حقوق الإنسان

النازحون في كسلا.. جوع وأمطار وأمراض

كسلا- ياسر جبارة: 

أوضاع بالغة السوء يعايشها الآلاف من النازحين بمحلية كسلا، حيث أحدثت موجات النزوح المتوالية من ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار على التوالي ضغطا متواصلا على المحلية والولاية معا.  وتكدست مجموعات من هولاء النازحين في ساحات مراكز الإيواء بدون أسقف تقيهم الأمطار والهجير، وفاقم هطول أمطار غزيرة الجمعة قبل الماضية الأوضاع بغرق بعض مراكز الإيواء مما اضطر النازحون إلى الخروج منها إلى الشوارع المجاورة. مطأطأة رؤسهم خروجا ودخولا إلى أسقف منخفضة من ثقوب المشمعات المرتقة من قطع مختلفة، يزاحمون بها أبواب منازل المواطنين المقيمين.

البيئة الصحية
تسببت الأمطار بحسب جولة حققتها (الساقية برس) في تردي الأوضاع البيئية لأماكن تواجد النازحين في المراكز المتضررة والشوارع التي أقاموا فيها بسبب إنهيار أو تهدم دورات المياه أو عدم كفايتها أو كفاءتها، الأمر الذي أجبر بعضهم على قضاء الحاجة في الأزقة والساحات ومجاري التصريف القريبة.
فضلا عن المياه الراكدة التي ساعدت على توالد الحشرات مثل الباعوض والذباب.

ويزداد الوضع سوءا بغياب عمليات إصحاح البيئة كما هو الحال في مركز إيواء المدرسة الصناعية حيث ما زالت المياه تغطي مساحة واسعة من ساحة المركز حتى لحظة كتابة التقرير.. مع تزايد حالات الإصابات بالملاريا.
ويفيد محضر معمل بمركز الصناعية أواب حيدر (الساقية برس) بوجود حالات حميات تكون نتيجة فحصها للملاريا سلبية إلا أن المعمل يعاني من نقص مستلزمات الفحوصات لأمراض مثل التايفويد والكوليرا.
وقال وزير الصحة بولاية كسلا، يوم الجمعة الماضي إن حالات إسهالات مائية حادة ظهرت في محليتي ود الحليو وكسلا. وأضاف أن حزمة تدابير وضعت من ضمنها معالجة مشكلة المياه بود الحليو وعمليات تعزيز الصحة والتثقيف الصحي للمواطنين.

وأضاف أن الوزارة تتوقع حدوث مشاكل بسبب ظروف الحرب والنزوح والأمطار.

في ذات السياق، قادت إدارة صحة البيئة بوزارة الصحة عملية تدخلات لاحتواء الإسهالات المائية بحي الختمية بمدينة كسلا ووزعت خلالها حبوب كلور لتطهير المياه، خاصة وأن الحي شهد عددا من الإصابات بالاسهالات الحادة.

الأمن الغذائي للنازحين..
دربة ومثابرة مشهودة من قبل شباب وشابات مدينة كسلا، قابلوا بها أزمة النزوح منذ بدأت الموجات تتوالى على المدينة مع بداية الحرب، حيث يبذل هولاء الشباب الجهد الوافر لتقديم المعينات للنازحين وفي مقدمتها الوجبات، إلا أنه ومع اتساع رقعة النزوح ومع ما تبذله المنظمات ومفوضية العون الإنساني وديوان الزكاة من جهود إلا أن الاحتياجات اعلى من ذلك.

يقول يحيى محمد،  من مركز إيواء المستشفى المرجعي، إن شباب كسلا يبذلون قصارى الجهد لمساعدتنا إلا أن هناك معاناة نعايشها في تأخر الوجبات إذ تكون وجبة الإفطار عند الثانية عشرة ظهرا بينما يكون العشاء عند الثانية عشرة ليلا حينها يكون كثير من الأطفال خلدوا إلى النوم ببطون خاوية.

لحظتها كانت شاحنة محملة بوجبة الإفطار قد أفرغت حمولتها وعليها لافتة كتب عليها شباب حي الترعة بالتعاون مع مفوضية العون الإنساني،  في الوقت الذي ما زالت الأقداح الفارغة ناصعة البياض تلمع تحت هجير الشمس ممدودة بها أيادي الصغار والنساء،، والشاحنة تبتعد، وتلاحقها عيون ملؤها الأمل وغاية وسعها الانتظار.

 

 

ويضيف فيصل زكريا من ذات المعسكر (للساقية برس) إنه وآخرين يقومون بدون تفويض بمخاطبة الجهات المسؤولة بخصوص بعض المشاكل التي لا تحتمل التأجيل مثل مشكلة إنهيار دورات المياه التي صممت حديثا، حيث تقول وزارة الصحة إن الأمر ليس من ضمن مهامها بحسب ما ذكر.

ويذكر فيصل بخطورة الوضع الصحي في ظل تزايد سقوط الأمطار، وعدم وجود معالجات لتصريف مياه الأمطار حتى لا تقتحم المركز مرة أخرى ما حدث قبلا.

رئيس اللجنة العليا للطوارئ بالولاية،  وزير التربية والتعليم ماهر حسين، يقول (للساقية برس) إن اللجنة وفرت ثلاثة بدائل للإيواء وهى المستشفى المرجعي ومستشفى الأشبال بجانب مركز بحي الحفائر إلا أن النازحين رفضوا الإنتقال إليها بحجة بعدها على الرغم من قربها من مركز المدينة.

وأضاف أن اللجنة وبإشراف الوالي تعمل ما في وسعها لتهيئة السكن للنازحين وأن هناك معسكرا جديدا قرب المطار ستكمل الجهة المنفذة تجهيزه خلال أيام.

وأبدى الوزير قلقه من عدم استجابة النازحين للاستقرار في المراكز البديلة.

وقال إنهم غير مساعدين ولم يبق أمامنا غير إستخدام القوة.

 

.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق