لن تكون إلا خصما على سيادة الدولة و استمرار مخطط تدمير كيان الدولة وتفكيكها والسيطرة عليها.
معلوم أن القمة انعقدت بطلب من السودان بعد اتصالات بدول الايقاد وبافتراض التحضير الجيد لها ، فلا شك أن وزارة الخارجية السودانية ارتكبت خطأ جسيما بمغادرة القمة قبل صدور البيان الختامى ، خاصة فى ظل المواقف السابقة لرؤساء كينيا و إثيوبيا ، كما أن غياب الرئيس سلفاكير كان إشارة مبكرة بأن أمرا مريبا يحاك فى الكواليس ، وجاء وصول وزير الدولة الإماراتي مصطحبا لوفد التمرد فى طائرته انذارا مبكرا بحدوث ما لا تحمد عقباه.

ما جرى كان كمينا محكما ومخطط. تساؤلات مشروعة للخارجية (مستعجلين ترجعوا لاحقين شنوا) ؟.

11 ديسمبر 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق