مقالات

مخاشنات.. ومخالفات

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

كشفت حرب 15 ابريل عن غياب تام لاى مشروع وطنى يجتمع حوله اهل السودان

بعد عامين على الحرب يظهر المجتمع السودانى ميلآ قويآ للتعايش مع حالة الحرب

لا بد من إفشال دورة (التمردات المتناسلة) لما يعرف ب (حركات الكفاح المسلح) قبل الاتفاق، وب ( أطراف السلام ) بعد الاتفاق

المجموعات التى فى مرحلة ( الكفاح المسلح ) ، تتجاوز فى اعدادها و باستمرار المجموعات التى هى فى مرحلة (أطراف السلام )

الحكومة الحالية خالفت بند الترتيبات الامنية لاتفاق سلام جوبا ، لجهة اعداد القوات و اماكن تواجدها و تسليحها، و الدمج و التسريح 

البعض من (اطراف السلام ) ، بات يعتقد أن مشاركته فى مواجهة قوات الدعم السريع تترتب عليها استحقاقات جديدة

المخاشنات والمخالفات الحالية تتطلب حوارا عاجلا

جاءت حرب 15 أبريل لتكشف الغياب التام لأي مشروع وطني أو مجرد رؤية وطنية يتفق حولها إثنان، ونشأت تكتلات سياسية هشة، فشلت في أن تصل إلى مستوى تحالفات أو جبهات فتسمت بالتنسيقيات، وفوق هذا و ذاك ، انكشف ظهر الشعب السوداني فبدأ فقيرا فيما يقوله من يسمون أنفسهم بالخبراء والمحللين، فلا تكاد تستبين من قولهم رشدا.
لذلك فإن المدخل الصحيح لإعادة بناء الدولة يقتضي البحث عن مشروع يجتمع حوله أهل السودان ، عبر حوار سوداني- سوداني لا يقصي أحدا ، يستند على عقد اجتماعي جديد ، والاتفاق حول القضايا الرئيسية و التى تشمل الهوية و قضايا الدين و الدولة و نظام الحكم والدستور .. الخ .
هذا المشروع يفترض أن يستند على الحكمة السودانية فى تحقيق السلام ونبذ الكراهية وإعلاء شأن المصالحات الوطنية واعتماد نظام للعدالة الانتقالية لمعالجة الظلامات و التظلمات وبناء نموذج الدولة الوطنية العابرة لكل الاختلافات العرقية والثقافية والمناطقية والدينية ، بما يكفل إنهاء الصراعات حول الموارد والسلطة والثروة ،عبر وضع صيغ عادلة لاقتسام السلطة والثروة، تكفل استدامة التنمية العادلة والشاملة من خلال إرساء مبدأ قومية الثروة، والخروج من الحلول الشكلية التي ثبت فشلها ، وإفشال دورة (التمردات المتناسلة) لما يعرف ب (حركات الكفاح المسلح ) قبل الاتفاق ، و ما يعرف ب ( أطراف السلام ) بعد الاتفاق ، وهي تجارب اثبتت فشلها بدليل ان المجموعات التى فى مرحلة ( الكفاح المسلح ) الآن، تتجاوز فى اعدادها و باستمرار المجموعات التى هى فى مرحلة ( اطراف السلام ) الآن،  وباستمرار ترتكب السلطة المركزية ذات الاخطاء فى توقيع اتفاقات ثنائية وجزئية لا تحل المشكلات بطريقة نهائية ، تعتمد فى ذلك على استقطاب مجموعات يتم تعيينهم في هياكل السلطة، باعتبارهم ممثلين لأطراف أو مناطق ، بينما لا يتغير الوضع على الأرض في تلك المناطق، وبدلا من الوصول إلى حلول تتسبب هذه المعالجات في مزيد من الاحتقان و توليد ( حركات كفاح مسلح ) جديدة ، وهو ما يحدث الآن.
الحكومات السودانية المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية وقعت فى أخطاء كارثية، ففشلت في احتكار السلاح وتنفيذ بند الترتيبات الأمنية، بل وخالفت الحكومة الحالية بند الترتيبات الامنية لاتفاق سلام جوبا، لجهة اعداد القوات و اماكن تواجدها و تسليحها و كيفية تحريكها و لا أحد يقبل تبريرا، بالقول ان هذه المخالفات تمت بسبب الاوضاع الطارئة بتمرد مليشيا الدعم السريع ، ومشاركة قوات (أطراف السلام) فى القتال إلى جانب القوات المسلحة، هذه المخالفات كانت موجودة منذ توقيع الاتفاق و قبل اندلاع الحرب ، حتى القوات المشتركة تغيرت طبيعة تكوينها و اختلفت مهامها دون أي نصوص اتفاق أو تعليمات جديدة البعض من قوات (أطراف السلام ) ، بات يعتقد أن مشاركته فى مواجهة قوات الدعم السريع تترتب عليه استحقاقات جديدة، عبرت عنه مختلف الاطراف بمخاشنات غير متوقعة وصلت مرحلة التنابذ بالألقاب والتهديدات ، الوضع الحالى يقتضي حوارا فرعيا عاجلا قبل الحديث عن حوار سوداني- سوداني.. و إلا… .
26 يونيو 2025م

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى