مقالات

لواء شرطة (م) د.إدريس عبدالله ليمان يكتب: كعب أخيل

تقول الميثولوجيا الإغريقية أنَّ الطفل (أخيَلْ) سيصيرُ فارساً لا يُشَقُّ له غُبار ولكنه سيموت فى إحدى المعارك الفاصلة فأدخلته أُمه فى النهر المقدس وهى ممسكة بأرجله فعمم ماء الخلود جميع جسده إلاَّ كعبه حيث كانت تمسك به .. فأصيب بسهم مسموم فى كعبه الذى لم يمسه الماء المقدس فى معركة طروادة فمات مسموماً .. !!
والناظر لحال بلادنا يجد أنّ المُخطط الدولى والإقليمي لإضعاف الدولة السودانية وإضعاف قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية وتفكيكهما بأدوات محلية وخارجية معاً ليكون ذلك الضعف هو ( كعب أخيل السودان ) ..قد بدأ بعد أن أدركت تلك القوى أن السودان قوىٌ بموارده البشرية وغنيٌ بثرواته المتعددة ولن تستطيع النيل منه إلاَّبالسهم المسموم ( المليشيا ) وتضربه فى كعب أخيله ( القوات المسلحة ) .. !! وأتت محاولات إضعافها فى حلقات متسلسلة أهمها تلك الأفعى التى تسللت بملمسها الناعم إلى مخادع الدولة وحياض القوات المسلحة بإرادة قادتها السابقين واللاحقين فَمَجَّت السُّمَ فى وجهها وكادت أن تُضعِفها ..!! فإعتراف الإنقاذ الجهير بها والشرعية القانونية التى أضفتها عليها ، ومن ثَمَّ حضورها اللافت والقوى فى المشهد السياسى والأمني المختل بعد التغيير الذى تم فى أبريل ٢٠١٩م منحها الجُرأة وأطمعها على إبتلاع الدولة السودانية وإقامة المملكة الجنيدية العطوية على أنقاضها ، فأضحت تتصرف وكأنها الدولة فإستولت على مقار هيئة العمليات بكامل آلياتها وسلاحها ، وإزدادت قوتها تسليحاً وتأهيلاً دون أن يسألها أحد عن مصادر تسليحها وتمويلها التى يلفها الغموض ، وقامت بإغواء وإغراء العديد من منظمات المجتمع المدنى لتعمل إلى جانبها ، وإشترت عدداً من الأقلام المقروءة لتجميل وتحسين صورتها الذهنية لدى الرأى العام .. بل تمددت لتضع يدها على المؤسسات السيادية بدعوى تأمينها ونشرت سراويل أفرادها وملابسهم الداخلية على أسوار القصر الجمهورى لتحركها الرياح وكأنها علم السودان فى سارية القصر ليشاهدها المارة وعابرى الطريق من المواطنين وممثلى البعثات الدبلوماسية فى غدوهم ورواحهم فى أقبح منظر تشاهده العين فى مسرح العبث واللامعقول ..!! ليس هذا فحسب بل أصبحت لاتلتزم بالضوابط العسكرية التى تنظم عمل الجيش وبدأت فى التحرك والمناورة دون إخطار القيادة العامة فتحركت إلى مروى وإحتلت مطارها ، وحكامنا يدافعون عنها ويدرأون عنها الأخطاء والخطايا ..!! ولستُ أدرى إن كان ذلك رَغَبَاً أم رَهَبَاً ..
ومِنْ ثَمَّ أطلقتْ القوى الدولية وحلفائها وتوابعها الإقليميين الرصاصة الأولى بل السهم المسموم على قواتنا المسلحة بعد أن ظنوها صارت ككعب أخيل للسيطرة على بلادنا وعلى مواردها ولكن خاب فألهم ومسعاهم .
فيا سيادة الرئيس حينما تَسيلُ دماء الأبرياء وتُنتَهك أعراض الحرائر ، ويُضرب كبار السن وأئمة المساجد والنساء الأمهات بالسياط فى منتهى الإذلال ، وحينما يكون الطرد من المنازل بعد النهب والسلب وإقامة الأفراح والزيجات والليالي الحمراء فى أرجائها تتعذر المصالحة ..!!
فما قامت به المليشيا المجرمة وأعوانها وتسببت فيه من أحزانٍ وآلام وجراحٍ نازفة لهذا الشعب الكريم .. جعل بينها وبينهم سَدَّاً وحاجزاً نفسياً يصعب تجاوزه ، وسيظل فى الذاكرة الجمعية لعقود طويلة .. فهذا الإنسان السودانى المُتعَبْ سَئِم هذه الحرب وهذا الواقع البائس الذى يعيشه ، ويتوق للرجوع إلى بيته .. ففاوض يا سيِّدى لإيجاد حل نهائى لهذه المِحنة ووضع حَدٍّ لها ..!! وفاوض يا سيِّدى لإطفاء نار الحريق الذى أشعله الهالك حتى لا يتمدد ليقضى على جغرافية السودان والمنطقة العربية كلها .. لكن حذارى أن تُفاوِض فى كرامتنا المُهدرة ..!! وحذارى أن تُساوم بُعزَّتنا ..!! وأصنع لنفسك تأريخاً ولشعبك عِزَّاً ومجداً تتحدث عنه الأمم وصفحات التأريخ .. وإنْ لم تفعل فستبوء بإثمك وإثمهم والله المستعان،
وحفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء.

*

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق