صحة وبيئة

الذكاء الاصطناعي.. هل يساعد في كبح جماح التغير المناخي أم أنه قفزة في الظلام؟

تقرير- إخلاص نمر:

شهر أو يزيد، وأنا أقلب في صفحات التقارير والأخبار والمواقع الإلكترونية، لم اغفل عن الاتصال بالشركات والمراكز، التي بدأت في استخدام الذكاء الاصطناعي كأحد الحلول من جانبها، لمشكلاتها الشائكة في داخل البحث المكثف عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في حلول مشكلات المناخ، التي تتفاقم يوما بعد يوم.

لفت انتباهي، تقرير مجموعة بوسطن وقوقل الاستشارية ( BCG) ،والذي جاء تحت اسم (تسريع العمل المناخي، باستخدام الذكاء الاصطناعي).

بصمة مناخية..
يقول التقرير ان التكنولوجيا لديها القدرة، على تخفيف مابين 5-10%،من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2030، ويؤمن ذات التقرير على (انه بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون جزءا من الحل، الا انه جزءا من المشكله، إذ له بصمة مناخية خاصة به).

وهنا تقول الدكتورة رضوى عبد اللطيف الخبيرة في صحافة الذكاء الاصطناعي (يصبح الذكاء الاصطناعي جزء من مشكلات المناخ، اذا تم استخدامه استخداما سيئا، وكانت قاعدة بياناته، تحمل معلومات غير دقيقه).

وأوضحت أن البصمة المناخية، تعني، ان حلول الذكاء الاصطناعي، يمكن معرفتها في حل الكثير من القضايا البيئية، مؤكدة ان بعض الدول، تسعى من أجل أن تكون هذة البصمة، تتماشى مع أهداف التنميه المستدامة، وكل مايضمن الحفاظ على البيئة..

قوقل والتحديات..
ونعود لقوقل التي تذكر أن الذكاء الاصطناعي، يعالج بالفعل، تحديات المناخ، في توفير معلومات أفضل ،لاتخاذ خيارات أكثر استدامة، كذلك تقديم التنبؤات المحسنة للمساعدة في التكيف، بجانب توصيات تحسين العمل المناخي،وتذهب قوقل ابعد من ذلك، بتوفير الخرائط والأبحاث، التي توضح فيها قوقل، التنبوء بالأحداث المناخيه، كالفيضان مثلا، إذ تتناول منصة (Flood Hup) في 80دولة، وتستخدم الذكاء الاصطناعي، لتقديم تنبؤات أكثر دقة للحفاظ على سلامة 460 مليون شخص.
ويسترسل التقرير بالقول، إن تمكين الذكاء الاصطناعي، يعمل على تشجيع تبادل البيانات، وحماية الوصول للتكنولوجيا، بأسعار معقولة، وبناء الوعي، وإنشاء وتوسيع الذكاء الاصطناعي، وبرامج تحسين المهارات المتعلقه بالمناخ للشركات.

الغابات والذكاء الاصطناعي..
يخطط مشروع فيوتشر فورست، لإنشاء غابات قادرة على التكيف مع المناخ، بمساعدة الذكاء الاصطناعي، ويعمل المشروع، على تحليل البيانات، من صور الأقمار الاصطناعية، وعمليات التربة، رصد الطقس، وأجهزة الاستشعارذاتية التطوير، التي تقيس عوامل الإجهاد مثل السخونه والجفاف، وهنا يوضح مؤسس شركة وي ترانسفورم المتخصصه في تطوير برامج التشغيل، والتي تقود المشروع، قائلا (انه بناء على البيانات، عملنا على تطوير إجراءات تركز على الكشف عن اسباب موت الاشجار).

تخفيف..
في مقال تم نشره في الرابع من نوفمبر 2023، قالت الأمم المتحدة، إن الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يساهم في الجهود الجماعية، للتخفيف من آثار تغير المناخ في كل العالم.
وكان أن جمع مؤتمر الاطراف في دبي (كوب 28) قادة الحكومات ورؤساء الدول، والأمم المتحدة، و وكالات التعاون الإنمائي ، لمناقشة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل المناخي التحويلي في الدول النامية ، إذ اطلقت اللجنة التنفيذية، لتكنولوجيا تغير المناخ التابعه للامم المتحدة ،بالتعاون مع انتربرايس نيوروسيستم، تحديا كبيرا لدعم تطوير حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في العمل المناخي في الدول النامية.

أول قمة مناخية..
ويمثل كوب 28 أول قمة مناخية للأمم المتحدة تنظم مناقشات رفيعة المستوى حول استخدام التكنولوجيا في العمل المناخي، إذ وعدت 118دولة مضاعفة الطاقة المتجددة ،ثلاث مرات بحلول عام 2030،وقد أمن الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش في دبي ،على أن الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون موثوق وأمن، ويعزز العمل المناخي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ثورة..
وفي معرض ردها على السؤال، كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مراكز الاستشعار عن بعد، أوضحت الدكتورة انوار سيدأحمد أستاذ مساعد قسم رصد تخريط الموارد الطبيعية، هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الزلازل، قائلة ( يُحدث الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد ثورة في التنبؤ بتغير المناخ، من خلال تعزيز تحليل البيانات، وتحسين دقة النماذج، وتوفير المراقبة في الوقت الفعلي. وتقوم خوارزميات التعلم الآلي بتحليل كميات هائلة من البيانات المناخية، وتحديد الأنماط والاتجاهات التي قد لا تكون واضحة على الفور للباحثين، من البشر.) مشيرة إلى أنه يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي، محاكاة سيناريوهات المناخ المستقبلية، وتوفير رؤى حول النتائج المحتملة، والمساعدة في صياغة استراتيجيات التخفيف. وابانت أنوار ، ان الذكاء الاصطناعي يساعد على تحسين النماذج المناخية من خلال تحسين الدقة، وتمكين معالجة البيانات في الوقت الفعلي، وتقييم التأثيرات المحتملة على قطاعات مثل الزراعة والموارد المائية والبنية التحتية الحضرية.

ونبهت انوار إلى أن الاستشعار عن بعد، يعمل على جمع البيانات حول المتغيرات المناخية المختلفة، ما يوفر صورة شاملة للنظام المناخي للأرض. واردفت ( يتيح تكامل الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد، دمج البيانات والتحليلات المتقدمة والمراقبة، في الوقت الفعلي والنمذجة الديناميكية، وتشمل التطبيقات التنبؤ بإنتاجية المحاصيل، ومراقبة الجفاف، وإدارة الكوارث، وتقييم مرونة المناخ، والحفاظ على البيئة، ومراقبة التنوع البيولوجي.) ووصفت سيداحمد التآزر بين الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد بالأمر( بالغ الاهميه)، لفهم آثار تغير المناخ والتخفيف من آثارها.

إنذار مبكر..

(يلعب الذكاء الاصطناعي دورا بارزا، في تحليل البيانات البيئية الخاصة، بفهم أنماط التغيرات المناخية المختلفه، والتنبؤ بالظواهرالجوية) جاء هذا في حديث الدكتورة رضوى التي أشارت إلى أن ماسبق يمثل انذارا مبكرا، يدفع الدول للاستعداد التام للكوارث، بجانب انه يدير استخدام الموارد بكفاءة، مثل محطات الطاقه النظيفة، و محطات الطاقة الشمسية والتوليد الكهربائي، وفي سؤال عن استخدامات الذكاء الاصطناعي الأخرى، قالت ( استخدم في مجالات الزراعه واعادة التشجير، باستخدام طائرات بدون طيار في المناطق الخطرة،كذلك معالجة البيانات الخاصة بالمحاصيل وزراعتها في التربة الملائمة لها، مايمكن صناع القرار، من التركيزعلى الزراعة ،في أماكن معينة دون غيرها). وعن بعض المشروعات التي تم فيها الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، ابانت رضوى ان مشروع قوقل (وايمو) لإنتاج السيارات ذاتية القيادة واحدا من المشروعات، التي ستعمل من أجل تقليل الانبعاثات الحرارية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بجانب مشروع على بابا سيتي برين، ومشروع امازون لشحن وتوريد البضائع، الأمر الذي يقلل من هدر الوقت.

هذا ومن المتوقع، أن تكون الزيادة في تركيز ثاني أكسيد الكربون، في الغلاف الجوي خلال عام 2024، أعلى من المستويات المتوافقة مع مسارات حصر الاحترار ب1.5درجة مئوية، وذلك وفق الدراسة التي أجرتها هيئة الارصاد الجوية البريطانيه هذا العام، والتي استندت على قراءات من محطة مرجعية في هاواي.

نقل المعرفة..
وتقول الباحثة هبة أحمد، من المركز القومي للبحوث، إن الذكاء الاصطناعي يعزز إمكانية الوصول للمعلومات، مايجعل طريق المعرفه سهلا وفعالا، كذلك نجده يساهم بطريقة جيدة في نقل المعارف والتعلم بفعالية أكبر،منبهة إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد الباحث كثيرا، وفي كل العلوم، ومن بينها علم البيئة والتغير المناخي، في استخراج كافة الملخصات من الأبحاث الاكاديميه، وبطون الكتب، منوهة إلى أن ذلك يمهد للباحثين الطريق للوصول إلى معلومات مهمة، دون قراءة النصوص بالكامل. وأشارت احمد قائلة (لايمكن ان نخفي دور الذكاء الاصطناعي في المساعدة بتقديم رؤى جديدة، تفيض بالتحليلات المتقدمة، لاستخدامها في تطوير الأفكار، وتعميق المفاهيم بالموضوعات الأكاديمية المختلفة).
الجدير بالذكر، أن الذكاء الاصطناعي الآن بات يشغل المراكز البحثية في الجامعات والمعاهد العليا، كما برزت بعض الجامعات في تدريس الطلاب الذكاء الاصطناعي، مثل جامعة ستانفورد، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة الينوي، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وغيرها. فالذكاء الاصطناعي، هو فرع من فروع علوم الكمبيوتر، الذي يركز على انشاء أجهزة وآلات تحاكي عقل الإنسان.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق