مقالات

حين تنهض الأمم من الرماد: هل نملك شجاعة النهوض؟

د. صلاح عمر الطيب:

التاريخ يحدثنا بوضوح لا يقبل الشك: مارشال أعاد بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، واليابان نهضت من رماد هيروشيما وناغازاكي لتصبح قوة اقتصادية عظمى، وجنوب إفريقيا تجاوزت الفصل العنصري بفضل قيادة حكيمة، ورواندا تحولت من مجازر إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في إفريقيا.
كل هذه الدول كانت ضحايا لحروب ودمار شامل، لكنها نهضت. كيف؟
المعادلة بسيطة في ظاهرها، لكنها تتطلب شجاعة في التنفيذ:
قيادة رشيدة تضع مصلحة الوطن فوق الحسابات الحزبية والجهوية، مجتمع متعطش للإعمار ومستعد للعمل، كفاءة تتقدم على المحسوبية، وتعيين القوي الأمين في كل موقع، من أبسط حرفة إلى أعلى منصب.
وقبل كل ذلك، لابد من بسط الأمن والعدالة، لا كأجهزة فقط، بل كقيمة يشعر بها المواطن في حياته اليومية.
هذه الوصفة مجرّبة، ونجحت في أكثر من مكان. لكن يبقى السؤال الصعب:
هل يمكن أن تنجح عندنا؟
أم أننا شعب مختلف في كل شيء، حتى في التعامل مع سنن التاريخ؟
هل نفتقر للإرادة؟ أم ما زلنا نبحث عن معجزة لا تأتي إلا حين نقرر النهوض بأنفسنا؟
الأيام كفيلة بالإجابة، لكن الأمل باقٍ، ما بقي فينا من يرى ويؤمن أن السودان الوطن يستحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى