مقالات

“الجزيرة” .. غياب تفاصيل المشهد الكارثي !! (1)

بقلم/ الهادي محمدالأمين:

• نظراً لعدم وجود وسائل الإعلام بولاية الجزيرة الجريحة وإنقطاع شبكة الإتصالات وخدمة الإنترنت ومع قوة الدعاية الإعلامية للجيش من جهة والدعم السريع من جهة ثانية “نقلاً ونشراً وترويجاً” ثم “تداولاً وتفاعلاً” بهدف التأثير والسيطرة علي الرأي العام وتشكيله وفق أجندات حربية وإستماتة طرفي القتال في تغبيش وتعمية وتشويش الرؤية وخلق تلوث بصري “تضليلاً وخداعاً متعمداً” وتارة أخري “تعتيماً وإخفاءً” لما يجري فالآلة الإعلامية البعيدة عن موقع الأحداث – مع عدم وجود وسائط إعلامية تعكس ما يحدث – تحاول ترسيخ إنطباعات ورسم صور ذهنية مغايرة للواقع المأساوي بالولاية فتضيع “الحقيقة” وتغيب تفاصيل المشهد الكارثي ويتم التلاعب بمأساة المواطن الذي تتضاعف معاناته ساعة بعد ساعة والمتاجرة بما يجري من “إنتهاكات” و “كوارث إنسانية” من أجل الكسب السياسي وتقوية المواقف ويكون الضحية في النهاية هو إنسان الجزيرة الذي يُراد له أن يصبح وقوداً للمحرقة وأداة لتصفية الحسابات وضحية لحرب مفروضة عليه وليس له يد في حدوثها وكذلك محاولة جر الجزيرة لتكون دارفور أخري ولخرطوم أصبحت مبانيها أطلالاً وكيمان تراب وإنسانها إما قتيل أو مفقود أو نازح أو لاجئ أو مصيره مجهولاً .

• أحاول – وبحكم وجودي في الجزيرة المنكوبة وعايش الواقع – نقل وعكس الأوضاع بكل واقعية وإستعراض الموقف الكارثي بموضوعية وعكس الحقائق كما هي بكل بمصداقية بعيداً الإنفعالات والعاطفة وردات الفعل لأنو أحياناً الواحد لمن بكون معايش المأساة وبحس بالآلام والجراح التي تسيطر وتحيط به بكون أسير للواقع المؤلم هنا أنا يجتهد أضغط علي كل المشاعر وأتحرر من قيودها وأول خيط أبدأ به لإكمال صورة المشهد والموقف هو “تحديد الأطراف” فطرفا المعادلة الحقيقية في ولاية الجزيرة – منذ 18 ديسمبر الماضي وهو تاريخ الإعلان عن دخول قوات الدعم السريع لمحاضرة الولاية “مدني” ومن ثم المحاولة للإنقضاض علي بقية المدن الرئيسة في الولاية ثم المدن الريفية الصغيرة فالقري – هما “المواطن” صاحب الأرض والمنطقة و”الدعم السريع” الذي فرض وجوده بقوة السلاح بعد إنسحاب الجيش وهروب طاقم الحكومة وتخليه عن مسئوليته وواجباته في الحماية والرعاية وبالتالي واقعياً وعملياً خرجت الجهات الرسمية عن المعادلة علي أرض الواقع ممكن يكون ليها وجود آخر لكن عملياً وواقعياً وكأمر ملموس أو مادي “لا” .
• وتأسيساً علي ذلك يبقي أي تناول أو حديث عن وجود الجيش أو القوات المسلحة أو كتائب دعك من تحركها أو نيتها مواجهة الدعم السريع يبقي ضرباً من الأوهام والوسواس وأطغاث أحلام الحالمين والخياليين أصحاب الخيال السينمائي الواسع ومنشورات في مواقع التواصل الإجتماعي ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بحقائق الواقع الذي نعيشه ونعايشه وعبارة عن هضربة للهاربين الذي اتخذوا من القضارف وكسلا وبورتسودان وعطبرة والدامر مقراً لإقامتهم أو من فروا إلي خارج البلاد لكن الواقع غير “تماماً” لا وجود للجيش مطلقاً منذ إنسحابه في 18 ديسمبر الماضي ولا للذين يدعمونه أو يساندوه فهؤلاء استخدموا مخارج الطوارئ وأطواق النجاة وآثروا خيار القفز مسبقاً سلامة لأنفسهم وليسوا معنا في “سفينة الجزيرة” التي تتلاطمها الأمواج والعواصف وبالتالي لو أردنا تناول أطراف الموقف والحدث والواقع في ولاية الجزيرة فالبداية بتحديد من فيها أولاً “المواطن” رقم “واحد” و”الدعم السريع” رقم “اتنين” ولو كانت هنالك أطراف أخري فهي خارج الحدود الجغرافية للولاية وخارج البلاد وفي مواقع التواصل الإجتماعي واستوديوهات القنوات الفضائية التي تنقل إستنتاجات غير متماسكة وتقدم آراء فطيرة لضيوف يقيمون خارج البلاد يبذلون إفادات فضفاضة وتصريحات خالية من أي معلومات صحيحة أو “داتا” ولا يستندون علي حيثيات ووقائع ماثلة ويدلون بأحاديث سماعية لا صلة لها بالواقع وليس لهم أي إلمام بالتفاصيل والحقائق والتطورات علي أرض الواقع.
• وأواصل بإذن الله .
• الثلاثاء 23 رمضان 1445هـ – 2 أبريل 2024

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق