مقالات

كنت هناك.. المحطة التحويلية “المقرن”

عصام الحكيم:

تابعت أمس ولأكثر من 6 ساعات عصرا وليلا جانبا من عملبات الفرق الهندسية المعقدة والمتواصلة على مدار الساعة واليوم التي تباشرها بهمة عالية الفرق الهندسية والفنية بالشركة السودانية لنقل الكهرباء بالمحطة التحويلية بالمقرن لتركيب المحول الجديد تمهيدا لادخالة دائرة العمل والتشغيل والخدمة بشبكة التوزيع لتجاوز فجوة الامداد الحادة في الطاقة الكهربائية التي تأثرت بها بشكل حاد ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر اللتين تغذيهما المحطة التحويلية بالمقرن.

من خلال وجودي بالمحطة ادركت تماما اسقاطات تداعيات الحرب والظروف الأمنية على واقع العمل داخل شركات الكهرباء عموما وتحديدا شركة النقل التي تنتشر فرقها الهندسية والفنية ميدانيا داخل ولاية الخرطوم والجزيرة حتى في النطاقات التي تسيطر عليها عسكريا قوات مليشيا الدعم السريع المتمردة على الدولة والجيش.

 

الوضع المأزوم الخطير بالمحطة التحويلية بالمقرن تحرج للغاية بعد احتراق وتعطل المحول الأزرق وخروجه من الخدمة قبل اكثر من عشرة أشهر وتراجعت وتقلصت وفقا لذلك طاقة الكفاءة التشغيلية للمحطة لنحو 50% حسب إفادة المهندسين.

وفي ظل تعذر عمليات صيانة المحول وعدم وجود البديل كان الوضع مرشح للإظلام الكامل بولاية نهر النيل في حال تعطل المحول الآخر وحرجت المحطة كليا عن الخدمة.

 

الغريب في الأمر أن محاولات الشركة السودانية لنقل الكهرباء لجلب المحول البديل من محطة المرخيات للمحطة التحويلة بالمقرن بدأت فور احتراق محول محطة المقرن ولكن حسب ما علمت انها اعترضت بتمنع وتعنت سلطات ولاية الخرطوم لجهة حرصها علي الإبقاء على المحول (استاند باي) في محطة المرخيات تحسبا لأي طارئ، مع انه سبق أن تم تحريك محول (استاندباي) من المحطة التحويلية بالمقرن لولاية الخرطوم لفك الاختناق وفجوة الإمداد هناك بعد تعطل إحدى المحولات هناك بمحطة الكباشي في بحري.

كلفة استيراد ذات المحول وفقا لمسؤولي الشركة السودانية للنقل من الصين لاتقل عن مليوني دولار ومن المانيا تزيد عن اربعة ملايين دولار وقطعا فإن ظروف الدولة في ظل راهن الحرب تعجز عن استجلابه وإلا إن كان ذلك ممكنا لما تعذر حل المشكلة بفقه البدائل ذرائعيا من محطة المرخيات وبشق الأنفس.

في تقديري الخاص إن مسؤولية التصرف في الأصول الخاصة بالبنية التحتية للمحطات التحويلية للكهرباء هو اختصاص يلي بشكل أساسي الشركة السودانية لنقل الكهرباء وليس غيرها لأن الآمر خاضع لتقديراتها كجهة فنية بعيدا عن أي اجتهادات أو أي تدخلات من السلطة التنفيذية بالولايات.

المهم إن أمر تعثر تحريك المحول من المرخيات إلى المقرن تم تجاوزه بعد تدخل جهات عليا في الأمر وسماح سلطات ولاية الخرطوم ومن ثم تأمين المسارات واتخاذ كافة مايلزم ذلك من اجراءات امنية وفنية وإدارية ولوجستية.

تعكف الآن الشركة السودانية لنقل الكهرباء على كسب الزمن دون التقاط للأنفاس وتجاوز العقبات لتركيب المحول حرصا منها علي دخوله الخدمة وتحسبا لأي عطل طارئ قد يلحق بالمحول الآخر وهو مايعجل بتوقف المحطة.

 

ويجري سير العمل بمتابعة وقوة دفع كبيرة من جهات الاختصاص بالولاية ممثلا في الوزارة المعنية وحكومة الولاية.

ورغم أن وزارة البنى التحتية أعلنت عقب وصول المحول أن العمل في تركيب وتشغيل المحول قد يستغرق أسبوعين إلا أن مسؤولي شركة النقل رجحوا الانتهاء من كافة مراحل التركيب والتجهيز الفني والاختبارات الاحترازية والتشغيل التجريبي خلال اسبوع واحد إذ من الممكن أن يدخل المحول الخدمة وتشتغل المحطة التحويلية بالمقرن بطاقتها المعتادة في إمدادات التيار الكهربائي لشبكات التوزيع وهو ما قد يسد الفجوة والعجز الحالي بخفض برمجة القطوعات بولاية نهر النيل بنسبة لاتقل عن 70% على حد تأكيدات إدارات الشركة السودانية لنقل الكهرباء.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق