مقالات

جمال محمد صالح يكتب: حرب العبث والنَتِنياهُوِيٌة

 

نتِنياهُو ظاهرة نادرة في التاريخ. إنه من الحالات القلائل التي تظهر عند المنعطفات الحادة في مجري التاريخ. تلك المنعطفات التي غالباً ما يترتب عليها تحوُلات كُبري في مسارات التاريخ وتشكُلاته. إن ظهور مثل هذة الحالة يعني أن التاريخ يمر بمرحلة تشكُل. وهى المرحلة التي تبلغ فيها مسيرة الإنسان حالة ( الإفلاس). حيث يختلط الحق والباطل. عندها يتم إستدعاء الاَباء المؤسسين للتاريخ ليعيدوا للانسانية رُشدها ويضعوها في المسار الصحيح. إنهم أولئك الاَباء المصلحون الذين يعلمون من أين يصيب الإنسانية العطب وكيف يتم الإصلاح. لذلك يتم إستدعاء إبراهيم الخليل، وموسي الكليم، وعيسي المسيح، ومحمد العظيم عليه وعليهم جميعاً الصلاة والتسليم. يتم استدعاؤهم في صورهم الأُنموذجية المصغرة التي هي في الأساس انعكاس لبعض خصائص الأصل القديم. إن نتنياهُو هو تجسيد حي لتلك الحالة من الإفلاس التي يمر بها الجنس البشري. وبُشريات الانطلاق بعد السقوط، والخروج من دوامة التيه إلي رحاب البر والسلام.
سوف نتابع جانباََ من مسيرة نتنياهُو، ونتوقف عند عددِِ من المحطات الرئيسة في تلك المسيرة. ثم نري كيف الهمت تلك المسيرة حرب العبث في تجلياتها.
أُولي تلك المحطات هي شخصية نتنياهو وبناؤه النفسي.ان شخصية نتنياهو هي نموذج مصغٌر ( للفرعونية). فقد بُنيت تلك الشخصية من تراكم الاوهام وهواجس الأحلام. لقد أشاد نتنياهُو حول نفسه هالة فُقاعية من الامجاد صوٌرت له أنه ( مُخلٌص) بني اسرائيل، وأنه من يعبٌد طريق،اليهود. من تلك الاوهام المؤسسة لشخصية نتنياهو ايمانه العميق بأنه خليفة نبي الله موسي وأنه ثاني إثنين في قائمة عظماء اليهود.من بعده. ليكون هو حامل لواء اليهودية من موسي قافزاََ فوق التاريخ.
لذلك يحلو له أن يُلغٌب،، ب ( ملك) إسرائيل. تلك الاوهام والاحلام زادت من طموحات نتنياهو ووسٌعت من تطلُعاته. ولما كانت تلك الطموحات هي أحلام لا يسندها واقع موضوعي، فقد أخذ نتنياهو يتوسل لتحقيقها بكل ما هو ممكن ومتاح حتي صار سلوكه تجسيد حي ( للميكافلية) في أبشع صورها. فكان الكذب والنفاق والخُبث والمُراوغة هي آليات ووسائل عمله حتي لغبه بعض بني قومه ب ( ملك) الكذب.. وكما اعمت الاوهام بصيرة (فرعون) فكان يري نفسه أنه ملك الكون وسيٌد الأرض، كذلك فعلت الاوهام بنتنياهو، فلم يعُد يري ما تحت قدميه، ولم يكن في مقدوره تصور قوة في الأرض تستطيع منازلته، وأن الهزيمة ليست واردة في حقه. هذا الانتفاخ في الشخصية جعل من نتنياهو فرعون صغير. ولكن، وكما خرج ( موسي) من تحت أقدام فرعون، ومن داخل منزله، خرج ( السنوار) من تحت أقدام نتنياهو ومن داخل سُجونه بعد أن تربي عندهم وليداََ، ثم مكث في سجونهم سنيناََ. كان يحي السنوار محكوماََ عليه بالسجن (400)عام في سجون نتنياهو. ومع ذلك كان يحلم داخل السجن بالخروج إلي رحاب الحرية لمواصلة مسبرة الجهاد. كان الجلٌادون بسخرون من احلامه بالخروج، مذكرين اياه بان وراءه 400 عام. فكان يقول لهم في ثقة وايمان : هناك يوم مكتوب في السماء يعلمه الله وانتم لا تعلمونه. وبالفعل جاء يوم السماء، فخرج السنوار من تحت أقدام نتنياهو، ليكون لهم حسرة وحزنا.
هُنا ناتي إلي المحطة الثانية من مسيرة نتنياهو وهي: نتنياهُو والطوفان وردود الأفعال. كان السابع من أكتوبر بالقعل (طوفان) مُدمٌر ابتلع في احشاءه في لحظات قلائل كل أحلام نتنياهُو، وقضي علي كل طموحاته،، فإنهدٌ بُنيانه الذي عكف عليه عقوداََ من الزمان. وجد نتنياهُو نفسه في صباح السايع من أكتوبر يقف عارياََ من ثياب المجد الزاائف، لا يدري كيف يُواري سوءته، بل لا يعلم ماذا حلٌ به بعد أن تساقطت منه كل دثار الوهم. لم يكن السابع من أكتوبر مجرٌد هزيمة عسكرية. ولو كان الحال كذلك لهان الأمر. فكم من مهزوم نهض وانتصر، وكم من منتصرِِ عاد وانهزم والأيام دُول. لقد مثٌل السابع من أكتوبر لحظة فارقة في التاريخ تؤرخ لما قبل الطوفان وما بعده. وما بعد الطوفان هي مرحلة سوف تتداعي فيها عروش الظلمة، ويتساقط فيها الطُغاة. سوف يظل السابع من أكتوبر (دبرة) قلب قلٌ أن يتعافي منها المريض، وبُشري للمستضعفين أن من توكل علي الله فهو حسبه. لم يكن بمقدور نتنياهُو وهو علي حالِِ من الذهول تصور ما جري بعد أن أمن مكر الله، وأخذ يتهيأ للتتويج وريثاََ لموسي. وما كان يري في حماس إلا ذبابة تطن وما هو بمن يخشي الذباب. وما علم أن االه يضع سره في اضعف خلقه، وان جنده هم الغالبون. ظل نتنياهُو مشلول الفكر بُرهةٓٓ من الزمان مما هو عليه من تيه جرٌاء ذلك الزلزال. وبعد أن أفاق، اندفع كالثور الهائج. يقتٌل، ويدمٌر عله بضمٌد كبرياءه الجريح.
ثم ناتي إلي المحطة الثالثة من مسيرة نتنياهو وهي: كيف تعاطي مع الحدث الاليم. لم يكتفي نتنياهو بجمع ( شياطينه)، أولئك الذين هبوا لنجدته من كل حدب وصوب، ماَزرين ومناصرين بل استدعي كذلك مخزونه الداخلي من وحشية وكذب ومراوغة. لقد عجز نتنياهو أن يبلغ قامة السنوار في المنازلة، فذهب يقتٌل الأطفال، ويستحي النساء، وينشر الرُعب، ويفسد في الأرض، تماماً كما فعل من قبله فرعون. لقد اطلق العنان لجيشه لفعل ما تقشعرٌ منه الأبدان، ويشيب من هوله الولدان. وهو يزعم أن جيشه هو أكبر جيش اخلاقي وُجد علي الأرض. لقد تعقٌب الأبرياء والضعفاء في الملاجيء والمدارس والمستشفيات وهو يعلم أين يوجد السنوار الذي كان له بالمرصاد. لقد القي السنوار ( عصاه) في وجه (شياطين) نتنياهو فابتلعت ما كانوا يأفكون. لم يكن السنوار يقاتل وحده في الميدان. فكما قيٌض الله لموسي أخاه (هرون)، كذلك قيٌض الله للسنوار إخوة مؤمنين، هم حزب الله، وانصار الله، واولياء الله، وعباده الصالحين واحرار العالم، الذين ظلوا بصلون الليل بالنهار، يدفعون النفس والنفيس فداءََ للاقصي الجريح. فانهلوا عليهم ب ( الياسين)، فكانت (رُجوماََ) علي الشياطين. لقد سطٌر جنود السنوار وصحبه الكرام أعظم الملاحم التي عرفها التاريخ الحديث، وهم يقاتلون صفاََ كأنهم بُنيانُُ مرصوص في (جهادِِ) و (حماس)، بينما ظل نتنياهو يتخبط في اوحال الذُل والهوان وهو يُمنٌي نفسه بالنصر المطلق المزعوم. وبينما يتدافع الاَلاف من الشباب نحو السنوار مدافعين، يتساقط المناصرون من حول نتنياهو مزعورين من لظي ( التاندوم) و ( الياسين). هكذا يبدأ التاريخ في إعادة تشكيل نفسه. فكما استدعي السنوار ( موسي الصغير) من غياهب السجون ليحطم الطاغوت، هاهو يستدعي هنية ( الذبيح الصغير)
حفيد (إبراهيم الكبير) الذي ضحي _ كما ضحي من قبله الخليل-بسبعة من ابنائه واحفاده في لحظة أجمعين وهو صابرُُ محتسب. كم كان سهلاً عليه اصطحابهم للاقامة في فنادق خمسه نجوم وليس ذلك عليه بعسير. وهو يعلم علم اليغين أنهم مستهدفون، وأنهم لا محالة مقتولون. ولكنه لم يفعلها. لماذا؟، لأن من يقول: أبناؤُنا واحفادنا هم كسائر الشعب لن يفعلها!!!. هكذا يبدأ التاريخ في إستدعاء نماذج قافلة الاَباء المؤسسين.
المحطة الاخيره، هي الماَل والمُنتهي . لقد أخذ نتنياهو علي نفسه أنه اَتِِ برأس السنوار، ومطهر أرض غزة من (رجس) المخربين. قاطعاََ العهد لبني قومه أن لا تراجع إلا بعد تحقيق الأهداف الكُبري وحُلم بني إسرائيل بالعبش في أرض لا اثر فبها ل ( حماسستان). لذلك ظل نتنياهو وجيشه يتعقٌب السنوار عدواََ وظلما. وسوف يجتاحه الموج ويدركه الغرق كما ادرك قرعون، وذلك جزاء الظالمين.
تلك هي مسيرة نتنياهو. فكيف ألهمت تلك المسيرة حرب العبث؟.
قُلنا أن نتنياهو هو ظاهرة نادرة، تحدث في المنعطفات الحرجة من التاريخ. ولكنه ليس حدث فريد. بل يتكرر متي ما توافرت الظروف الموضوعيىة لحدوثة. وهو تعبير صارخ عن استبداد الطغيان وسيطرة الشر. لذلك كان ( طوفان الاقصي) تعبير عن صوت الحق حينما سيطر ذلك الشر، وظنٌ أنه قد تسلم (العهد) من موسي. كذلك كانت (ثورة ديسمبر) تعبير عن صوت الحق المقموع حينما سيطر الشر وزعم انه سيسلم ( العهد) إلي عيسي!. فذاك هو شأن الطُغاة عبر التاريخ. فهم مولعون دوماً بالكمال. فمنهم المبتدأ واليهم المنتهي. لقد كان عفص ( البوت)، و( لحس) الكوع ماهي إلا تعبيرات مبتذلة عن حالة الطغيان المستبد. كانت ثورة ديسمبر ( طوفان) سابق قضي علي أحلام الطُفاة، وقطع الطريق علي المستكبرين.كم هال الطُغاة في ذلك الزمان، الذين امنوا مكر الله- كما أمن اسلافهم الطُغاة- وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم، أن يروا عروشهم تتهاوي كالجزوع الخاوية،، فاخذوا يتخبطون كمن مسه الجن، وما علموا أنها سُنِة الله في خلقه.. وحينما افاقوا كبر علبهم ما كانوا ينظرون. فراحوا يخربون ويدمرون وينشرون الفساد في الأرض-تماماً كما فعل نتنياهو- من هنا اخذت الظاهرة ( النَتِنياهُوِيٌة) في التجلي والظهور.. فقد سبق القول أن نتنياهو هو حالة (موضوعية) وليست (ذاتية). لقد اخذت روح الانتقام والتخريب والتدمير تتفجٌر من النفوس كما تتفجر الحمم من باطن الأرض لتحيل الحياة إلي جحيم. هُنا تتملكنا الدهشة إلي حد الذهول من التشابه المُريب بين ( نَتِنياهُوِيَتُنا) و(النَتِنياهُوِيٌة) الأصل. يتجلي التشابه بين الأصل والصورة في الأهداف الموضوعة للحرب،والاساليب المُتبعة، والروح الدافعة لذلك.. لقد انخرطت (نَتِنياهُوِيَتُنا) في تخريب كل ماهو نافع ، وتدمير كل ماهو مفيد ، وتوطين كل ماهو مُفسد، وإفساد كل ما هو جميل.. مع التمسك الشديد بكل ما من شأنه إطالة أمد الحرب لإحالة الوطن إلي خراب غير قابل للعيش فيه.، وذاك ما يسعي إليه نتنياهو. أما الاساليب المتبعة لتحقيق ذلك فكانت قتل الأبرياء، وهدم المنازل علي رؤوس ساكنيها، قصف المستشفيات والمدارس ودور العبادة والمُنشاَت الحيوية، فضلاً عن سلاح التجويع ونشر الرُعب وزعزعة الثقة بالنفس. أما الروح الدافعة لكل ذلك فهي روح الشر والانتقام من كل شيء. إنه تشابه يقترب كثيراً مما فعله نتنياهو في كل شيء!!!. إنه تشابه يدفعنا دفعاََ للتساؤل:
_ هل ثمة رابط بين ما يجري في فلسطين المحتلة والسودان المحتل؟
_هل من صلة بين حرب غزة وحرب السودان؟
_هل من علاقة بين مُنتهي الحال في فلسطين، وما سينتهي إليه الحال في السودان؟
فنحن علي يغين راسخ أن ما يجري في غزة هو ارهاصات الفتح والهلاك الموعود للظالمين. فهل سوف يتداعي لمهلكهم سائر الطُغاة والظلمة والمفسدون في الأرض؟.
هكذا كان التشابه بين الأصل والصورة في الكسب الرديء. إلا أن ما يُذهل حقاً أن
( نَتِنياهُوِيتُنا) قد تعدت في بعض فصولها حدود التشابه إلي التطابق مع النسخه الأصل. يتجلي التطابق بين الأصل والصورة في تلك الشروط التي وضعها نتنياهو وهي ارتهان وقف الحرب بتدمير حماس وإعادة المخطوفين والسيطرة التامة علي القطاع. كانت تلك الشروط تبدو صعبة المنال وإن لم تكن مستحيلة في باديء الأمر. وكان الغرض منها التعقيد لاطالة أمد الحرب. ومن واقع التحربة علي الأرض غدت تلك الشروط مستحيلة التحقق وهو ما اكٌد عليه كل ذو بصر وبصيرة. وقد تبين ل(نتنياهو) تلك الاستحالة وهو بصر عليها في عناد رغبةََ منه في قطع الطريق أمام أي محاولة لوقف الحرب بالتمسك بالمستحيلات. هُنا يتجلي التطابق المُذهل مع شروط ( نتِنياهُونا). فقد بدأ المطلب منه بارتهان وقف الحرب باخلاء منازل المواطنبن. وهو يعلم صعوبة تحقيق ذلك المطلب _كما كان يعلم نتنياهو صعوبة تحقيق مطلبه_الآن تطور المطلب إلي ارتهان وقف الحرب بخروج الطرف الآخر من كل مدن السودان وليس مجرٌد إخلاء المنازل..هنا دعونا نناقش هذا المطلب علي ضؤ العقل لنري وجاهة المنطق فيه.
اولاََ: إذا كان الطرف المعتدي يمكنه الانسحاب من كل مدن السودان واخلاء كل المواقع التي قام باحتلالها واعلان استسلامه، فلماذا يعود بعدها للتفاوض،وعلي ماذا يتم التفاوض اذاََ؟!!.
ثانياً: هل يوجد أي قدر من الجدية في هذا المطلب يوحي بوجود رغبة حقيقية في الاتفاق ووقف الحرب؟!.
إنٌ ما نراه أن هناك ” إتفاق “علي” عدم الاتفاق ” بنية مبيتة لاستمرار الحرب ليكون الهدف هو استمرار مشروع تدمير الوطن وتشريد المواطن إن هذا المطلب هو امعان في التعجيز يصل حد الاستحالة.. وهكذا، كما تطور مطلب نتنياهو لوقف الحرب من صعب إلي مستحيل، تطور مطلب ( نَتِنياهُونا ) من صعب المنال، إلي مطلب مستحيل التحقق.، سيراََ علي نهج التمسك بالمستحيلات.
بعني ذلك المطلب تحفيز صريح للطرف الآخر علي مزبد من التعنت يدفعه لاحتلال ما تبقي من مدن السودان. وفي نسخة ( مُحدٌثة) من المطالب الدافعة لإطالة أمد الحرب ما جاء في تصريحات ( نتِنياهُوِي) صغير بانه: ( لا هدنة، ولا تفاوض حتي ان استمرت الحرب مئة عام من أجل السودان)!!!
حقيقة نحن لا ندري علي وجه الدقة: هل المقصود في التصريح ( من ” أجل ” السودان)، أم (من أجل ” القضاء ” علي السودان)، ونحن نقول في هذا الخصوص أن “القضاء” علي ما ” تبقي ” من السودان لا بحتاج إلي “مئة” عام، بل إلي “بضع” سنين وسيصبح السودان بعدها مجرد ذكري حزينة في التاريخ..
هكذا تطابقت الصورة مع الأصل. في الرغبة في إطالة أمد الحرب ل”انجاز ” مخطط تدمير الوطن، وهو ماتسعي إليه (النَتِنياهُوِيتان) كل في مجاله الحيوي. إلا أن ( نَتِنياهُوِيتُنا) ” الفتية” قد قفزت إلي أبعد من حدود التطابق حيث تجاوزت بعُنفُوانها الأصل. فبينما لم يُفلح نتِنياهو في تحقيق هدف تهجير سكان غزة إلي خارج الحدود ، وهو أحد أهم أهداف الحرب، لتوافر ظروف غير مواتية حالت دون تحقيق ذلك الهدف، فقد افلحت (نتِنياهُوِيتُنا) لا أقول في التهجير، بل في (إفراغ) البلاد والدفع بمواطنيها خارج الحدود في سابقة غير مسبوقة في التاريخ. وهكذا تتخطى الصورة الاصل.. وهكذا تمددت (نتِنياهُوِيتُنا) من تشابه للاصل،، إلي تطابق معه، ثم إلي تجاوزِِ له.!!!!. وهكذا كان نتنياهو ( مُلهماََ) ل ( نتِنياهُونا) بتجربته.
إلا أننا نلتمس له ألف عُزرِِ فيما فعل، فهو يخرٌب أرضاً غير أرضه، ويقتٌل شعباََ غير شعبه، ويدمٌر وطناََ غير وطنه، فما بال (نتِنياهُونا)؟!!. كما أن نتنياهو منظوراََ إليه بهذا المنظور فهو عند قومه بطل. فكيف يبدو ( نتنياهونا) عند قومه؟؟؟
أيها السادة: علي ضوء تلك المشاهد ، وبعد كل ذلك الطواف، والتنغيب في الاضابير، دعونا نسأل في هدؤ:
_ هل نحن نقف الآن في محطة من محطات التاريخ الرئيسة،واحد منعطفاته الحرجة؟
_هل سيقوم التاريخ باستدعاءنماذج بقية الآباءالمؤسسين لتصويب المسيرة؟
_ ونحن تتقازفنا الأمواج المتلاطمة،هل من (نوح) يعدالسفينة وينادي: هيااركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها؟.
_ هل من ( محمديِِ)صغير يقوم بتبديد ظلام الجاهليىة ( الثانية) كما فعلها من قبل( محمدالكبير). تلك الجاهليةالتي يتربص فبها(المقتول) بالقاتل، و( المسروق) بالسارق، و( المظلوم) بالظالم، و( النافر) بالمستنفر، و ( العبد) بالحر، و( الحر) بالعبد.؟!.
_ هل من ( عيسوي) صغير، يقف فوق الرُكام وينادي: هلموا إلي ملكوت الله، ويامرنا بالصفح الجميل،كمافعلها من قبل (عيسي الكبير)، عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم.

تلك أسئلة حائرة نطرحها لقومِِ يتفكرون

(الاهل بلغت؟، اللهم فاشهد)

جمال الدين محمد صالح
الخرطوم /23/7/2024

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق