مقالات

تجار الأزمات مكانهم خلف القضبان

حد السيف

محمد الصادق:

أصابتنى الدهشة وانتابنى حزن عميق وألم موجع وانا أسمع وأتابع تلك الحادثة المفجعة فى محلية الدبة بالولاية الشمالية، حيث ضبطت السلطات الأمنية ثمانية عشرة مخزنا مليئة بالمواد الغذائية الإغاثية كانت مخزنة فى عدد من المخازن وهي في الأصل مخصصة لإقليم دارفور عبر مسار خط الدبة الجديد وكان موقع الحدث فى منطقتي الملتقى والتضامن، مع العلم أن جملة الشاحنات التي كانت تحمل المواد الإغاثية ثلاثة وعشرين شاحنة منها ستة عشرة شاحنة تلفت بضائعها تماما .

ما حدث أمر خطير للغاية ويعتبر تلاعبا بقوت المساكين من أبناء الشعب السودانى الذين جعلتهم الحرب فى أمس الحاجة للقمة العيش التي تقيهم الجوع وبالتالي المرض الذى يتسبب بعدم الغذاء والدواء . ولذلك لابد للجهات الشرطية والأمنية والعدلية أن توقع أقصى العقوبات على مرتكبى هذا الجرم الذين يجب أن يكون مكانهم خلف القضبان وتوقع عليهم أقصى العقوبات ليكونوا عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه أن يتخذ من الحرب والأزمات تجارة مالها واكلها حرام .
حسنا أن كان الدكتور عبد الرحمن على خير المفوض العام لمفوضية العمل الطوعى والإنسانى بالولاية حضورا فى وقت الضبطية التى تمت ووقف على الأضرار التى كانت بسبب التخزين الخاطئ وأشار لمواطن الخلل الذى صاحب المخازن وطالب المنظمات والجهات الداعمة بضرورة المتابعة والمراقبة وكذلك التنسيق مع حكومة الولاية الشمالية والجهات ذات الصلة .
إن الذى حدث يعتبر جرما لا يغتفر ويستحق فتح البلاغات وتوقيع أقصى العقوبات على مرتكبيه ويكفى أن المواطنين يعيشون الأزمات المتوالية ويتأذون من ويلات الحرب التى قتلت وشردت ونهبت وإغتصبت وسفكت دماء الأبرياء من الشعب السودانى . ولذلك لابد من توقيع أقصى العقوبات على تجار الأزمات والمتلاعبين بقوت الشعب المغلوب على أمره .
التحية للأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها فى محلية الدبة وهى تحرس الأرض والعرض والأموال والدواء والغذاء والكساء وتكافح كل الجرائم بمختلف ألوانها. والتحية للمفوض العام لمفوضية العمل الطوعى والإنسانى الدكتور عبدالرحمن خيري والعزة للسودان ولا نامت أعين الجبناء.
وبكرة يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق