مقالات

قصة “الميتة” والجهر ب”الجوع”

عرق في السياسة

الطريفي أبونبأ:

اعتبرت أن مانكتبه وإن كان عكس لواقع نعيشه هو (تسلية) لآخرين يقرءؤن لأنهم يعيشون فراغ أو يعتبرون مانكتبه نسج من خيال لذلك تحاشيت أن أكتب في موضوع اليوم أكثر من مرة خوفاً من جرح آخرين يتهافتون علي أمل أن يجدوا مايؤانس آلامهم، ولولا أن جهر عدد من أهالي قريتنا ب(الجوع) لما ترددت في أن أكون صامتاً عن ذلك الموقف المبكي.

قال محدثي وهو يتكلم بلسان أحد مسؤولي لجان القرية أنه قد ماتت له (غنماية) نعم إحدى أغنامه ماتت وذهب بها على ظهر عربته لمكان بعيد وبعد أن ألقاها وقبل قطع نصف المسافة عاد لموقعة ذاك من أجل إعادة شئ فقدة ليتفاجا بأن (الميتة) في غير مكانها ويلاحظ على مسافة منها آخرون من سكان القرية يقومون بتقطيع هذة الميتة.

حين سماعي للقصة تعجبت واكفهريت وشكوت من ضياع الإنسانية التي تجعل بعضهم يبيع ( الميتة ) علي انها زبيح في السوق قبل أن أعود لافكر أن هؤلاء يمكن لهم أن يأكلوها إذا كان الجوع هو المحرك لهم.
لا أبحث عن لوم الحكومة أو اللجان في القرية الذين اتابع جهدهم وصبرهم علي سماع مايبكي في سبيل إيصال صوت نازحي القرية والا الوم المنظمات الإنسانية المحلية أو الإقليمية والتي تجابهة أزمة وابتلاء اهل السودان فالي اين يلجئون وكل البلاد غرقي في الابتلاء ومن ابتعد عن الحرب تأثر بثورة الطبيعة في سيول و فيضانات ولكن يقيننا أن الحل موجود مادام هنالك يوجد تجار وسماسرة يصدرون لنا الموت ويستغلون كل شئ من أجل حياة لا تمثل شيئاً الجوع الذي يعاني منه سكان القرية التي انقطعت المساعدات عنها لأكثر من (53) يوم حسب حديث مسؤل انضم لانات الجوعي الذين جهروا بجوعهم بعد صلاة مغرب أمس من داخل المسجد لم يكن جهرهم بذلك تسولا كما يظن القارئ ولكن كان تذكيرا بأنهم بشر ويعيشون في مجتمع إنساني أو هكذا يفترض فيه.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق