مقالات
“الحارث” مالنا ودَمَّنَا ..!!
لواء شرطة (م) د.إدريس عبدالله ليمان:
مِنْ عبقرية المِهَنْ الحِرَفيَّة تلك العبارات المستوحاة من مكتبة الغِنَاء السودانى التى يكتبونها على مركباتهم وأدواتهم الحِرَفِيَّة كيفما أُتفق والتى تنتزع منك الإبتسامة قسراً ، *فعبر الأثير* تُصبِح *عبر الأسير* رغم أنف طبقات الأيونسفير وهكذا .. !! ولاشَكَّ عندى أنَّ أحدهم وبعد الكلمة القوية التى ألقاها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة سيكتب على مركبته *الحارث* مالنا ودَمَّنَا ..!! حُبَّاً وكرامة .
نعم إننا نطمع بأنْ نعيش فى عالم تسوده المروءة بلا أقطاب متصارعة ، وبلا حروب حروبٌ بالوكالة ..!! فأفضل ما يمكن أن يصنعه القادة العِظام والساسة فى بلادنا سواءًا كانوا مُحترفين أو ناشطين أن يُسَدِّدوا ويُقاربوا وينأوا بمواطنيهم عن الحروب التدميرية الشاملة .
ونعم أنَّ بلادنا فى هذه المرحلة المصيرية والحرب الوجودية بحاجة لزعماء وقادة وساسة ودبلوماسيين يُدركون أنَّ سياسة الودُّ ومَدَّ أواصر القُربى والجِوار ( دون إنكسار أو دونيَّة ) هى الغاية والهدف من أجل عالمٍ جميل ( ليس عالم زين الشَّين بالطبع ..!! ) .. فهذا الفهم والتعاطي الأفضل مع الإخوة والجيران على أساس الإحترام المتبادل والنِدِيَّة يَدُّلُ على أنَّ السياسة الخارجية لبلادنا تسير فى الإتجاه الصحيح .
ولا يَشُكُّ أحدٌ فى أنَّ الدبلوماسية الراشدة الواعية تلعب دوراً بارزاً فى بناء الثقة بين الدول كأساس لتدعيم العلاقات الدولية فى ظِلّ سياق دولى يَتَسِمْ بتداخل المصالح ومدى تأثير ذلك على حقوق الشعوب بإعتبارها هدفاً وغاية للقانون الدولى المعاصر .
وليس بعاقل من يقول أنَّ الممارسة الدبلوماسية الفاعلة لبعثتنا فى الأمم المتحدة رجسٌ من عمل الشعوب المستضعفة ..!! بل هو إستخدامٌ للدولة السودانية لحقِّها الدبلوماسى بِحَقٍّ وقوَّة حمايةً لمصالحها ومصالح حُلفائها رغم مواقف المجتمع الدولى المنافق التى تغيب عندما يتعلق الأمر بإرغام الطرف المعتدى للإذعان لقواعد القانون الدولى إن كان من حُلفائها أو له ظهرٌ يُركب وضرعٌ يُحلبْ ولو كان جبلاً من ذهب ..!! فما يُسمى بالمجتمع الدولى نجِدُه إذا إكتَالَ على الشعوب يستوفى حقه منها كاملاً وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون فأضحى مِعولاً هَدَّامَاً لمجهودات منظمة الأمم المتحدة .
فهذا العالم الذى يَجلِسُ مُتفَرِّجَاً على المآسى والآلام التى يعانيها الإنسان السودانى واضِعاً رِجلاً على أخرى بدعوى القضاء على دولة ٥٦ المزعومة ، وتارةً بإسم الحُريَّات والقضاء على عدوٍّ مُتَوَهم ، وتارةً أخرى بحثاً عن المُلك والصولجان ومفاهيم أخرى كثيرة للمليشيا المُجرِمة إندلعت بسببها هذه الحرب وما تبعها من كوارث لا حصر لها كان لابد أن يواجه ذلك إضافةً للعمل العسكرى بخطاب دبلوماسى قوى فى كل المنابر الدولية والإقليمية كالخطاب الذى قدمه مندوب بلادنا بالأمم المتحدة الذى وجد تأييداً كبيراً رغم الإنتقادات من بعض شانئيه الذين نقول لهم تَمَثَلَّوا ببيت الحُطَيئة الشهير فى منافحته لخصوم بنى أُمَيَّة الذى يقول فيه : *أقِلُّوا عَلَيهم لا أبَاً لأبيكُمُ مِنْ اللَّوم أو سُدُّوا المكَانْ الذِّى سَدَّوا .. !!* ..
حفظ الله بلادنا وأهلها مِنْ كُلّ سوء .. ودام عطاءُ بنيها يُدَوِّى حماسَةً وتَمَيُّزاً وتألقاً ويتدفق رِقَّةً وعُذوبةً وبهاء وهى تَمضى نحو غدٍ نثق بأنه سيكون فيه خيراً كثيراً مع كُلِّ ما يجرى حولنا .. وكُلّ الأمانى الطَيِّبات وكُلّ الخير والعِزَّة لهذا الوطن العزيز .