مقالات

مؤتمر حمدوك.. المهمة المستحيلة

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

*لم يكن مفاجئآ ان المؤتمر مكرس لتحسين صورة مليشيا الدعم السريع ،*
*كان محزنآ مشاركة الشاعر ازهرى محمد على فى تحسين صورة مليشيا الدعم السريع*
*لا يمكن لرئيس الوزراء السابق و رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان يخطئ فى اسم الحزب الاتحادى الاصل و حركة تحرير السودان،*

خابت ظنون اكثر المتفاءلين والمتشائمين بمؤتمر تقدم ، كان المتوقع أن تكون ساعات العمل خلال المؤتمر حوالى (60) ساعة ، وبالاطلاع على جدول الاعمال اتضح أن ساعات العمل بلغت فقط ( 9) ساعات ، و(6) ساعات استراحات بين الجلسات ، (6) ساعات جلسات نوعية ، و ( 6) ساعات لاختيار الهيئة القيادية والجلسة الختامية.

واتضح من خلال جدول الأعمال دمج ورشة الإصلاح الأمني والعسكري – و العدالة الانتقالية، وتتم مناقشتها و اجازتها خلال ساعتين ، كما خصصت ساعتين لمناقشة وإجازة مخرجات ورشة (الحكم المحلى – الترتيبات الدستورية).

ويلاحظ زج عنوانين لورش لم تعقد ، او لم يعلن عن انعقادها هى ورش (الترتيبات الدستورية – الرؤية السياسية لإنهاء الحرب و تأسيس الدولة السودانية).
كما بلغت ساعات التداول و النقاش و إجازة الأوراق (9) ساعات فقط ، و بالنظر إلى أن ادارة الجلسات حددت ثلاث دقاق للمشارك ، يتعين أن يشارك بالحديث عدد ( 120) مشارك فقط من جملة (600) مشارك ، فما الفائدة من تكبدهم المشاق و الحضور من اقاصى الدنيا ، هذا فضلآ عن الوقت المستقطع للهتافات و مقاطعة المتحدثين ،
خطاب الافتتاح من رئيس اللجنة التحضيرية د. حمدوك جاء مخيبآ للآمال ، و حاول جاهدآ تحسين النص المكتوب بارتجال بعض الكلمات ، و لكنها جاءت كلمات منهكة و مثقلة بنص الخطاب ، و ربما كانت زلة لسان فى تسمية الحزب الاتحادى الاصل ب( الديمقراطى الاصل ) ، و لم يكن متوقعا لحمدوك ان ( يزعم ) ان مشاركة الاستاذ ابراهيم المرغنى هى مشاركة للحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل ، كما كان لازمآ توضيح ان مشاركة ( الحلو ) بصفة مراقب ، فضلآ عن ان حضور شخصيات ابعدها مجلس الشورى لا يمكن اعتبارها تمثيلأ للشعبى ، و عليه فلا يمكن ادراج هذه المشاركات فى اطار توسعة ( تقدم ) ، هكذا بدأ المؤتمر بانتهاج التضليل و تزييف ارادة القوى السياسية ، وهذا امر ما كان لحمدوك ان يتورط فيه ، لا يمكن لرئيس الوزراء السابق و رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ان يخطئ فى اسم الحزب الاتحادى الاصل و حركة جيش تحرير السودان ،
ممثل المزارعين ( الافتراضى ) ، السيد إبراهيم درافى ، ظن و بعض الظن اثم ، انه يتحدث فى مؤتمر حقيقى ، ووسط حضور من القوى المدنية و الديمقراطية ، و بدا الرجل فخورآ بمشاركته ، و ما ان تحدث بعبارات واضحة معبرا غن إدانته لانتهاكات و جرائم مليشيا الدعم السريع ، الا وتمت مقاطعته و منعه من الحديث ، و لم يشفع له الاستدراك بزج اسم القوات المسلحة ، ولم تسعفه رجاءات ادارة المنصة للحضور بالسماح له بإكمال حديثه ، من سوء حظ حمدوك ان هذا المشهد الذى امتد لدقيقتين غير تماما الصورة التي حاولت شركات المقاولة اسباغها على المؤتمر ، تقدم لا تستطيع تحمل أي تجريم لانتهاكات مليشيا الدعم السريع ، مشروع تقدم و مستقبلها مرهون بوجود مليشيا الدعم السريع فى المشهد.
لم يكن مفاجئا أن المؤتمر بكامله مكرس لتحسين صورة الدعم السريع ( هتافات لام قرون ) ، و ضغوط مارسها ممثلى مليشيا الدعم السريع ، داخل القاعة و خلف الكواليس ، كان محبطآ و محزنآ لأصدقاء ومحبي الاستاذ الشاعر  أزهري محمد علي،  أن يشارك فى مهمة مستحيلة لتبرئة ساحة مليشيا الدعم السريع من جرائم القتل والنهب والسرقة والاغتصاب ، متى يكون الشاعر ، شاعرآ بآلام شعبه ؟ ما كان لأزهرى أن يلطخ سمعته ويشوه صورته بهذا الشكل المريع، هذا ليس أزهري الذي أعرف.
28 مايو 2024م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق