الطريفي أبونبأ:
بينما يتحمل الإعلام الفلسطيني نيران العدو الإسرائيلي والقصف العشوائي التي عرض الكثر من الزملاء في الإعلام الفلسطيني للموت والاعتقالات والعمل في ظروف قاسيه كان الاعلام السوداني يدير الحرب من المكاتب الفارهة وداخل القصور في دول الجوار… ورغم اختلاف الوضع لا تقارب بين إعلام يكشف ويوثق لمآساة المدن الفلسطينية وينشر على مدار الساعة أحداث الدمار وأسماء الشهداء وتقدم الكتائب الجهادية وأوضاع المشردين والنازحين لم يكن للإعلام السوداني اي فرصة لعكس الحقائق وكتابة المدونات التي توثق لأحداث الحرب في السودان…. ومابين غزة والخرطوم إمكانيات مهدرة وكوادر إعلامية تقف بلا نشاط غير أخبار مبتذلة ترشح لأغراض وأهداف دول سخرت إمكانياتها لتمرير اجندتها وتكبيل الإعلام السوداني.
عندما قررت حكومة الإنقاذ وقف الحرب في الجنوب وإجبار قرنق وحركته على التفاوض أنتجت برنامج تلفزيوني ( في ساحات الفداء) حملت الكاميرات وتجولت في ميادين المعارك صورت الأحداث وسجلت قصص ربما تكون أقرب للخيال ولكن كان لها الأثر في تجييش الشباب ودعم القوات المسلحة بالمجاهدين.
ارغمت من خلال برنامج دول الجوار على تحريك ملفات التفاوض فكانت نيفاشا ومشاكوس وغيرها من المفاوضات حتى حققت أهدافها وأجبرت الفرقاء على الجلوس للتفاوض عبر أجندة صنعتها الإنقاذ نفسها… ورغم أن التجربة ليست بعيدة عن أذهاننا ولكن عجزنا في الإعلام على الاستفادة منها لخط الأوراق والاعلاء من قيمة جيشنا ومكافحة الأخبار المضللة للإعلام المعادي.
نمني أنفسنا بنهج شبية للجيش و ( فك اللجام) من أجل إدارة المعركة الإعلامية وحتما سنجد مئات المراسلين الحربين والعشرات من القنوات العاطلة لانتهاز الفرصة لصناعة حدث ينهي الحرب بانتصار الجيش.