مقالات

فشل الوزير الطائر

حاتم مصطفى أبوشنب:

تعتبر وزارة المالية في أي دولة أهم وزارة لارتباطها مباشرة بحياة ومعاش الناس. لاسيما وان سياساتها تؤثر على الكل. ولأن الدول تعلم ذلك، تختار لها دائما الاكفاء القادرين على إدارة المال العام بصورة ممتازة والذين لهم فهم وخطة يعالجون بها مشاكل الاقتصاد.
يعتبر الدكتور جبريل إبراهيم والذى جاء لموقع الوزير في غفلة من الزمان أفشل وزير مالية منذ الاستقلال، فالرجل بلا خطة ولا برنامج ولا أحد يدري ماذا يفعل كما أنه لا يتحدث في ما يجري من غلاء طاحن ولا يطرح أي حلول ولا يقر بفشله .
أكدت تصريحات محافظ البنك المركزى أن كل ما يفعله الرجل هو الاستدانة من البنك المركزى واصبح البنك المركزى يقوم بعمل وزارة المالية، أي لم يعد لوزارة المالية دور بعد أن فشلت في توفير الموارد المالية داخليا وخارجيا.
وصل سعر صرف الدولار ثلاثة آلاف جنيه والوزير صامت لم يوضح للناس لماذا حدث ذلك، فشل في توفير المدخلات الزراعية، فشل في صرف المرتبات، بلغت أسعار الوقود مستوى لايطاق حتى اوقف الكثيرون سياراتهم.

وكما هو بائن حال البلد يقول الكثير والناس محتارون في غلظة الرجل وعدم اهتمامه بمعاشهم.
تجنبا وهروبا من فشله لجأ الوزير للسفر الدائم حتى بلغت أسفاره أركان الأرض.

قبل فترة قصيرة كان في اليابان، فات منها على نيجيريا مرورا بالقاهرة، ثم عاد وسافر اليوم التالي إلى طاجكستان ثم عاد ليغادر إلى الصين ومنها إلى واشنطن مرورا بباريس وبرلين ويتردد في الوسائط أن له زيارة قريبة إلى جنوب افريقيا.

كل هذا في أقل من شهرين، على كثرة هذه الأسفار لم يجلب الوزير فلسا واحدا لخزانة الدولة، يضاف لذلك اصطحابه لأقاربه، الذين عينهم في مكتبه بتبادل الأدوار في السفر، فحسب مصادر الوزارة كل الذين يعملون في مكتبه من أسرته القريبة وهم من يختصهم بالأسفار معه.
أضف إلى ذلك أن الرجل حول وزارة المالية ووكالاتها وشركاتها وبنوكها الكثيرة إلى ضيعة خاصة بقبيلته، وأصبح معيار التعيين قرابة الدم ثم العشيرة ثم القبيلة.

ويقول مواطنون من بورتسودان إن كل من يذهب إلى برج الضمان الاجتماعي مقر الوزارة يعتقد أنه في تكية جبريل لكنها مخصصة لآل بيته ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.

أما استغلال السلطة لمصلحة عشيرته وتمكينها في الوظائف ومنحها الإعفاءات الجمركية للعربات والبضائع واحتكار التجارة لها فهو موضوع نعود له ب(رواقة) لاسيما وأن العاملين بالجمارك اصبحوا يتندرون بجرأة العشيرة على الفساد واستغلال النفوذ.
نواصل..

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق