حوارات وتحقيقات

في الجزء الثالث والأخير من الحوار مع د.العمري: في عصر العلم عجزنا عن تدارك حل أزمتنا

ضرورة تعاطي وتوافق الانسان السوداني مع الطبيعه ومع تنوعه

نحتاج إلى الاداره النزيهه لإحداث التحول المنشود

تناول فيه مفردات من التاريخ القديم والرؤيه لحل الأزمة السودانية من خلال التوصيف المنهجي لها وافتقاد الحكومات المتعاقبة للإرادة الوطنية وسعيها على الدوام لحل الأزمة الداخلية خارجيا وعن العلاقات مع دول الجوار التي يراها جزءا أساسيا لحل الأزمة. 

حوار / الطاهر إسحق الدومة

aldooma2012@gmail.com

مدخل حوارنا معك الإنسان السوداني والتاريخ الثقافي والحضاري والطبيعي.

السودان بما يحتويه ويجسده من كبرياء وعطاء وشموخ ثقافي وحضاري ممتد زمانا لم يتم تحديد لانه كل فترة تظهر دراسات جديده تؤكد بزوغ شمس حضارته موغل في القدم اما الموقع ممتد من نهر النيل الرئيسي وفروعه شرقا وغربا متجاوزا حتي الاعراق ذات الاصل الكوشي كان الأب والام الذي انبثقت منه معاول الثقافه والحضارة تعاملا مع الانسان واخيه الانسان وترافقا مع الطبيعه التي كانت ممتده انهارا وغابات وحياة للمخلوقات بين ثناياها في الانهار الدائمه والموسميه التي كانت تنبع من الشرق والغرب لتصب في نهر النيل الرئيسي القلب النابض في صنعه للحضارة الكوشيه دون الاشاره لوجود صحراء حينها لتأكيد تعاون الانسان المثالي مع الطبيعه التي اندثرت مظاهرها وتحولت اليوم الي صحراء قاحله ممتده شرقا وغربا كانت تجسدها انموذج ،(انهار وادي الملك والمقدم النابعه من مرتفعات دارفور الحاليه)ومن ثم تجلت في الزراعه والصناعات المختلفه ونظام الحكم وادوات الحرب وكان الإعلان عن اول نشيد للعلم رمزا لشموخ وكرامة امة

وكانت الحضارة والريادة؟

وكنا الأب المشبع بالقيم والام الولود المدلله وكان الملك بعانخي وتهراقا والملكه اماني شيختو وريناس والخ….

ومع هذا التاريخ الباذخ ودار الزمان دورته في العصر الحديث عجزت قدراتنا في عصر العلم والمعرفه والدراسات الاستراتيجيه والتكنولوجيا علي ادارة هذا الموقع والمساحة والمياه والأراضي الزراعية والكنوز في باطن الأرض.

والي ماذا تعزي هذا الفشل المتراكم في مجاراة التاريخ الفاره؟

غياب العقل في التعامل مع معطيات الموارد بظاهر الارض وباطنها والتكيف مع استغلال الموقع الجيو استراتيجي والتنمر في استعمال القوة ضد بعضنا البعض دون الاعتبار للتاريخ المشترك وادارة التنوع الثقافي والاجتماعي الذي بدلا من ان يكون مصدر الهام وقوة ارتجع الي مخزون اختلاف في انتاج صراعات تجاوزتها الامم التي تقدمت بحنكة ادارة تنوعها البشري. العلاقات المتشابكة بيننا والمصالح الاقتصاديه المشتركة كانت مفترض ان تكون معولا لحلول الازمات التي تحدث بيننا.

وكأنك تبحث عن حلول برؤي سودانيه من خلال ماهو موجود بيننا؟

نعم يجب أن تكون الرؤية سودانية أولا لانتاج الحلول في افساح المجال لها لتأخذ موضعها، فالتاريخ القريب يحدثنا عن حل مشكلة الجنوب في أديس عام 1970وفشلها وتكرارها عام 2005 مع الحركة الشعبية وفشلها بل و أدت لانفصال الجنوب وفشل حوارات أزمة دارفور في ابوجا الأولى والثانية والدوحة واخيرا جوبا….ومع تفاقم الازمه الوطنية الحالية نمضي في ذات الطريق المفضي إلى إنتاج الفشل.

ياترى ماذا تعزي هذا الفشل المتكرر؟

عدم ثقة الحكومات المتعاقبة في إشراك علمائنا في مختلف التخصصات العلمية في حلول مشاكلنا المستعصية والمتوارثة  وعدم اخذنا العبر من تجارب اقليمية ودولية معاصرة ومشابهة لأزماتنا المتكررة في ايجاد الحلول بعد كل هذه التجارب الفاشلة نلجأ للمجتمع الاقليمي والدولي بحثا عن إيجاد حلول لمشاكلنا عندهم.

واصل؟

أيضا أضيف في عدم فهم انفسنا فيما نريد ونطمح في كيفية تنمية بلدنا ووضع نظام حكم دستوري نتوافق عليه جميعا لإدارة دولتنا ثانيا عدم توفر اي ارادة حقيقية لتجاوز صراعاتنا التي انتجت حروب متوالية فقدتنا التنميط الأخلاقي الخلاق الذي كان راسخا في الماضي واحد معاول بناء حضارتنا القديمة.

إذا ماذا نريد لوضع أسس الحلول لجذور أزماتنا المستفحله او المتشرنقة تباعا؟

لابد من التوصيف المنهجي العلمي لازمتنا في اطرها الثقافيه والسياسيه والاقتصاديه في اطار تنمية الموارد ووقف اهدار وتدمير الطبيعه او البحث في افضل السبل للتعايش معها.

ولكن الا توافقني في الاتفاق اولا في كيفية ادارة الدوله بين المجموعات السودانيه المختلفه وقود هذه الأزمات؟ 

فعلا نحتاج إلى الادارة القادرة والأمينة النزيهة والموثوق بها تماما في احداث التحول والتغيير المنشود في وضع القوانين الرادعة التي تحمي راس المال الحكومي من الفساد والقوانين الجاذبه لراس المال الداخلي والخارجي والعمل على إيقاف التجارب المريرة التي مرت بالبلاد واعطت صورة سيئة للغاية للمواطن والمستثمر الخارجي الذي يرغب فى الاستثمار.

أرى رؤيتك دائما تشير او تعول علي الترتيب الاقتصادي في حين الازمه السودانيه الحاليه سياسيه اجتماعيه أولا؟ 

صراحة رؤيتي متكاملة وتكاد تكون متساويه لاينفك جانب من اخر ترتيب البيت الداخلي لايتم الا بعد توافق العلاقات الخارجيه خاصة مع دول الجوار وهذا مقدور عليه من خلال توافق القوي السياسيه في الشأن الخارجي ويتبعها اتفاقيات لوقف التهريب او لتنظيم هذه العلاقات عبر اسس تفضي لتحقيق مصالح هذه الشعوب في العمل على زيادة المنافع المتبادلة وعلاقات السلام والصداقة المتوازنه مع هذه الدول وعلي من النديه والتكافؤ.

والآن الوضع الاقتصادي منهار مع هذه الحرب؟

يواجه السودان تدهورا اقتصاديا خطيرا جراء الحرب وحتي قبلها حيث انعدم إنتاجه الصناعي والمساحات المزروعه اقل من ثلاثين في المائه اذن ماذا تبقي حتي انتاج الذهب تأثيره محدود لمحدودية التوظيف اذن نزحف بسرعة لهاوية تدمير معظم القواعد الاقتصادية تماهيا مع الأزمة السياسية.

وأخيرا؟

التفكير خارج الأطر التقليدية المجربة ضروري للخروج من ازمتنا وهو يعني اهمية السودانييين في الانتقال الي عمق الازمه بعقل مفتوح مصحوب برفض سيطرة العواطف والمشاعر التي تفضي للاقصاء وتعمي ابصار الاطراف وصولا للحقيقه

وآخر رسالة؟

أكرر رسالتي للإنسان السوداني من خلال حكوماته وتنظيماته السياسيه والمدنيه وحتي العسكريه حاضره ومستقبله في التعاطي مع الطبيعه برفق والتوافق مع مكوناته الاجتماعيه المتنوعه تماما كتنوع الطبيعه وأخذ زمام المبادرة. بقوة وصدق وارادة تحدي لقهر الازمه التي تريد ان تقهر السودانيين وتمزقهم اجتماعيا وجغرافيا بل وتمهد سبل التدخل والصراع الاقليمي والدولي في أرض السودان.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق