مقالات

السودان تراجيديا التكوين لمشروع وطن (1)

بقلم/ الطاهر اسحق الدومة:

aldooma2012@gmail

هذا الشعب الذي يقطن بمساحة جغرافية تترامى أطرافها مابين شرق وجنوب ووسط وشمال افريقيا وتم نسخها كدولة في التاريخ المعاصر الحديث بقيادة محمد علي باشا الذي غزاها بسبب المال المتمثل في الذهب وسن الفيل وريش النعام والضرائب وثانيا بسبب الرجال الأقوياء في البنيه الجسمانية والشجاعة لحد السذاجة في تدعيم جيشه بغية تعزيز امبراطورية قوية في مصر.

هكذا كان المبتدأ، مجرد شهوة حاكم في تعزيز سلطته من حيث لايدري خلق وطنا اسمه السودان من الدولة السنارية وملحقاتها من المشيخات شمالاً وشرقاً وأضاف لها كردفان حينها بقياة المسبعات المنبثقة من سلطنة الفور التي تم إلحاقها عام 1874 بتراجيديا سياسية محزنة عندما قبرت سلطنة الفور فداءا للعهد بين السلطنة وعرب الرزيقات حينها الذين كانوا يغيرون على قوافل الزبير باشا الذي صنع له دولة جباية بالجنوب في ديم الزبير ليضيف دارفور إلى سلطته بعد هزيمته للسلطان إبراهيم قرض في موقعة شاكا وسلمها عن طيب خاطر للسلطة المركزية بالخرطوم وذهب (غافلا أو مغفلا) إلى القاهره لينعموا عليه بالنياشين والخ…. من ملذات ومطايب الحياه بالقاهرة حتى وجد نفسه سجينا ذليلا جزاءا بما قدم لحضرة امبراطورية سلالة محمد علي باشا.

من هذه التراجيديا وجد السودانيون انفسهم في خضم دولة اشتركوا في الأحزان والظلم لينبع منه حلم ومشروع وطن حيث كان كل السودان عبارة عن زريبة من ممتلكات محمد علي باشا يبيع الناس والذهب ويسخِّر من رضخ له في خدمته في جلب العبيد حتى ظن رهط مقدر منهم أنهم خُلقوا أسياداً وما دروا أنهم كانوا عبيداً (سيوبر) تحت سيدهم الكبير، مجرد خدم في تنفيذ الأوامر السطانية حتى (عاف) الإشراف منهم بقيادة الإمام المهدي ونجحت ثورته الوطنية والدينية في تعضيد وتوليف الوجدان الوطني للسودانيين وتوجيهه ضد الفاشية المتجسدة في سلالة محمد علي باشا بالسودان.

قصة وطن اسمه السودان تم بنائه على (اللهط) ونهب الموارد المادية والبشرية وتم من خلال ذلك تضخيم الذات لبعض المجموعات السكانية وتحقيراً للبعض الآخر لتمضي هذه الثنائية في ظل حكم المهدية (جهادية وعيال بحر وغرابة) مع قوة سطوتها ونجاح خطابها الديني إلى حد جعلت السودانيين على حافة العبور في تكوين وطن اسمه السودان بقيادة مؤسسها الإمام المهدي وخليفته الخليفه عبدالله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق